كيف ترون تأثير منصات البث على مستقبل الأفلام السينمائية في ظل انتشارها؟
كيف ترى تأثير منصات البث على مستقبل الأفلام السينمائية؟
أحدثت بلا أي أدنى شك هذه المنصات ثورة في صناعة الترفيه لا ينكرها إلا شخص أعمى حرفياً، وهناك الكثير منهم بالمناسبة من صنّاع السينما، وهذا مما أثر بشكل كبير على مستقبل السينما. برأيي توفر هذه المنصات وصول مريح لمجموعة واسعة من الأفلام والمسلسلات وهذا إحسان رائع بالعملية الترفيهية، ولكن يجب أن نلتفت إلى مسألة أن هذه المنصات قد تعيد تشكيل عادات المشاهد وتوقعاته ونتيجة لذلك تواجه السينما التقليدية تحديات، حيث يختار الكثيرون الراحة والقدرة على تحمل التكاليف للمشاهدة المنزلية على تجربة المسرح، هذا نراه مؤخراً بشكل ملفت جداً، هل التحول هذا يضر السينما؟ برأيي لا، وهنا أختلف مع الكثيرين. وأقول لا لإن هذه المنصات تستثمر أرباح خدمات البث بشكل كبير في المحتوى الأصلي عالي الجودة وغالباً ما تمنح الأفلام المستقلة والدولية جمهور أوسع بكثير، هذه فرص هائلة لمواهب جديدة.
بالمستقبل قد تتطور دور السينما إلى أماكن للتجارب المذهلة فقط وليس للمشاهدات العادية، وستذدهر هذه المنصات على حساب دور العرض أكيد ولكن السينما كفيلم لن تموت.
لست من رواد السينما لكن مهما كان نوع المحتوى الذي أرغب بمشاهدته فطالما يمكنني الوصول إليه في المنزل بجودة عالية وفي التوقيت المناسب لي فبالتأكيد سيكون هذا مشجعًا، وبالتالي إن كان كثيرون يمتلكون نفس النظرية فبالتأكيد أن السينما تواجه تحديًا كبيرًا في عالم الترفيه.
ريما لأنك تحرصين أكثر على وقتك وراحتك فيكون خيار المشاهدة في المنزل لتوفير الوقت والراحة خيار مناسب لك، ولكن عامل المتعة بالتأكيد سيكون مختلف، ستشعرين بالفرق الكبير عندما تجربين السينمات بالأخص في الأفلام الجيدة عندها ستدركين أن المميزات التي توفرها تجربة السينما أفضل من المنزل، من حيث الأجواء والتقنيات حتى فكرة الخروج نفسها هي ممتعة وكفيلة بتحسين الحالة المزاجية فلا شك أنها ستجعلك تستمتعين أكثر بالفيلم.
أراها تجعل الناس تحب مشاهدة الأفلام في السينما بشكل أكبر! لأن تجربة السينما وخاصة في الأفلام التي بها حركة ومؤثرات بصرية عالية لا يمكن أن تحصل عليها في المنزل، على سبيل المثال فيلم أفاتار الأخير، من شاهده في المنزل قال أنه ليس جيدا على الإطلاق ولكن من ذهب إلى السينما قال أن هذا الفيلم من أروع ما يكون لأن المؤثرات التي به تعد طفرة، وكذا بالنسبة لأفلام كثيرة مثل dune وغيرها، وبالدليل في أزمة كورونا كان الناس متلهفين لفتح السينمات لمشاهدة أفلام مثل top gun maverick و Tent الذي تم تأجيل طرحهم ورفض منتجوه عرضه على أي منصة، وفور فتح السينمات حققت هذه الأفلام مبالغ هائلة وتحديدا Top gun فالناس تتعامل مع السينما كحالة وليس مجرد مشاهدة الفيلم ولكن في وطننا العربي بسبب ردائه العديد من السينمات فسنجد من يقول أنه يفضل المنزل على السينما لأن تجاربه لم تكن رائعة.
