إذا أردنا فعلاً أن نتفق على انتخاب أهم مسلسل عربي على الإطلاق، سواء كان قديماً أو حديثاً، المهم أن يكون المسلسل العربي الذي تعتقد أنّهُ المتفوّق دائماً على غيره، ما اسم المسلسل الذي يمكن أن تختاره؟ ولماذا وقع اختيارك بالضبط على هذا المسلسل؟ ما الذي يميّزه برأيك؟
إن أردنا انتخاب أهم مسلسل عربي على الإطلاق، ماذا تختار ولماذا؟
أعتقد أنني سأميل لترشيح مسلسل مصري يتسطيع المنافسة على كل الأصعدة فهو تأريخ لفترة مهمة في حياة المصريين تحت حكم عائلة محمد علي وأيضا هو يناقش فكرة مهمة عن الحياة والموت وأحلام الإنسان في حياة أفضل، فهو يخاطب كل العقول وكل الطبقات في وقت واحد، وسبب آخر المسلسل يضم ممثلين بارعين وكأنك كل مشهد هو مبارزة فنية بينهم وفي الأخير يكفي أن المسلسل مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ تحت نفس العنوان والمسلسل هو (حديث الصباح والمساء)
أحسنت الاختيار حقيقي، أعتقد لا يوجد أحد يختلف على حب هذا العمل وعظمة معانيه، لا أتذكر عدد المرات التي شاهدته فيها مع عائلتي، ولكن كل مرة نصادف رؤية عرضه نعيد مشاهدته. لا أعتقد أن تلك الحالة تنطبق على كثير من الأعمال الحديثة نوعا ما، فلا أرى أن في أخر 10 سنوات يوجد مسلسل يمكنه أن يعطي نفس التأثير على المشاهدين.
يذكرني بعناوين كاتب أرى رواياته في كل مكان ولا أعرف سبب ذلك ولم أقرأ له بعد، له رواية اسمها حديث الصباح ورواية أخرى اسمها حديث المساء، بالعموم يبدو أنّ التأريخ في المسلسل والمسلسل الذي يجسّد حقبة معيّنة من تاريخ الناس يجعلهم فعلاً في حنين إليه واعتباره عملاً مهماً، في سوريا مثلاً يقيمون أوزان كبيرة لمسلسلات من هذا النوع، مثل الانتظار الذي كان تأريخاً وتوثيقاً للحالة السكنية والحزام العشوائي وحياة النافس الذي لم يدري به أحد قبل المسلسل.
بالنسبة للكاتب الذي لا تذكر أسمه فللأسف عملي بالكتب يحتم علي أخبارك باسمه ولكني لا أرشحه للقراءة وهو ادهم الشرقاوي هو يكتب نوعية كتب تنموية دينية لا أفضلها صراحة ولكنه مشهور بالطبع.
أما نجيب محفوظ فروايته هذه حديث الصباح والمساء فهي من أصعب ما يمكنك قرائته لأن نجيب محفوظ اتبع سردية جديدة وختلفة لسرد حيوات الشخصيات فقط فلم يركز على حياتهم كاملة ولكن فقط ما بين حياته وموته، وبالتأكيد أرشح لك قراءة نجيب محفوظ فهو من أهم أدبائنا ولا أتحدث على مستوى مصر ولكن بمستوى عالمي فبجانب حصوله على جائزة نوبل للأداب كأول أديب عربي هو أيضا تم ترجمة العديد من أعماله لعدة لغات وأيضا تم عمل أفلام ومسلسلات من أعماله.
لا بأس لكل منا تفضيلاته فأنا بالتأكيد تربيت على تلك المسلسلات وغيرها مثل ليالي الحلمية وضمير أبله حكمت وقصة أبو العلا البشري وأبنائي الأعزاء وأرابيسك شكرا واحبهم جميعا وأيضا المسلسل الكوميدي العظيم البخيل وأنا ولكن الأقرب دائما من حيث القواعد الفنية بالنسبة لي هو حديث الصباح والمساء فهو نقلة من وجهة نظري سواء في طرح الأفكار أو السيناريو وأيضا التمثيل والإخراج
رغم كثرة الأعمال العربية التي ستفرض وجودها في القائمة، فمن وجهة نظري "باب الحارة" هو السلسلة التي تجدها ضمن قائمة Top 5 دوما، هذا راجع إلى الطابع الدرامي بالدرجة الأولى مع نخبة الممثلين فيه.
، فمن وجهة نظري "باب الحارة" هو السلسلة التي تجدها ضمن قائمة Top 5 دوما، هذا راجع إلى الطابع الدرامي بالدرجة الأولى مع نخبة الممثلين فيه.
