في ظل تزايد فرض القيود على السينما العربية، مع أم ضد الرقابة السينمائية على المحتوى؟ وما مدى تأثيرها على جودة الأفلام؟
مع أم ضد الرقابة السينمائية على المحتوى الذي يقدم للجمهور؟
يبقى الحل الأمثل هو تصنيف الأعمال بالسن المناسب لها، وإن كنت لا أفضل وجود المقاطع المخلة بالأخلاق أو الآداب العامة للمجتمع بالأعمال الفنية بشكل عام، فهناك الكثير من الأفلام الناجحة لم يتخللها أي منغصات منافية قد تفسد التماسك السردي للعمل، أو قد تتنافر مع فرص المشاهدة الأسرية لمثل هذه الأعمال.
تصنيف الأعمال حسب الفئات العمرية هو حل مناسب بالفعل، ورغم تطبيقه حالياً، إلا أن الرقابة السينمائية لا تزال تتدخل في المواضيع التي يتم تناولها وتحظر العديد منها، فكيف يمكننا إذا معالجة هذه المشكلة؟
صراحة ليس لدي تخيل محدد لحل يعالج هذه المشكلة...
من الممكن عمل اجتماع على مستوى المنتجين والممثلين والكتاب وكل من له علاقة بالسينما والفن مع بعض الجهات المعنية الأخرى السياسية والدينية والاجتماعية، ويتم الاتفاق على ميثاق عمل بعد نقاش موسع عما يجب أن يتم تجنبه خلال الأعمال، مع توصيف تلك المخرجات المتفق عليها بشكل محدد وقاطع يمنع التلاعب أو القفز على هذه المكتسبات.
بحسب حصر نوع الرقابة، هل هي رقابة سياسية؟ أنا أكيد مثلاً هنا ضد وجود رقابة سياسية تفرض اتجاهات ورؤى معينة. هل نتحدث عن رقابة جمالية قيمية أخلاقية؟ بالتأكيد أرى أن هذا الأمر يصب بمصلحة كل مشاهد مع الحفاظ على استيعاب فكرة أن الفن ليس مدرسة، الفن للمتعة أولاً قبل التعلّم والتنظير. يعني بالمختصر ما أريد أن أصل إليه أن نحدد نوع الرقابة التي نتحدث عنها، عن قناعة مثلاً أنا ضد كل رقابة لا تنطلق من أسس جمالية بحتة، يعني مع الراقبة التي تحارب الاسفاف والتفاهة المنتشرة حالياً وللأسف بتمويل على نطاق واسع وأحياناً غير محدود.
هل هي رقابة سياسية؟
مع أني ضد فرض الرقابة السياسية لكنني متأكد أنه لو تم رفعها فسوف نجد مهازل، هذه الشعوب العربية بفضل الحكم الطويل لحكامها والتزامهم ما شاء الله بكل الأسس الديموقراطية فإن الشعب لديه كبت رهيب لو أخرجه فستتحول الأمور إلى كوارث.
نقصد بالرقابة على الأفلام، ورغم ذلك لا أوافق على وجهة نظرك، فكأنك تقول إننا يجب أن نبقي العصفور في القفص خوفاً من جنون حريته إذا فتحنا القفص! حينها سيظل العصفور في القفص حتى يموت لكن إذا حررناه، فقد يتصرف بجنون في البداية بسبب الكبت لكنه سيهدأ تدريجياً ويصبح حراً في النهاية
لا يمكن أن نذكر إجابة محددة على هذا السؤال قبل أن نعرف القواعد التي يتم فرض الرقابة بناءً عليها، فلو كانت قواعد أخلاقية فأنا أول مؤيد لعملية الرقابة، فقد دخل مركزنا العديد من الشباب والأطفال الذين أدمنوا الإباحية وكانت البداية المشتركة من مشاهد أفلام لم يتم البحث عنها ثم تطور الأمر ليصبح الأمر بالقصد حتى غرق معظم أبناء جيلي والجيل الناشئ، أما لو كانت الرقابة لمصالح شخصية كأن نمنع فكرة توعوية أو محتوى عن أمر واقعي أو توجه اجتماعي أو أمر يتعلق بمنهجيات بعض الدول فأنا ارفضها تماماً لأنها ستحرمنا الوعي وستفقد الفن قيمته وتجعله يبدو كنموذج واحد مبتذل ومكرر.
دخل مركزنا العديد من الشباب والأطفال الذين أدمنوا الإباحية وكانت البداية المشتركة من مشاهد أفلام
لكن، ألا تعتقد أن هذه المشاهد قد اختفت من الأفلام منذ فترة طويلة؟ في الواقع، لم تعرض مشاهد إباحية في الأفلام العربية منذ أكثر من عشرين عاماً على الأقل، فكيف إذن تؤثر السينما العربية في زيادة إدمان الإباحية؟ حتى إذا مُنعت تماماً من السينما العربية كما يحدث اليوم، فإن الشباب يمكنهم بسهولة مشاهدة مثل هذه المشاهد في الأفلام الغربية عبر الإنترنت لذا لن تؤثر السينما العربية بشكل كبير على ذلك، حيث أن كل شيء أصبح متاحاً وسهل الوصول إليه
لكن، ألا تعتقد أن هذه المشاهد قد اختفت من الأفلام منذ فترة طويلة؟
هل شاهدتي الإيحاءات والمشاهد الحسية في أفلام مثل أولاد رزق؟
كالنقطة وسط بحر من الأفلام، لكن كيف يمكنك مقارنة ذلك بالمشاهد المباشرة في الأفلام الغربية التي يمكن الوصول إليها بسهولة في الوقت الحالي؟ الفكرة هي أن كل شيء يمكن الوصول إليه الآن، فما لم تجده هنا ستجده هناك
هم لديهم جمهور يقبل هذه السلوكيات. ومن يقبلها هنا يمكنه أن يذهب فيشاهدها؛ لكن لا تفرضها على الأسر والأطفال. فقد افتقدنا للسينيما النظيفة وأصبح هذا المصطلح يستفز المنتجين.
