جذبتني كثيرًا فكرة كتاب "السر" التي تقوم على أن قوة الفكر الإيجابي يمكن أن تجذب النجاح في حياتنا، وخاصة في مجال العمل الحر، فالكتاب يوضح أن أفكارنا وتصوراتنا الذهنية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل واقعنا، وأن التركيز على الأهداف والإيمان بقدرتنا على تحقيقها يفتح لنا أبواب الفرص، في العمل الحر حيث نعتمد على أنفسنا بشكل كامل، يمكن أن يكون التفكير الإيجابي أداة قوية في جذب النجاح والفرص المناسبة، ورغم أن الكتاب لا يعد بالمعجزات، إلا أنه يشجعنا على أن نكون على وعي بما نفكر فيه، فهل يمكن بالفعل أن نجذب النجاح فقط بقوة الفكر؟
العمل الحر وفقًا لكتاب 'السر': هل يمكن أن تجذب النجاح فقط بقوة الفكر؟
الفكرة تبدو جذابة من الناحية النظرية، لكنها غير واقعية أو كافية عند تطبيقها في مجال العمل الحر. صحيح أن التفكير الإيجابي له دوره في التحفيز والاستمرار، لكنه وحده لا يمكن أن يجذب النجاح أو يفتح أبواب الفرص. في العمل الحر، النجاح يعتمد على عوامل ملموسة مثل المهارات، جودة العمل، التسويق، وبناء العلاقات المهنية. الاعتماد على قوة الفكر فقط دون استراتيجية واضحة أو جهد فعلي قد يؤدي إلى خيبة أمل، لأن الفرص لا تأتي لمجرد التفكير بها، بل بالعمل الجاد والتخطيط الذكي.
لكن في نفس الوقت، لا يمكننا إنكار أنه في حالة وجود كل ما ذكرته من مهارات وجودة عمل واستراتيجية واضحة، فإن غياب قوة الفكر والإيمان بالقدرات الشخصية قد يؤدي إلى تقليص فرص النجاح، فالتفكير الإيجابي والإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف يشكلان دافعًا مهمًا للاستمرار في مواجهة التحديات، إنه يعمل كحافز داخلي يمكن أن يعزز الالتزام ويزيد من الإصرار على النجاح، حتى في أصعب الأوقات.
فكرة أن التفكير الإيجابي وحده يجذب النجاح تبدو مبالغا فيها، خاصة في مجال العمل الحر الذي يعتمد على مهارات ملموسة مثل التسويق، الجودة، وبناء العلاقات. صحيح أن العقلية الإيجابية تساعد في تجاوز العقبات، لكنها ليست بديلاً عن الجهد والتخطيط. يمكن أن يكون السر محفزا لتغيير طريقة التفكير، لكن تحقيق النجاح الفعلي يتطلب أفعالا متسقة وليس مجرد تصور ذهني.
فكرة التفكير الإيجابي تذكرني بقصة الأصم الذي لم يسمع كلمات المحبطين من حوله، كان هذا الشخص يواجه تحديات كبيرة، لكن لم يكن صوته الداخلي مثقلاً بأصوات التشكيك والنقد، لم يهتم لما يقوله الآخرون عن قدراته أو فرصه بل كان يعمل بصمت، يستثمر مهاراته ويبني على ما يملك، وهو لم يسمع سوى همسات تفاؤله الخاصة، وفي النهاية كان نجاحه مزيج من التفكير الإيجابي وخطوات حقيقية وأفعال ثابتة.
إذا نظرنا إلى فكرة كتاب "السر" بواقعية، فإنها تقع في فخ التبسيط المبالغ فيه. فكرة أن "التفكير الإيجابي" يمكن أن "يجذب النجاح" هي فكرة شديدة السطحية وغير عملية. التصورات الذهنية قد تمنحك الحافز، لكن الحياة ليست مجرد سلسلة من الأفكار الإيجابية التي تفتح أبواب النجاح. الواقع أبعد من ذلك بكثير.
في مجال العمل الحر، التفكير الإيجابي وحده هو مجرد وهم. يمكن أن تفكر إيجابيًا طوال اليوم، ولكن إذا كنت تفتقر إلى المهارات الحقيقية، أو لا تعمل على بناء شبكة علاقات قوية، أو لا تقدم خدمة أو منتج جيد، فكل الأفكار الإيجابية في العالم لن تساعدك في النهاية.
هذه الأفكار التي يقدمها "السر" تشجع على التخلي عن الجهد الحقيقي، وتروج لفكرة أن النجاح سيتحقق بالتمني أو بالأفكار فقط. في الواقع، الأفكار الإيجابية قد تكون عائقًا بحد ذاتها، لأنها قد تجعل الشخص يعيش في فقاعة من الأحلام دون أن يتحرك فعليًا لتطوير نفسه أو الوصول إلى أهدافه.