برأيي مسلسل باب الحارة بعد الجزء الخامس لم يعد شيق. شاهدت حلقة من السادس، شعرت بالاستياء. للاسف ما زال المسلسل مستمرا. اعتقد بأن وصل للجزء الحادي عشر
أنا من سوريا، وبالفعل يُعتبر مسلسل باب الحارة مسلسلاً ماتعاً إلى الجزء الرابع على الأقل، به دراماً يمكن أن تلفت الإنسان ولكن برأيي نجاحه كان استهلاكاً لنجاح الأجزاء الأولى وبأنّ فيه مشكلة رهيبة وهو أنّه ليس استعراضاً نهائياً لما يمكن أن نسميه البيئة الشامية الحقيقية التي كانت موجودة آنذاك، لم يكن هذا الحال نهائياً في تلك الفترة التاريخية من وقت سوريا، لم تكن الحياة تشبه الطرح الموجود بالملسلسل وهذا عيب لا يمكن تجاهله ببساطة.
لا جدل في لاذلك، العمل لا يعرض الصورة كاملة، ول اأيضا مستمر على نفس نسبة التشويق والإمتاع، لكن ما يؤهله هو وجود جماهيرية واسعة له عبر ربوع الوطن العربي تجعله دوما يتصدر قوائم قوى الأعمال الفنية، برأيي ذلك هو ما يمنحه الأفضلية
هذه قدرة تُحسب لقنوات الـ mbc وجدت ضمن العمل مشروع يناسب كل شروطها، يمكن مشاهدته عربياً، لا يثير أي حنق لا سياسي ولا غيره ولا يزعج أي طرف، يتحصّل على إعلانات كثيرة، فيه قصّة قابلة للاستكمال بشكل لا ينتهي، إرث طويل ربما سحب البساط من تحت أي عمل مماثل، وبالمثل أيضاً ليس موضوعه التابوهات الجنس والدين والسياسة، كل ذلك في عمل واحد.
هذا سؤال في المطلق يا ضياء انت تضعنا في مأزق كبير يا صديق .
للأمانة، أنا لا اشاهد مسلسللات عربية فقد انقطعت عنها منذ مدة طويلة جدا، وسيكون من المجحف أن أحكم على أيها الأفضل بينما لم اتابع إلا القليل منها ، زيادة على ان الاعمال الدرامية متعددة الأصناف ، صحيح ان المسلسلات العربية كلها تقريبا تأخذ طابع رومانسي ولا نجد تقريبا اعمال خارج الرومنس او الطابع التاريخي، بل وتنعدم الأصناف الاخرى لدينا مثل الرعب الخالص، أو الأكشن الخالص ، أو الخيال العلمي ...الخ
مع ذلك هذا لا يمنع من ان هناك تعدد ما في الأصناف الموجودة ومن غير الموضوعي ان نقترح احسن عمل دون تحديد تصنيفه .
بالنسبة لي اجد نفسي ميالة جدا للمسلسلات التاريخية أفضل ما ارشحه بدون منازع : الزير سالم ، عنترة بن شداد ث، صقر قريس ، ملوك الطوائف ، الكواسر، الجوارح، البواسل، مسلسل ابن عربي .
بالنسبة للمسلسلات الواقعية : مسلسل حارة ع الهوا. رجال الحسم ، احلام كبيرة ، مرايا، بقعة ضوء ، ضيعة ضايعة.
المسلسلات الشامية : كوم الحجر، ليالي الصالحية، أهل الراية، بيت جدي .............
طبعا انت هنا نلاحظ المسلسلات السوريو فقط ، لانها اكثر ولا اتحدث عن المسلسلات اللبنانية ولا المصرية لاني لست من متابعيها.
طبعا انت هنا نلاحظ المسلسلات السوريو فقط ، لانها اكثر ولا اتحدث عن المسلسلات اللبنانية ولا المصرية لاني لست من متابعيها
صديقنا @mattarmoutaz من اكثر الاشخاص الذين لديه اهتمامات بمشاهدة الاعمال المختلفة من الدول العربية
هذا استعراض تقريباً لنخبة المسلسلات السورية، ولكن أريد من حضرتك أن تختاري من هذه النخبة بعد غربلتها جيداً عملاً واحداً ليس إلّا لانتخابه كأفضل عمل درامي عربي على الإطلاق، ماذا يمكن أن تختاري من كل ما ذكرت؟ ولماذا سيقع اختيارك على هذا العمل؟ أحب أن أرى في هذه الإجابات ما الذي يلفت الإنسان فعلاً في المسلسل ويجعله برأيي الأفضل لأقيم تقاطعات مع تفضيلات الأصدقاء الآخرين أيضاً.
