أي الخيار واقع بين التسويق الرقمي من خلال الموقع الرقمي أو منصات التواصل الاجتماعي، أم التسويق من خلال الموقع الفعلي / الجغرافي والبيع المباشر، علما أن كل منهم قد يكون مصحوبا بخدمات متنوعة. وأعلم أن كل نوع له فعاليته الخاصة، ولكن، لو كانت مواردك المالية والمعرفية (شبكة علاقاتك)، وجهدك البدني والعقلي والنفسي، بالإضافة إلى وقتك، لا يسمحوا لك إلا بالتركيز على أحدهما، علما أنك قادر تماما على التعامل بالتساوي تقريبا في الفرص مع كلاهما، أيهما أفضل للاختيار؟. عن نفسي أعشق التسويق الرقمي وأفضله لأنه أكثر مرونة، إلا أن المكان المادي، للعلم، أكثر رسوخا، أو أكثر مصداقية، بالنسبة إلى العميل.
13-التسويق الرقمي أم التسويق بالمكان؟
بما ان الموارد المالية محدودة، ويلزم الإختيار في نطاق واحد فالأفضل التركيز على السوق المحلي، وتخصيص الإعلان في نطاق القرب، لأن هذا التركيز على السوق المحلي يتيح لك عدة مزايا منها فرصة التعامل المباشر مع العميل، وكذا اكتساب الثقة والمصداقية عند العملاء، كما أن الإعلان التقليدي غير مكلف ويمكن الإعتماد على مبدأ تسويق العملاء الأوفياء هذا تمنحه لك المصداقية وجودة خدمة العملاء، أما التسويق الالكتروني له مزايا عديدة لكنه يفتقر إلى الثقة في المصدر وجودة المنتوج.
المكان المادي، للعلم، أكثر رسوخا، أو أكثر مصداقية، بالنسبة إلى العميل
هذا افتراض ليس دقيقًا في الغالب، أنشأ جيف بيزوس متجره الإلكتروني لبيع الكتب عبر الإنترنت عام 1994 في وقت لم تكن فيه التجارة الإلكترونية مشهورة من الأساس، وكثير من الممولين لم يؤمنوا بفكرته وامتنعوا عن تقديم الدعم له، واليوم هو أحد أغنياء العالم، فما بالك اليوم ونحن في عصر التسويق الرقمي!
بالنسبة للمصداقية كما تقول، فالمصداقية نحن من نصنعها ونقدمها للعميل ونقنعه بجدارتنا حتى من خلال العالم الافتراضي، من خلال الالتزام والسياسات الواضحة وخدمة العملاء الجيدة التي تترك صورة ذهنية إيجابية عن علامتنا التجارية.
لو كنت مكانك باختصار، سأختار التسويق الرقمي، فهو أسهل وأقل تكلفة وأكثر قاعدة جماهيرية من العملاء المحتملين مقارنة بالتسويق التقليدي، ناهيك عن أنه أكثر مواكبة لتطورات العصر واهتمامات الجمهور.
هذا افتراض ليس دقيقًا في الغالب، أنشأ جيف بيزوس متجره الإلكتروني لبيع الكتب عبر الإنترنت عام 1994 في وقت لم تكن فيه التجارة الإلكترونية مشهورة من الأساس، وكثير من الممولين لم يؤمنوا بفكرته وامتنعوا عن تقديم الدعم له، واليوم هو أحد أغنياء العالم، فما بالك اليوم ونحن في عصر التسويق الرقمي!
كلامها صحيح يا منار .
طبيعة الجهور تلعب دورا كبيرا في كيفية تقبل التسويق الرقمي، تتحدثين عن جيف بيزوس الذي اسس أمازون في بيئة مستعدة أصلا لهذا رغم أن التجارة الإلكترونية كانت جديدة فعلا هناك وقتها، لكن الناس لذيهم من المرونة النفسية والتفتح ما يكفي لتقبل أي تغيير وأي محاولة للتحسين، ولا تنسي أن بيزوس اسس أمازون في وادي السيلكون وهي المدينة التي كانت تضج بالاختراعات والابداع.... الذي كانت قد تعودت عليه المنطقة بعشرات السنوات قبل أن يأتي بيزوس لأن حركة وادي السلكون ابدأت قبله على الأقل بعشرين سنة، لذلك كان الناس متعطشين لهذه التكنولوجيات والطرق الحديثة ومطمئنين لها، والقانون يحميها بكل بنوده ويعطي المواطن كل حقوقه في حال إلى خطأ .
أما المتلقي العربي اليوم، لذيه شعور معاكس تماما وهو الخوف من التكنولوجيا والحذر منها أولا ، وثانيا اتساع هوة الثقة بين البائع والمشتري العربي لأننا تعودنا على بائعين نصابين ومستغلين في الواقع، فسوف نفترض نفس الشعور وأكثر من التجار الرقميين وهذا بديهي . وثالثا وهذا الأهم: وهو عدم وجود قوانين واضحة تحمي المشتري في حال وقوع اي انتهاك .
لذلك طبيعة الجمهور اليوم يحدد مستوى الثقة والمرونة، سكان الحضر والمدن الكبيرة أكثر اندفاعا للشراء من الانترنت لأنهم بالفعل جربوا أكثر من سكان الارياف والبدو مثلا، والناس متوسطي وجيدي الدخل لذيهم رغبة أكبر بالشراء من النت لأن لذيهم هامش محاولة يحميهم ، فإذا كنت متوسطة الدخل أو عالية الدخل، فيمكنك طلب هاتف من الانترنت مثلا، لكن اذا خدث خطأ أو تم التلاعب بك أو سرقتك أم تم حجزه في الجمارك مثلا فلن تتظرري كثيرا، وسوف يبقى مستواك المعيشي نفسه، لكن الفقير لا يمكن أن يخاطر بهذه المحاولة لأن مستواه المعيشي سوف يزيد سوء...وهكذا......................
