في ظل تزايد شعبية أفلام الرعب بين جميع الفئات العمرية، يثار الجدل حول تأثيرها على الأطفال، فهل يجب السماح لهم بمشاهدة هذه الأفلام أم لا؟
مع أم ضد مشاهدة الأطفال لأفلام الرعب ولماذا؟
أنا ضد السماح للأطفال بمشاهدة أفلام الرعب، خاصة ما يتم إنتاجة في هذه الفترة؛ معظم تلك الأفلام تحاول تدمير كل البديهيات التي نشأنا عليها، مثلًا تجديِ Winne-the-pooh كرتون الدب الكسول الذي ياكل العسل وله مغامرات مع أصدقائه، أصبح له الآن فيلم رعب وهو سفاح يقتل الناس، فإذا شاهد الطفل هذا النوع من الأفلام، سيصاب باضطرابات عاطفية ويظهر على سلوكياته من قلق وخوف، تغيرات سلوكية، هذا طبعًا بجانب أن تلك الأفلام لا تخلو ايضًا من الأجندات الممنهجة، ومنها تدمير كل الصور النمطية التي تربى عليها الأطفال وتشويهها كما يرغبون.
أعتقد أنه من الممكن إيجاد توازن بدلا من المنع التام، ليس كل أفلام الرعب تحمل نفس التأثيرات السلبية، وبعضها قد يكون مجرد مغامرات خيالية يمكن للأطفال الاستمتاع بها دون ضرر, و الأهم هنا هو دور الأهل في مراقبة المحتوى وفهم طبيعة كل فيلم قبل السماح بمشاهدته، كما يمكن للأهل استخدام هذه الفرصة لتعليم الأطفال التمييز بين الواقع والخيال، والتحدث معهم عن مشاعرهم ومخاوفهم بعد مشاهدة الأفلام.
ليس كل أفلام الرعب تحمل نفس التأثيرات السلبية
الأطفال يختلفون عنّا نحن البالغين، وأفلام الرعب الهدف منها بيّن من اسمها، التخويف وإثارة الرعب في النفس، والأطفال يمتلكون مخيلة واسعة ونشطة، ومشاهدة أفلام الرعب أخشى أنها قد تكون سبباً في تعرضهم لبعض التأثيرات السلبية مثل القلق والتخيلات المفزعة والكوابيس والخوف من الظلام أو الوحدة، لذا يفضل إبعاد الطفل عن مشاهدة مثل هذه المشاهد لتفادي أي أضرار محتملة.
أعتقد أنه يجب أن لا نسمح للأطفال بمشاهدة أفلام الرعب؛ لأن هذه النوعية من الأفلام تحتوي على أعمال العنف والترهيب، التي يمكن أن تساهم في تشويه فطرة الأطفال وتؤثر عليهم بالسلب، كما أن مرحلة الطفولة هي المرحلة التي تتشكل بها الهوية النفسية للأطفال، ومشاهدتهم لهذه النوعية للمحتوى يمكن أن تبث بداخلهم طبع العنف والسلوك العدواني تجاه الآخرين.
ومشاهدتهم لهذه النوعية للمحتوى يمكن أن تبث بداخلهم طبع العنف والسلوك العدواني تجاه الآخرين.
تلك حقيقة بالفعل، الطفل في مراحل مبكرة متلقي بالفطرك، يأخذ ما نقدمه له سواء في مرئي أو مسموع في صورة معطيات ويعالجها ويتصرف بناءًا عليها، وبالنسبة له ما يشاهده بعينيه هو طبيعة الحياة، لا يدرك بأن تلك المشاهد العنيفة هي حياكة سينيمائية خيالية، بل قد يترجمها على أنها الواقع، وطالما يسمح الوالدان بذلك فلا يوجد خطأ بالموضوع.
أؤيد ذلك بالطبع، لأن حقاً هذه النوعية من الأفلام تؤثر سلباً على الصحة النفسية للطفل وأخبرك هذا من تجربة شخصية، لقد تربيت على مشاهدة أفلام الرعب مما جعلني طفلة تتخيل الأشباح في المنزل وتخاف من الظلام وأشياء كثيرة غير جيدة بالمرة للصحة النفسية للطفل.
وما زلنا نعاني من الكوابيس ونحن كبار إن شاهدنا ولو جزء من فيلم أثناء التصفح أو مشاهدة الدعاية، فما بالك بالأطفال، لا أراه أمرًا صحيًا بالمرة، ولا يعود بالنفع على أي طرف.
لأن لها قاعدة جماهرية كبيرة، فالبشر لديهم فضول طبيعي تجاه الأمور المجهولة والغامضة وهذا ما تقدمه أفلام الرعب لهم، بالإضافة إلى أن محبين هذه النوعية من الأفلام، في الأغلب يحبون مشاهدتها لتجربة مشاعر الخوف دون التعرض للخطر الحقيقي أو كنوع من أنواع التسلية والتخلص من الإرهاق اليومي، أم تختلف معي؟
هل هناك نصيحة من واقع تجربتك يمكن أن نقدمها للآباء لكي يتمكنوا من التعامل مع الأطفال إن حدث لهم مثل ما حدث معك نتيجة مشاهدة أفلام الرعب؟
أفلام الرعب تتسبب في إصابة الأطفال بمشاكل نفسية قد تستمر معهم لمدى الحياة، فإلى جانب كونها تسبب اضطرابات النوم والقلق والتوتر فهي تمنحهم شخصية عنيفة وقاسية، فمع مرور الوقت يعتادون على مشاهد الدم والقتل وتتبدل شخصياتهم التي من المفترض أنه تكون بريئة وهادئة، كما أن بعض الأطفال يقومون بتطبيق ما يرونه في التلفاز على الأخوة والزملاء وتحدث الكوارث، لذلك لا بد من وجود رقابة صارمة من الوالدين على ما يشاهده أطفالهم من برامج وأفلام، لأن ما يزرعونه اليوم في أطفالهم سيحصدونه غدًا لا محالة.
لست مع مشاهدة أفلام الرعب من طرف الصغار أو الكبار، ولا أدري ما الممتع بمشاهدتها سواء تضمنت أفكاراً عميقة أو لا!
التعليقات