الواقعية بالأفلام، ترفع أم تقلل من قبول الجمهور لها؟

أعتقد ان الأمر يكون معتمدًا بنسبة ما على اهتمامات الجمهور في الوقت الذي تعرض فيه مثل تلك الأفلام.

فمثًلا قد يكون الجمهور الآن ميال أكثر إلى الأفلام التجارية سهلة الاستيعاب، ولا يحبذ الأفلام الواقعية التي تنكأ له جراحهه أو تذكره بواقعه الذي يحاول أن يهرب منه. ففي النهاية الناس ترى السينما كوسيلة ترفيهية ولا يريدون أن يشاهدوا أفلامًا تجعلهم يرثون لحالهم.

لذا فهذا قد يفسر بعض الشيء لما قد تُشتهر تلك الأفلام بعد فترة من عرضها، لأنها لم تعد مرتبطة أو relatable للجمهور الجديد، لذا بوسعه الآن أن يراها ببصيرة واضحة وأن يقدر الفنيات والجماليات التي تحتويها.

الواقعية مطلوبة ولكن لا تكون مجردة، لأن الواقعية المجردة قد تكون قاسية وقد لا يتقبلها الجمهور وتقلل من قبول الجمهور للعمل، كونها تتناقض مع فكرة الترفيه والتسلية التي تقدمها السينما، لذا أرى أفضل قالب لتقديم الواقعية هي دمجها مع الجانب الترفيهي، بنفس العمل، بذلك قد تلقى قبولا أعلى.

الاقتباس المذكور لا يوحي لي أنه يقصد الواقعية. فالـ"جوهر الحقيقي للأشياء" غالبا ما يكون خفيا عنا في الواقع كما تعلم. أظن أن ذلك يشعرنا بالمصداقية والتواصل مع الشخصيات والأحداث. عندما نرى أنفسنا في العمل الفني، نشعر أن لهذا العمل صدى في حياتنا. مثل هذه الأفلام عادة تكون ملهمة وتدعو للتفكير والتأمل في الأمور الحياتية المهمة.

من المفترض أنها ترفع قبول الجمهور لها، ولكن حاليًا يميل الكثيرون وأنا منهم إلى كل ما هو بعيد عن الواقع، وكأننا نهرب إلى ما نتمنى حدوثه وليس ما نتوقعه، وشخصيًا هناك بعض المشاهد الواقعية التي تجعلني أدخل في نوبات اكتئاب كمشاهد العنف والموت، ولكن هناك واقعية مقبولة بالنسبة لي مثل تلك التي تم عرضها من خلال فيلم عسل أسود، في إطار كوميدي درامي.

بصراحة لا أرى أن الإجابة هنا تعتمد على نعم أو لا أبيض أو أسود، بالواقعية أو عدمها صفة وقد يفضلها البعض ويبغضها البعض الآخر، فأنا لا أميل إلا إلى كل ما هو واقعي وأشعر أنه قريب من حياتي وبيئتي، وبصراحة أحب أفلام عديدة تتسم بذلك مثل فيلم مطب صناعي وفيلم كيمو وأنتيمو ومسلسل اللص والكتاب مثلاً.

الواقعية في الأفلام هي موضوع مثير للاهتمام ويثير الكثير من النقاشات بين النقاد والجمهور. الواقعية تُعرف بأنها تصوير الحياة كما هي، بدون تجميل أو مبالغة، مما يجعلها قريبة من الواقع اليومي الذي نعيشه12.

بالنسبة للجمهور، قد تكون الواقعية عامل جذب أو نفور بناءً على تفضيلاتهم الشخصية. بعض الناس يفضلون الأفلام الواقعية لأنها تعكس تجاربهم الحياتية وتساعدهم على التواصل مع الشخصيات والمواقف بشكل أعمق. بينما قد يفضل آخرون الأفلام التي تقدم لهم هروبًا من الواقع وتوفر لهم تجربة خيالية أو مثيرة.

فيلم “الحريف” هو مثال جيد على فيلم واقعي لم ينجح جماهيريًا في البداية ولكنه اكتسب شعبية لاحقًا عند عرضه على التلفاز. هذا يوضح أن استقبال الجمهور للأفلام الواقعية يمكن أن يتغير مع مرور الوقت ومع تغير السياق الذي يُعرض فيه الفيلم.

بالنسبة لي، أرشح فيلم “Boyhood” كفيلم واقعي يستحق المشاهدة. الفيلم يتبع حياة صبي على مدار 12 عامًا، مما يجعله تجربة فريدة في تصوير النمو والتغيرات الحياتية بشكل واقعي جدًا.

ما رأيك في الأفلام الواقعية؟ وهل لديك فيلم واقعي مفضل تود مشاركته؟ 😊

1: StudioBinder 2: No Film School