بالنسبة لي افضل مسلسل الى الان هو الزير سالم
والتفضيلات شخصية تماما للاسباب التالية:
- هو العمل الوحيد الذي استطيع ان اشاهدة عشرات المرات وكل مرة اشعر اني اشاهدة للمرة الاولى .
- مسلسل خارج الزمن حرفيا، فبعد اكثر من 25 عاما مازال المسلسل صالح للعرض بل وتزداد جاذبيته يوم عن يوم.
- القيم الاخلاقية والانسانية التي يبرزها المسلسل بقوة يمكن يجب ان تقدم كأمثلة ودورس اخلاقية في المدارس والجامعات .
- بصرف النظر عن مدى صحة الاحداث ومدى دقة القصة وتاريخيتها يبقى السحر التاريخي أسلوبا وعرضا يجذبني بشكل ساحر .
- هو من الاعمال العربية القليلة التي تجسد بالفعل قوة اللغة العربية وجمالها، الاداء اللغوي للمثلين عالي جدا، انه يجعلنا اشعر بالقشعريرة حرفيا .
- قوة الاداء الجسدي والصوتي في المسلسل يجعله ايقونة حقيقة.
- عشقي للشعر يجعلني اصر على الشعراء اينما كانوا
لم استغرب الحقيقة وذلك لإن العمل مؤلف من نخبة الصنّاع السوريين ومفكرينهم، حيث يأتي بالتأليف ممدوح عدوان الرجل العظيم صاحب كتاب حيونة الإنسان ويأتي بالإخراج مخرج التغريبة الفلسطينية وأحلام كبيرة حاتم علي، وحتى التمثيل مكوّن من نخبة الممثلين السوريين، يبدو أنّ المُنتج حين يستقطب أمهر من في الصناعة فعلاً يصنع عملاً يبقى في الذاكرة ولو كانوا يقولون أنّ ذاكرة المسلسلات عادة قصيرة عند الناس.
ولو كانوا يقولون أنّ ذاكرة المسلسلات عادة قصيرة عند الناس.
لا اتفق ابدا مع هذه المقولة، ولا شيء يصدقها لا المنطق ولا الواقع للحقيقة .
شخصيا ...رغم محبتي للافلام واعتبر نفسي شخصا مهتما بها، لكن أجد للمسلسلات قوة تأثيرية وعاطفية وعقلية أكبر .
ماذا عنك يا ضياء، متشوقة لاعرف ماهو عملك المفضل واسباب اختياره؟
لا اتفق ابدا مع هذه المقولة، ولا شيء يصدقها لا المنطق ولا الواقع للحقيقة .
ما هي المسلسلات التي استمرّ العالم بتذكّرها من عام 1980 مثلاً؟ برأيي لا مسلسل نستطيع أن نتذكّره، وإن تذكّرنا متأثرين، قد يكون واحد أو اثنين مقابل الكثير من الأفلام التي قد تكون حتى من عام 1940 حتى، أنا أحب أن أتفق مع حضرتك في رأيك، فيّ ميل غريب يدفعني لأن أصدّق ما تقولينه حضرتك ولكن بالاستقراء فعلاً للواقع سيتبين لنا العكس بتقديري.
لا أشاهد مسلسلات عربية أو اجنبية إلا في النادر ولكن يمكنأنأرضح المسلسل المصري ( ضمير أبلة حكمت) و على الرغم من أني لم أشاهد منه إلا بضع مشاهد هناك وهناك؛ فإنني أستطيع أن أجزم انه من أفضل المسلسلات من حيث الأخلاقيات التي فيه ومن حيث إرساء المبادئ وتعاليها على الواقع وتجسيد لصراع الحق متمثلاً في الأبلة حكمت ( الممثلة الفذة فاتن حمامة) ضد قوى المصلحة و العنجهية والمال الفارغة.
فإنني أستطيع أن أجزم انه من أفضل المسلسلات من حيث الأخلاقيات التي فيه ومن حيث إرساء المبادئ وتعاليها على الواقع وتجسيد لصراع الحق
كيف ترى حضرتك أنّ التعالي على الواقع أمر يشكّل منفعة حقيقية في أي عمل درامي؟ أنا أرى أنّ هذا الأمر يمكن أن يشكّل بأحسن الأحوال عملاً كرتونياً مصطنعاً يفرحنا بانتصار الخير على الشر وبطولة الخير ولكن هذا الأمر لا يغدو إلا أفيوناً وبيئة مختلفة تماماً للحال التي في الحقيقة والواقع تشكّل في مقبل الأيام انفصاماً نراه أصلاً في أحيائنا وأهالينا، بأنّ لديهم انفصام غير طبيعي عن الواقع ولهذا النوع من المسلسلات برأيي تأثير كبير، سواء الإيجابي منها كالذي ذكرت حضرتك أو التعالي السلبي على الواقع كالمسلسلات التركية، طريقين مختلفين لذات الضرر.
