تعاني (ليلى) من تحكم والدتها في حياتها، ثم يتوفى أحد أفراد العائلة فتسافر برفقة والدتها إلى الإسكندرية لتقديم واجب العزاء، ثم تحدث العديد من المفارقات الكوميدية أثناء وجود العائلة الكبيرة التي تتكون من أربع عمّات وأولادهن وأحفادهن، ما جذبني في الفيلم ليس فكرته الأصلية ولكن فكرة التجمع العائلي الضخم للأقارب في حيز ضيق في مناسبات معينة مثل الزاوج أو الوفاة أو زيارات الأعياد، وفي السابق فترة طفولتنا كنا نستمتع كثيراً بتلك التجمعات حيث يسود جو أسري وعائلي ، وبالوقت الحالي تجد أن الزيارات نفسها أصبحت نادرة وعندما تحدث فتجد كل أسرة موجودة تقوم ظاهرياً ببعض الاجتماعيات البسيطة مثل السلام والاستقبال ومن ثم ينشغل أغلب أفراد العائلتين في هواتفهم داخل عوالمهم الافتراضية.
فيلم أل شنب لماذا لم يعد هناك متعة في التجمعات العائلية مثل السابق؟
عندما شاهدتُّ الفيلم لم أجد متعة معه أو منه، فالفن المرئي يسعى أولًا إلى المتعة ثم الرسالة أو الهدف منه، ولذلك أرى أن الفيلم فشل في هدفه الأول وهو متعة المتفرج.
لا أعلم هل السر في كيفية تقديمه أم في الممثلين أو في القصة أم الأحداث! فهناك الكثير من الأفلام التي ناقشت الأمور العائلية وقد متّعت الجمهور والمشاهدين بها، مثل فيلم (بحب السيما) و(في شقة مصر الجديدة) ومثلها من تلك الأفلام.
ولكن هذا الفيلم فشل فشلًا ذريعًا في الحصول على انتباه ومتعة الجمهور به.
لا أختلف معك أن الفيلم بالتأكيد هو فيلم ركيك مثله مثل الكثير من الأفلام المنتشرة في الفترة الأخيرة والتي هي أقرب لأفلام المقاولات ولكن في قالب أكثر أناقة ، ولكن بطبيعة الحال من شخص مثلي محب للسينما يحاول قدر الإمكان أستخراج بعض المعاني والأفكار التي هي وراء الفكرة والتي قد يكون صناع العمل طرحوها بقصد أو بدون قصد خلال الأحداث ومن ثم الانطلاق من تلك الأفكار واستنباط فكرة مميزة قابلة للنقاش ، لذا أنا أحترم وجهة نظرة وحتى الأمثلة الممتازة التي طرحتها عن نماذج الأفلام الجيدة والممتعة ولكن هل لك أن تفكر في سؤال المساهمة الذي استنبطه من الفيلم : لماذا لم يعد هناك متعة في التجمعات العائلية مثل السابق؟
في السابق كانت التجمعات العائلية تضمنا جسدًا وروحًا وعقلًا، فكلٌّ منا افتقد الآخر بسبب أنه لم يره منذ فترة، وكنا نشعر بدفء تلك التجمعات والمواضيع التي نتحدث فيها والتي كانت تهمنا كلنا كمجتمع صغير يتشارك الأفكار والأحداث والرؤى، وكانت المشتتات قليلة؛ فكان المشتّت الأكبر حينها هو التلفاز والذي كان يعمل على فيلم أو مسرحية نشاهدها جميعًا رغمًا عنا.
ولكن الآن هذا كله لم يعد موجودًا، فالآن رؤية كل من الآخر أصبح في غاية السهولة عن طريقة خاصية الفيديو كول التي صارت موجودة في كل بيت، وبسببها لن أفتقد فلان أو علان فأنا أراه يوميًا، ومن ناحية أخرى قد اختار كلٌّ منا اختيار مجتمع آخر يكون جزءًا منه متوافقًا مع أفكاره، مثل الذي يختار أن يكون من محبي لعبة كذا، أو من محبي الفرقة الفلانية، ولم يعد يهتم باهتمامات بقية العائلة، وأخيرًا وهو الأهم هو وجود أكبر مشتّت في الكون وهو الهاتف المحمول، والذي أصبح الأغلبية يستخدمه بطريقة مضرة أكثر من كونها نافعة؛ فأصبحنا نجتمع بأجسادنا فقط، أما أرواحنا وعقولنا ففي الهواتف وليست معنا.