لذلك يتم وضع تصنيفات عمرية على الأفلام لتحديد ما هو مناسب للعائلات والأطفال، ولتجنب فرض محتوى غير مرغوب فيه على أحد، فإذا كنت لا تتقبل بعض السلوكيات، فعليك أن تكون على دراية بأن الفيلم قد يحتوي على مشاهد قد لا تعجبك، وبالتالي يمكنك اختيار مشاهدة فيلم آخر بناء على تصنيفه، فلا تفرض على صناع الأفلام أو الجمهور شيئاً، وأنت في الوقت نفسه لا ترغب في أن يُفرض عليك شيء، أما بالنسبة للسينما النظيفة، فصدقني، السينما الحالية في أغلبها نظيفة، ستجد فيلماً واحداً يحتوي على مشاهد غير لائقة من بين 20 فيلماً أو ربما أكثر لذا من الصعب القول إنها غير نظيفة في الوقت الحالي
إذا كانت ستكون هناك رقابة فالأفضل أن يكون على المحتوى كله و جميع مصادر توفره، فلو حجبت فيلم معين من السينما يستطيع أي شخص الوصول إليه عبر الإنترنت و بالتالي كأنك لم تفعل شيء، حتى أن أغلب الشباب الآن لا يذهب إلى السينما و إنما يشاهد كل شيء من هاتفه.
يا سارا إذا كانت هناك رقابة ونرى هذه الأفلام الغير أخلاقية بالمرة فكيف لو مُنعت الرقابة؟ لقد تغيرت لدينا المفاهيم للأسف وأصبحنا لا نميز بين الجيد والبشع.
المشكلة في من يضعون قواعد تلك الرقابة، أفكارهم انتماءاتهم أهدافهم، وعلى أي أساس يحتكمون في تصنيفهم للأعمال السينمائية، فمعظم العاملين في هذا المجال يشتكون من الرقابة، لكن الواقع الذي نواجهه كمواطنين بسطاء أنه لا توجد أي رقابة، لا على الأفكار ولا الألفاظ والا الإيحاءات ولا حتى نمط الحياة للشخصيات، فلا أدري صراحة أين الرقابة!
وأصبحنا لا نميز بين الجيد والبشع.
لم يعد هناك خيارات سوى البشع والأبشع، لم اجد ما هو جيد
في الواقع، الرقابة السينمائية لدينا صارمة للغاية، وهناك العديد من الأفلام التي توقفت بسببها، فالنظام الرقابي يتحكم في صناع الأفلام بشكل كبير، فإذا لم تعجبهم أفكار أو معتقدات صانع الفيلم خارج نطاق عمله في الأفلام، قد يقيدونه ويمنعونه من تقديم أعمال جديدة حتى لو كانت أفلاماً مختلفة، وهذا ما يواجهه العديد من المخرجين حالياً مما يدفع صناع الأفلام إلى الشكوى المستمرة من الرقابة، أما بالنسبة للرقابة على المحتوى، أتساءل لماذا ينزعج المشاهدون بشدة من سماع بعض الألفاظ في الأفلام، بينما يسمعونها يومياً في الشوارع أو وسائل النقل أو حتى من أشخاص عشوائيين، أما عن الأفكار وأنماط حياة الشخصيات التي نراها في الأفلام يمكننا مشاهدتها بسهولة على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الأخبار أيضاً لذا لماذا ننزعج من الأفلام؟ فبدلاً من التذمر من الأفلام، يجب أن نفكر في كيفية تغيير الواقع لأن الأفلام في بداياتها كانت مجرد أداة لتوثيق الواقع
اختلاف مع حضرتك .اى رقابة هذه التى تٌصف بالصرامة وهل معنى سماع - بالاكراه -الفاظ غير مترمة يوميا ورؤية - بالاكراه -سلوكيات همجية يوميا انا يقوم المؤلف والمخرج والمنتج باعادة انتاجها ليراه ويسمعها الانسان مرة اخرى وقد تكون لاول مرة يسمع الانسان المشاهدة هذه الالفاظ فقد تكون هذه الالفاظ او المشاهد لم يراها فى حياته وارد فلماذا يتعمد المؤلف والمخرج والمنتج اعادتها وتشويه ذوق الانسان لماذا لايقوم بصياغة محتوى لافلام ضد الواقع الممتلئ بالعنف والبذاء والعلاقات الجسدية بدون قيود
السينما لا تعالج بل تعيد انتاج الواقع مرة اخرى لكى ينغمس المشاهد فى محاكاة لمجتمع افتراضى بدون اى هدف . لن تجد فيلم واحد منذ السبعينات حتى الان يناقش قضية لانتاج نموذج من البشر سوى النفس بلا انحرافات بدء من افلام التجارية -انتاج تحت السلم - مرور بافلام كوميديا بلا هدف و افلام لعرض لحوم النساء - سوق نخاسة حديث - بينما تجد افلام الاربعينات والخمسينات تحث المجتمع على الفضيلة وحب الوطن
التعليقات