كيف يغدون أفيوناً؟! يعني هل تؤيد أنت كل الأفلام و المسلسلات الساقطة التي تنشر الرزائل وتتعلل بأنها : تضع يديها على الداء وتمثل الواقع خير تمثيل؟! فيما لا تؤيد ما يجب أن يكون عليه المجتمع من مثل وقدوة وسلوك أخلاقي؟! أرى أن دور الفن ليس فقط أن يحاكي الواقع ولكن يحاول ان يعرض مثالب الواقع ويقدم بإزائها واقع مثالي آخر يعلو على الماديات و الوقاع الغليظ الكثيف فيحاول المثاليون أن يغيروه وينتصروت في الأخير. هذا هو ما أراه الصواب. فالفن يجب أن يقول ما ينبغي أن يكون عليه التعليم و مدراء التعليم و المدرسين من قيم وأخلاق. عندما ترى الناس هذا فإنهم يميلون إلى أن يقلدوا ما يشاهدون.
كيف يغدون أفيوناً؟! يعني هل تؤيد أنت كل الأفلام و المسلسلات الساقطة التي تنشر الرزائل وتتعلل بأنها : تضع يديها على الداء وتمثل الواقع خير تمثيل؟
يبدو أنّ حضرتك تميل إلى نقاش الأمر بين الأبيض والأسود، إما خير أو شر، أنا أقترح عليك أن تراقب مثلاً مسلسل الندم، في سوريا، مسلسل طرح الواقع كما هو فعلاً، بجرأته، لكن لم يخدش لا الحياة ولم يبرر للجريمة والعهر والانحلال الأخلاقي، كان المشرف عليه الكاتب حسن سامي يوسف والليث حجو، اطلع عليه لتراقب فعلاً ما أرمي عليه بإصابة الواقع واستعراضه لا النزول إليه والانغماس فيه.
أرى أن دور الفن ليس فقط أن يحاكي الواقع ولكن يحاول ان يعرض مثالب الواقع ويقدم بإزائها واقع مثالي آخر يعلو على الماديات و الوقاع الغليظ الكثيف
أنا أؤيد ضرورة أن يقدم الفن أعمال تناقض سلبيات الواقع وتقدم نماذج بديلة أفضل، ولكن ليست نماذج مثالية، لا يوجد مثالية في هذا العالم ولا يجب أن تكون، بعض الأعمال تكون المثالية فيها مبالغة تؤدي للاستفزاز أحيانا، لأننا بشر ولسنا ملائكة، وطبيعة كل الإنسان بداخلها الخير والشر، فبعض الشخصيات التي تتجسد لنا على هيئة الخير المطلق ليست منطقية بل مزعجة ومصطعنة وغير قابلة للتحقيق على أرض الواقع، فالأفضل أن يكون هناك توازن في رسم تلك الشخصيات والأعمال لتقدم نموذج جيد وواقعي يمكن بالمحاولات والطرق المناسبة أن يتحقق، وقتها يستطيع المشاهد فعلا أن يقلد ما يشاهده.
من الصعب بالطبع أن يكون مسلسل هو الأفضل بالمطلق، فهناك الجانب الاجتماعي، والسياسي، والتاريخي، والدرامي وغيرها من التصنيفات التي يمكن أن نرشح عن كل منها مسلسل، ولكل منا بالطبع اهتماماته، وبما أنني أتابع المسلسلات السورية أكثر من غيرها، فقد أثر بي مسلسل "قلم حومرة" كثيرًا، أحب كيف ينقل الأحداث والواقع السوري، أستمتع وأنا أشاهد الشخصيات وهي تناقش وكيف ينتقون مصطلحاتهم، وكيف يتحدثون وكيف يطرحون القضايا المختلفة في المجتمع، لا أستطيع إلا أن أتوقف عن أي مقطع منه ولو كان عابرًا.
لنقلب الأدوار ، ماذا عنك أستاذ ضياء، ما أكثر مسلسل تراه مؤثرًا؟
قلم حمرة
ما لم يعجبني الصراحة الإضاءة في هذا المسلسل والحوارات الطويلة جداً التي فيه ولكن بالعموم هو مسلسل رائع، يبدو أنّ المسلسلات السورية القديمة كانت أفضل بمراحل من الانتاجات الحالية، وهناك شيء غريب بأننا حين كنا كسوريا ننتج مسلسلات سورية محلية، أي يفهمها فقط السوري، كانت تصل للجميع من الخارج، والأن بتنا نصنع للخارج ولا تتابع تقريباً بذات الكثافة!
التعليقات