أنا في كل الأحوال أفضل السينما بالأخص كما أشرت في حالة أفلام الحركة أو الرعب وغيرهم ممن تعتمد على المؤثرات لأن السينما بلا شك توفر تجربة متعة في المشاهدة أفضل بمراحل من المشاهدة في المنزل، فضلا عن أن المشاهدة وسط عدد أكبر من الأشخاص في كثير من الأحيان يخلق أجواء ممتعة أكثر من المشاهدة الفردية في المنزل، في النهاية هي تعد خروجة ترفيهية الهدف منها هو تحصيل أكبر قدر من المتعة، فلا شك أن تجربتها هي أفضل في المشاهدة، ولكن كثير من الأشخاص يفكرون أيضا في عامل التكلفة فينظرون لها على أنها رفاهية زائدة يمكن الاستغناء عنها، فهل تجد أن أسعار السينمات في الوطن العربي بالفعل مبالغ فيها بحيث يتجنبها عدد كبير من الجمهور؟ أم هناك عوامل أخرى؟
سمعت الكثير من الآراء التي تخشى اندثار السينما في المستقبل وفي الواقع لا أعتقد أنها ستندثر لأنها تقدم تجربة مميزة ومختلفة عن البث رغم كل شيء ولكن ما سيندثر فعلًا في رأيي هو التلفاز أو أنه اندثر بالفعل حيث أنه لا يقدم أي جديد وبه الكثير من المشاكل التي لا توجد في منصات البث مثل الإعلانات الطويلة مثلًا.
بالنسبة للسينما أتفهم فكرة أنه مادام المحتوى متواجدًا في المنزل فبعض الأشخاص لن يذهبوا إلى السينما أبدًا. لكن هناك البعض الأخر يذهب لحضور أفلام قتلت عرضًا لمجرد توافر التجربة السينيمائية فيها وفي دولتي يوجد سينمات متخصصة في عرض الأفلام القديمة والأوروبية التي مرت على إصدارها سنوات ويحضر الكثيرون بالفعل حتى أنهم قريبًا وضعوا فيهم The Good father وحضره الكثيرون رغم أنه فيلم قديم يحفظه الجميع عن ظهر قلب!
لذلك لا أقلق على السينما فلها محبوها. لكن بالطبع ستتأثر وستحتاج للمنافسة بشكل أفضل للحفاظ على ربحها لكنها ستبقى
وفي دولتي يوجد سينمات متخصصة في عرض الأفلام القديمة والأوروبية التي مرت على إصدارها سنوات ويحضر الكثيرون بالفعل حتى أنهم قريبًا وضعوا فيهم The Good father وحضره الكثيرون رغم أنه فيلم قديم يحفظه الجميع عن ظهر قلب!
ذكرتني بفيلم حب البنات الذي تصدر التريند منذ فترة قريبة لعرضه مجددا في بعض السينمات في مصر وكم شهد إقبال ربما لم يحصل على نفس هذه الضجة وقت عرضه الأصلي، وبرغم أن الفيلم نفسه بسيط جدا شاهدناه آلاف المرات إلا أن تجربة السينما كانت مميزة حقا بسبب الجمهور نفسه وطريقة تفاعله اللطيفة مع الفيلم، كانت الناس تغني مع أغانيه ومنهم من رقص على اغنية النهاية مع أصدقائه بنفس طريقة أبطال العمل، فلا شك أن تلك الأجواء المرحة واللطيفة هي ما تجعل تجربة السينما أكثر تميزا، فهي تجمع بين عدد كبير من الأشخاص المختلفين ربما في كل شيء ولكن يتفقون على حبهم للسينما والفن بشكل عام ويعطونه حقه في التقدير.
على الرغم من التطورات المستمرة في عالم الترفيه من البث و غيره ، إلا أن ارتياد صالات السينما يبقى من التجارب المتميزة والفريدة، مما يجعل عشاق الأفلام يعودون إليها لمشاهدة المزيد. وجهة أولى لعشاق الأفلام..
السينما سوف تحافظ على مكانتها كوجهة أولى لعشاق الأفلام الراغبين بمشاهدة أحدث الإنتاجات السينمائية، خصوصاً وأن ثقافة ارتياد السينما لا تزال في أوج نشاطها في منطقة الشرق الأوسط رغم كثر منصات البث
وجهة أولى لعشاق الأفلام..
ولكن بالرغم من ذلك تجد في الوطن العربي خصيصا أن كل الأفلام لا تأخذ نفس القدر من الاهتمام في المشاهدة السينمائية، فالسينما نفسها تزدهر في فترات ومواسم معينة كالأعياد، وفي حالة الأفلام المشهورة والتي أحدثت ضجة عالمية فقط، وما دون ذلك ستجد أفلام وقاعات لا يشغل من صفوفها سوى أعداد قليلة جدا.
التعليقات