ولا تنسي أن بيزوس اسس أمازون في وادي السيلكون وهي المدينة التي كانت تضج بالاختراعات والابداع.... الذي كانت قد تعودت عليه المنطقة بعشرات السنوات
أمازون تأسست في سياتل بواشنطن، أما وادي السيليكون تقع في كاليفورنيا، وعلى أي حال بيزوس لم يستهدف بمشروعه لا واشنطن ولا كاليفورنيا وحدهما، بل باع في أول شهر للولايات الخمسين، ولم يستهدف أميركا وحدها، بل باع لأكثر من 45 دولة في الشهر نفسه.
أما المتلقي العربي اليوم، لذيه شعور معاكس تماما وهو الخوف من التكنولوجيا والحذر منها أولا ، وثانيا اتساع هوة الثقة بين البائع والمشتري العربي لأننا تعودنا على بائعين نصابين ومستغلين في الواقع، فسوف نفترض نفس الشعور وأكثر من التجار الرقميين وهذا بديهي
أخالفك الرأي في تلك النقطة، فأنا ألاحظ وأشهد انفتاح المشتري العربي على التجارة الإلكترونية بصورة متسارعة أكثر من أي وقت مضى.
أكثر من أي وقت مضى، هذا صحيح، لكن بناءا على تجربتي الشخصية، عدد كبير جدا من العملاء، كبير جدا في الواقع، لا زال يخشى التعامل عبر المنصات الرقمية.
@azow @khouloud_benzeghba.
@azow
مع احترامي لتجربتك الشخصية رايفين، لكن لا يمكن تعميمها، وما تقولينه خلود عن أن الجمهور العربي غير مستعد للتعامل مع المتاجر الإلكترونية غير دقيق، فالإحصاءات تشير إلى أن صناعة التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجاوز 50 مليار دولار، وهي من الأسواق الأسرع نموًا في العالم بالمناسبة.
إن كنت تسأل عن الحجم، فبَدَهيًا لا يا رايفين، وليس الهدف من الإحصائية التي ذكرتها المقارنة بالتجارة التقليدية، ولا يمكن أن يكون هذا أصلا، لكن الهدف الوقوف على حجة السوق الرقمي عربيًا ومدى احتمالية توسعه. مع العلم أن الهدف مع محدودية الإمكانات يجب أن يكون في أسلوب التجارة الأقل تكلفة والأسهل تسويقًا والأوسع احتمالية للانتشار، وهو بالتأكيد السوق الرقمي
لا أعتبره مثالا جيدا، لأن جيف بيزوس استغل أنه قدم شيء مختلف لا مثيل له، أما اليوم، الجميع لديهم متاجر رقمية، وعن تجربة مع العملاء، الكثير فعلا من العملاء يخشون التعامل مع المتاجر الرقمية إما لأنهم لا يجيدون التعامل معهم (مثل آليات الدفع وتتبع الطلب) وإما لأنهم لم يجربوها من قبل (يتواصل مع أكثر من عميل يسألني إن كان نيل وفرات أو أمازون أهلا للثقة مع العلم أنهما من أكبر العلامات في هذا المجال). ربما خانني التعبير، والأفضل أن أقول أكثر أمانا.
أوّل خيار وخطوة مناسبة لشخص لا يملك موارد مناسبة هو أن يقوم بالتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أرى في الأمر الكثير من المزايا التي تناسب هذا الوضع، فمثلاً أراها فعّالة من حيث التكلفة، التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي مجاني، وهذه نعمة لا يمكنك إدراكها إلا بفقدانها، الأمر جداً قيّم وغريب بسهولته، يمكنك إنشاء محتوى جذاب والوصول بشكل مجاني إلى جمهور كبير بدون إنفاق ولا حتى دولار واحد على الإعلانات (في البداية على الأقل) وهذا عدا عن أنّها تتيح لنا أمر مميز ويمكنك من التفاعل مباشرة مع العملاء المحتملين والإجابة على الأسئلة وبناء العلاقات بدون وسطاء، وهذا برأيي يعزز الولاء والثقة للبراند الذي تحاول أن تبنيه.
عدا عن أنّ هذه المساحات أيضاً يمكنها أن تتيح لنا أنواع مختلفة من المحتوى مما يجعلني انتج أنواع محتوى أكثر وهذا يبقي جمهوري مهتم.
العبرة بالمنتج نفسه وبرأس المال وبالجمهور المستهدف:-
- لو انا مثلاً سوف ابيع منتجات السباكة والكهرباء ورأس مالي صغير 3000 دولار، وهذا المبلغ يكفي بضاعة محل صغير، فالأفضل هو البيع خلال الموقع الفعلي.
- لو انا املك نفس المبلغ وسوف ابيع منتجات الملابس فمن الأفضل هو خليط بين الموقع الفعلي والتسويق الالكتروني
- لو انا املك نفس المبلغ وسوف ابيع ثلاثة منتجات فقط ولنفترض انها من منتجات الهدايا سوف اتجه للبيع علي متجر أمازون، لأني لن افتح محل علي ثلاثة منتجات فقط
العبرة بعد تحديد المنتجات هي تحديد المنافسين وتحليل السوق، ثم اتخاذ أفضل قرار بناء علي رأس المال والمعلومات التي تم جمعها، فلا يوجد خيار واحد صحيح في كل الأوقات
التعليقات