وهو تحليل مؤلم و واقعي للغاية ، فهناك مشهد بالفيلم وظهر بالإعلان يظهر كل أفراد العائلة جالسين على مائدة كبيرة وكلاً منهم ينظر لهاتفه وغارقاً فيه ، فأصبحت المنصات التي كان هدفها التواصل أصبحت هي نفسها السبب في التباعد الاجتماعي ، ولكن هل تظن أن هناك حل فعال لتلك المشكلة؟
دائمًا لكل مشكلة حل، ولكن لمن يريد حل المشكلة بالفعل دون المماطلة أو ترك الأمور تجري كما هي.
الحل دائمًا في مثل تلك المواقف هو الجلوس مع القريب والكلام معه والإنصات لكل ما يقوله، مع تكرار هذا الأمر سيجدان شيئًا مشتركًا بينهما يتحدثان عنه.
عن نفسي كنت أرى أن هناك فجوة زمنية بيني وبين والدي؛ فكل منا من جيل له ظروفه الاجتماعية وبيئته وغير ذلك، ولكن عندما طبّقتُ تلك الطريقة فهمتُه وفهمتُ طريقة تفكيره، وحدث العكس أيضًا حتى أصبحتُ أحب الجلوس معه والتحدث إليه.
صرتُ بعدها أطبّق تلك الطريقة مع كل شخص أعرفه.. نجلس... نتحدث... نتحاور... نصل إلى نتيجة واحدة وهي حب التحاور معًا.
صرتُ بعدها أطبّق تلك الطريقة مع كل شخص أعرفه.. نجلس... نتحدث... نتحاور... نصل إلى نتيجة واحدة وهي حب التحاور معًا.
نعم هو حل جميل بالفعل وفعال في كثير من الحالات ولكن ماذا عن هؤلاء الأشخاص الذين وصل بهم الأدمان بالدرجة التي تجعلهم رافضين للجلوس معك من الأساس ليس رفضاً لك ولكن إدماناً للهاتف؟
ناقش فيلم (محاكمة علي بابا) للمبدع يحيى الفخراني مثل تلك الحالة، في حالة ابنه الأوسط والذي كان يهتم بالكرة ولعبها أكثر من اهتمامه بالدراسة والمذاكرة، وعندما وجد الأب نفسَه أمام مأزق أن هناك اختلاف فكر وثقافة بينه وبين ابنه، وأن ابنه لا يستسيغ كلام الأب ولا يفكر إلا بعقله هو قرر الأب أن يدخل عالم الابن ويشاركه اهتماماته وأفكاره وأنشطته ليقرب وجهات النظر بينهما، وبالفعل نجح الأب في تقريب وجهات النظر بينه وبين الابن ووصل إلى مراده بالنهاية.
ولذلك في حالة رفض الشخص الجلوس والتحدث ففي هذه الحالة الحل هو مشاركته اهتماماته هو... من يتابع وماذا يتابع وأي مجال... وأبحث عن اهتماماته قليلًا ثم أشاركه الحديث عنها، بعدها سيحب الحوار معي ومشاركتي في الاهتمامات أيضًا.
بصراحة لا أشعر أن المشكلة في الهواتف فقط، بل أشعر أن الزيارات نفسها أصبحت تفتقد إلى شعور الدفء والترابط الأسري، بل أصبحت مجرد "تأدية واجب"، وهذ هو ما يؤدي إلى الشعور بالانعزال رغم تواجدنا في نفس الغرفة.
أظن أن الأمر واسع جدا ويختلف من عائل للأخرى.إذا كنت سأتحدث عن عائلتي شخصيا فهناك أسباب أخرى أعمق بكثير من الهواتف والعزلة الرقمية وما شابه، فالأمر يعود إلى حدوث العديد من الخلافات والنزاعات بين أفراد العائلة والتي آثر الأطراف المتنازعين الصمت فيها بدلا من العتاب والمواجهة مما أدى لوجود أحقاد دفينة بين أفراد العائلة، ما جعل جميع التجمعات العائلية مشحونة بطاقة سلبية جعلتها غير محبوبة بالنسبة لي
فالأمر يعود إلى حدوث العديد من الخلافات والنزاعات بين أفراد العائلة والتي آثر الأطراف المتنازعين الصمت فيها بدلا من العتاب والمواجهة مما أدى لوجود أحقاد دفينة بين أفراد العائلة، ما جعل جميع التجمعات العائلية مشحونة بطاقة سلبية
للأسف أنا أيضاً أعاني من نفس المشكلة مع بعض أطراف العائلة مما سبب قطيعة لبعض أفراد العائلة الغير متورطين في الصراع ومتورطين في القرابة .. فأصبحنا نقاطع بعضنا البعض دون أن نجد حل فعال لهذا .. فنحن حتى فاقدين لأبسط وسائل التواصل فماذا نفعل بوجهة نظرك لتجاوز هذا الأمر أو حل تلك المشكلة.
