تمتلئ الأعمال السينمائية التي تطرح قضايا التواصل مع الأرواح والمس الشيطاني وهو موضوع مشوق ولكن جميعها تتشابه ولا يبقى أي تأثير حقيقي لهذه الأفلام سوى قصة مميزة أو مشاهد رعب مميزة وهذا أو الأثنين معاً عندما يكون الفيلم شديد التميز. وهذا الفيلم ينتمي لفئة القصص المميزة نظراً لفكرته المبتكرة حيث توجد شركة تكنولوجيا طبية خاصة تحتجز لأغراض بحثية أم عجوز في غيبوبة تامة ذات ماض يتعلق بجريمة ارتكبتها على خلفية مس شيطاني كما يكشف لنا إعلان الفيلم، ويدخلوا ابنتها الشابة ضمن إطار برنامجهم الطبي ليتم / عمل محاكاة رقمية من الواقع المعزز مبنية على دراسة كل بيانات عقل الابنة والأم ودراسة سلوكهم وانفعالاتهم وطريقة تفكيرهم ومشاعرهم وخلفيتهم التاريخية (كل ما يتعلق بهم من معلومات تجعل من السهل تنفيذ نموذج بالذكاء الاصطناعي رقمي) داخل محاكاة واقع معزز مرتبط بعقل الأم والابنة، ليتقابل الاثنين في عالمهم الافتراضي فيما يشبه الأحلام ولكنه في الحقيقة [واقع بديل حقيقي مرتبط بذكرياتهم] ليتواصلوا معاً وكشف غموض ما حدث حقاً للأم لترتكب تلك الجرائم.

هنا لاحظت كيف استخدموا التكنولوجيا العلمية في دراسة حالة مس شيطاني، وقياسها وتفنيد الواقع من الميتافزيقيا ومحاولة فهمه وتأويله من منظور علمي حيث تمتاز تقنية الواقع المعزز في الحقيقة بإمكانية هائلة في واقعنا الفعلي فتقنية الـ (AR) هو تقنية تسمح للمستخدمين برؤية العالم الحقيقي مع إضافة معلومات رقمية وبناءاً على ذلك يمكن استخدام AR لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للأعضاء الداخلية للمريض، مما يساعد الأطباء على تحديد التشخيص بدقة أكبر، كما يمكن استخدامه أيضاً في تدريب الأطباء والممرضات على الإجراءات الطبية. يمكن القيام بذلك عن طريق إنشاء محاكاة الواقعية للإجراءات التي يمكن للطلاب ممارستها. يمكن أن يساعد هذا في تحسين مهارات الطلاب وإعدادهم بشكل أفضل للعمل في المجال الطبي. ويعد استخدام تلك التقنية في هذا الفيلم هو أكثر ما جذبني في فكرة الفيلم الذي أبرزت سؤال شديد الأهمية: هل يمكن للتكنولجيا العلمية التمكن من رصد ظواهر ميتافزيقية مثل التواصل مع الأرواح ودراسة المس الشيطاني بشكل علمي أم ستظل تلك الأمور مجهولة على الدوام؟