برأيك، كيف أثرت منصات البث الرقمي مثل نتفليكس وأمازون على الصناعة السينمائية التقليدية، وهل تهدد مستقبل دور العرض السينمائية أم أنها تقدم فرصة لتنويع التجارب السينمائية وجذب جمهور أوسع؟
كيف أثرت منصات البث الرقمي مثل نتفليكس وأمازون على الصناعة السينمائية التقليدية؟
بالرغم من كون المنصات المختلفة مثل أمازون ونتفليكس يوفران محتوى متنوع ويمكن الوصول إليه بسهولة إلا أنهما تسببا في الإضرار بصناعة السينما، لأن المنصات تقوم بعرض جميع الأفلام الموجودة في السينما عليها بشكل مباشر وسريع، كما تتراجع الأفلام ذات الجودة العالية والتي تحتاج إلى المزيد من الدعم لتنجح.
شكرا لتفاعلك المهم، لكن، أليست هناك جوانب إيجابية لهذه المنصات وأليس لها تأثير فعّال في الصناعة السينمائية؟ منصات مثل أمازون ونتفليكس قد أحدثت تغييرًا في طرق عرض الأفلام، إلا أنها وفّرت فرصًا غير مسبوقة لصناع الأفلام والمشاهدين على حد سواء. أولاً، أتاحت هذه المنصات لعدد كبير من صناع الأفلام المستقلين فرصًا لإنتاج وعرض أفلامهم دون الحاجة إلى دعم كبير أو توزيع سينمائي تقليدي، ما ساعد على تنويع المحتوى وإبراز قصص وتجارب متنوعة قد لا تجد مكانها في السينما التقليدية.
وبالنسبة للجزء الأخير من جوابك، أعتقد أن هذه المنصات لم تقضِ على الأفلام ذات الجودة العالية؛ بل على العكس، أسهمت في تمويل أعمال عالية الجودة بتكلفة إنتاج ضخمة وجعلتها متاحة لجمهور أوسع. كما أنها جعلت السينما أكثر شمولية، حيث يمكن للجمهور العالمي الوصول إلى أفلام من مختلف الثقافات واللغات. وأخيرًا، لا تزال السينما التقليدية تحتفظ بمكانتها لتجربة المشاهدة الجماعية، خاصة للأفلام الضخمة التي تفضل الجماهير مشاهدتها على الشاشات الكبيرة.
لا أختلف معك في الميزات التي قدمتها المنصات الرقمية في صناعة السينما، ولكنها برأيي لها عيب خطير نلتمس جميعنا أثره حاليا، وهي تحكمها في المحتوى الذي يقدم من خلالها، وهو على عكس ما يتم ترديده حاليا من حرية الإبداع والسينما، فأصبحت تفرض أجندات معينة داخل أعمالها، وتلزم صناع الأعمال بتخصيص مساحة لهم وحتى وإن لم تتطلب القصة ذلك أو لا يخدم وجودهم مسار العمل في أي شيء! متجاهلة بذلك الجمهور العالمي من مختلف الثقافات والعادات والخلفيات الثقافية والتاريخية التي تقدم له هذه الأعمال، ويكون مجبر على هضم تلك المشاهد المروجة لأفكار البعض على حساب الأغلبية.
بالنسبة الي فهناك أفلام لاتعرض في سينما وطني، لذلك أستعين بها أحيانا..(ليس نيتفلكس لانها مقاطعة)، لكن لأجيب بشكل عام فهي بالفعل أثرت على السينما لكن لها إيجابيات عدة كالتي ذكرتها، وأظن أن الفارق الزمني في العرض في السنيما وفي هذه المنصات خفف من هذا الضرر، مع ذلك فجمهور غفير من محبي الأفلام وكذا يفضلون جو السينما لذلك اعتقد ان السينما لها جمهورها الخاص وأن هذه المنصات هي مواكبة للتطور وحسب ولا يمكننا التخلص منها.. ما رأيك؟
دور العرض ستنقرض حتما في نهاية المطاف، الفيلم او العمل الفني بات بين يداك حرفيا فور الانتهاء منه، لم تعد بحاجة الى الخروج من غرفتك !
دور العرض ليست مجرد شاشة لعرض الأفلام، هي خيار ترفيهي له أجواءه الخاصة التي لن توفره مشاهدة عمل ما من خلال هاتفك أو جهازك بمفردك من خلال منصة رقمية، ولهذا برأيي ستظل دور العرض موجودة حتى وإن تأثر الإقبال عليها، والذي بالمناسبة آراه فقط لرداءة الأعمال المقدمة هذه الفترة وليس بسبب المنصات الرقمية، والدليل على هذا ستشاهده بنفسك فور صدور فيلم قوي ويستحق المشاهدة حقا، ستجد دور العرض ممتلئة على آخرها ولمدة أيام.
تماما. قاعات السينما توفر شاشة ضخمة ونظاما صوتيا عالي الجودة يمنح المشاهد تجربة بصرية وسمعية استثنائية، لا يمكن للمنصات الرقمية توفيرها بنفس المستوى، حتى مع أحدث الشاشات المنزلية. ولذلك ربما عدم الإقبال عليها في العشر سنوات الأخيرة راجع إلى أسباب أخرى قد تكون أسبابا اجتماعي .. لا بد من البحث في هذا الأمر
صحيح أن منصات البث مثل نتفليكس، أمازون وأبل تي في قدموا منافسة شرسة لدور العرض التقليدي، لكنها ليست أكثر من منافسة تنفع الجمهور ولا تضر دور العرض في رأيي، حيث أصبح للمشاهد الحرية في انتقاء كمية كبيرة من الأعمال المعروضة رقميًا سنويًا، ولكن تظل التجربة السينمائية الفريدة حاضرة في ذهن الجمهور، والدليل الإيرادات التي مازالت تكسر أرقام قياسية في آخر عامين.
شكرا لتفاعلك. وردك في الواقع يحمل نبرة تفاؤلية ويحمل أملا أيضا.. ولكنني أتساءل أين حققت دور السينما هذه الأرقام القياسية؟أقصد في أي بلد ؟ بالنسبة لنا - في المغرب- العدبد من القاعات السينمائية أقفلت وأعلنت إفلاسها جراء المنافسة الشرسة للمنصات الرقمية، رغم أن إنتاج الأفلام المغربية في تصاعد وفي تطور ، وتشارك في المهرجانات العالمية.. هناك مع الأسف عدم توازن في هذا الأمر..
ربما الأمر متعلق بتوازن الأعمال بين منصات الإنتاج التقليدية والرقمية، فمثلًا في مصر بالرغم من اتجاه عديد من النجوم وصُنّاع السينما مؤخرًا لإصدار أعمال على منصات مثل نتفليكس، ومنصات عربية حتى مثل شاهد وغيرها، إلا أن فيلم "ولاد رزق" الجزء الثالث حقق إيرادات تخطت الـ200 مليون جنيه مصري، ولهذا طبعًا سبب كونه فيلم ذو ظهير جماهيري عالي، لذا من المفضل أن يوازن النجوم المغاربة ذوي الأفلام التي تملك سمعة جماهيرية كبرى بالمشاركة في جور العرض التقليدي.
التعليقات