أنا شخصيا أعتقد أن الحل الوحيد يكمن في حل الصراع من خلال جمع المتنازعين وجعلهم يواجهون بعضهم بأسباب الصراع ومحاولة إيجاد طريقة للصلح. فالكثيرين يظنون أن كتمان الأحقاد وكبتها هو أفضل حل لتجنب المشاكل، لكن الحل الحقيقي هو المواجهة وتفريغ تلك الشحنة من الغضب
الحل الوحيد غير قابل للتطبيق في الحقيقة لأنه ببساطة يفترض أن هناك طرق للتواصل وهي في الغالب مقطوعة شكلاً وموضوعاً فماذا ستفعل حيال شخص من أقاربك يتجاهل الرد على هاتفك ورسائلك التي قد تكون وسيلة التواصل الوحيدة بينكم ؟ أو آخر يمنحك مواعيد يتراجع عنها في كل مرة (متهرباً ومتعمداً) أنت لن ترغم ناس لا يرغبون بالتواصل معك بالاخص إن كنت أنت من هو على حق وليس العكس، أو لنقل أن هناك خلافات يفضل الجميع أن تترك كما هي.
بغض النظر عن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت كل منا كالحاضر الغائب داخل التجمعات العائلية، أرى أيضاً أن السبب الرئيسي لفقدان متعة التجمعات العائلية هو انشغال الناس بالعمل والضغوط اليومية التي جعلت الوقت المخصص للعائلة قليل ويمتلئ بالتوتر، ولم تعد الأحاديث تدور حول الذكريات الجميلة أو الأمور المشتركة، بل أصبحت عبارة عن شكاوى ومواضيع روتينية، وهذا يخلق أجواء أقل حيوية مقارنة بما كان عليه في السابق.
الأمر لا يتعلق بتأثير التكنولوجيا والهواتف وحدها ولكن أيضاً في التطور السلبي الذي حدث في نمط التفاعل بتأثير الضغوط الحياتية والعزلة المقصودة أو الغير مقصودة، لدرجة أننا قد لا نمانع أن لم نرى اقاربنا أو الأصدقاء طالما الأمر ليس ضروري للغاية، هذا الجمود هو سبب هذه الصورة السلبية برأيي
الجميل في إجابتك أنها شبه مكملة لإجابة أستاذة @BasmaNabil17 ولكن هل هناك طريقة تجعلنا نكسر تلك الحواجز وإعادة الدفئ في العلاقات وهو السؤال الذي سألته أيضاً لها؟
أنت تطرح مشكلة عويصة، يعاني منها أغلب عائلاتنا للأسف الشديد، للأسف نحن نسير إلى مزيد من التفكيك، ربما يكون الحل أن نتقرب من بعضنا البعض في كل شيئ، نتشارك الاهتمامات وخصوصا مع الاجيال الأصغر التي باتت تنفر بشدة من تلك التجمعات، وتهرب إلى هواتفها.
ممتاز إنك تحاول أن تطرح حل ولكن كيف نقوم بتحويل تلك الجزئية من وجهة نظرك :
ربما يكون الحل أن نتقرب من بعضنا البعض في كل شيئ، نتشارك الاهتمامات وخصوصا مع الاجيال الأصغر التي باتت تنفر بشدة من تلك التجمعات، وتهرب إلى هواتفها.
إلى حل وأستراتيجية فعالة أتمنى أن يكون الجواب القادم بشكل مفصل وتفكر فيه معي في ألية فعالة لتحقيقه باستخدام قدرة رجل الأعمال في تحليل المشكلات والتغلب عليها (هههههههههه)
نعمل تطبيق فكرته قائمة على قياس المشاعر الانسانية التي تتحفز في المخ عند بناءا علاقات اجتماعية طبيعية، كل من ينجح في ذلك يحصل على مبلغ من المال، المال ياتي من رعاة التطبيق او من أصحاب الاعلنات في التطبيق. ما رأيك يا صديقي في فكر رجل الأعمال هههههههههههه.
تصدق بالله فكرة ممتازة فعلاً
ومن وجهة نظر رائد أعمال ولكن هل تعتقد أن الجوائز المالية هي المحفز أليس من الأفضل مثلاً أن يتم مثلاً الإعلان عن تخفيض لرحلات سياحية خارجية مثل الملاهي الكبيرة و الشواطئ أو سياحة دينية حج وعمرة أو أفكار من هذا القبيل ، أظن أن هذا بجانب الجوائز المالية قد يجعل الفكرة قابلة للتطبيق أكثر.
لنكن واقعيين، الجوائز المالية هي المحفز الرئيسي، خاصة في العصر المادي الذي نعيشه، ولكن طبعا يمكن طبعا التنويع في الجوائز المعنوية.
التعليقات