هذه الأفكار التي يقدمها "السر" تشجع على التخلي عن الجهد الحقيقي، وتروج لفكرة أن النجاح سيتحقق بالتمني أو بالأفكار فقط.
المقصد من الكتاب هو تشجيع الناس على تبني عقلية إيجابية ومتحمسة لتحقيق أهدافهم، ولكنه لا يعني أبدًا أن النجاح سيأتي بمجرد التفكير أو التمني، فالكتاب يهدف إلى تحفيز الأفراد على الإيمان بقدراتهم وأن العقلية الإيجابية يمكن أن تكون دافعًا للانطلاق نحو العمل الجاد والتخطيط السليم، المشكلة تكمن في أن بعض القراء قد يفسرون ذلك بشكل خاطئ ويظنون أن النجاح سيحدث دون بذل جهد حقيقي، لكن الحقيقة أن الأفكار الإيجابية تحتاج إلى توجيه فعلي ومتابعة مستمرة لتحقيق نتائج ملموسة.
لا أحب التعميم لكن من واقع تجربتي مع كتب التننمية البشرية أشعر أنها لا تسمن و تغني من جوع، فهي مليئة بعبارات فخمة ورنانة لكنها لا توصل إلى أي شيء في نهاية الأمر. لا شك في أن الأفكار قد يكون لها دور في تشكيل حياتنا، فإذا أنا دائم التشاؤم مثلا فهذا قد يجعلني أخاف من أخذ أي مخاطرة ودائما أتوقع الأسوأ، لكن هذا عامل واحد من ضمن العديد من العوامل الأخرى التي تشكل واقعنا سواء كانت عوامل داخلية كالأفكار والانضباط أو عوامل خارجية كالظروف والبيئة والإمكانات المتاحة، فمن غير المنطقي أن نركز على جانب واحد ونتوقع أننا بذلك سننجح في تغيير واقعنا
أتفق معك تمامًا! كتب التنمية البشرية غالبًا ما تطرح أفكارًا جذابة، لكنها تفتقر إلى الواقعية في كثير من الأحيان. من السهل أن نقول: "فكر بإيجابية وستتغير حياتك!" لكن الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك.
التفكير الإيجابي قد يساعد، لكنه ليس العامل الوحيد في النجاح. هناك عوامل داخلية: مثل الانضباط، التخطيط، المهارات، العمل الجاد. وهناك عوامل خارجية: مثل الظروف الاقتصادية، الفرص، البيئة الاجتماعية.
لكن من المهم أن ندرك أن كتب التنمية البشرية ليست مجرد تكرار لعبارات جميلة، بل إنها توفر تقنيات وأساليب مدروسة تساعد على تغيير طريقة تفكير الأفراد وتوجيههم نحو أهدافهم، فالدراسات الحديثة في علم النفس والتنمية الشخصية تدعم الفكرة أن تغيير العقلية يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأداء الشخصي والمهني، على سبيل المثال مفهوم "النمو العقلي" أو "growth mindset" يشير إلى أن الأشخاص الذين يؤمنون بقدرتهم على التعلم والتطور يحققون نتائج أفضل، وبالتالي التركيز على تطوير العقلية ليس أمرًا تافهًا بل يمكن أن يشكل فارقًا حقيقيًا في تحسين النتائج، جنبًا إلى جنب مع الجهود العملية.
فكرة "السر" جذابة جدًا، خاصة عندما نربطها بمجال العمل الحر، حيث يلعب التفكير الإيجابي والثقة بالنفس دورًا كبيرًا لكن السؤال الأهم: هل يكفي التفكير وحده لجذب النجاح؟
برأي التفكير الإيجابي وحده لا يصنع النجاح، لكنه يشكل بيئة عقلية تساعد على تحقيقه. بمعنى آخر، لا يكفي أن تؤمن بأنك ستنجح، بل يجب أن تتخذ خطوات فعلية حقا مثل: وضع أهداف واضحة والعمل على تحقيقها، التخطيط الجيد والاستعداد للمخاطر، تطوير المهارات باستمرار، استغلال الفرص والتواصل مع الأشخاص المناسبين.
صحيح ولكن التفكير الإيجابي ليس مجرد بيئة عقلية فحسب، بل هو محرك أساسي يقود الفرد للعمل واتخاذ القرارات، والتخطيط والعمل الجاد أساسيان، لكن بدون العقلية الإيجابية التي تشجع على التحدي والمثابرة، قد يكون من الصعب الاستمرار في مواجهة العقبات، أي أن التفكير الإيجابي لا ينفصل عن العمل الفعلي، بل يعزز من القدرة على تجاوز الصعوبات وتحقيق الأهداف.
بكل تأكيد لا يمكن ذلك، لو كان هاتفك على المكتب الآن وفكرتي جيداً في الطرق المبتكرة والمثالية لالتقاطه هل هذا يعني أنه سيأتي دون أن تتحركي وتقويم بالتقاطه ؟! بنفس المنطق التفكير وحده لا يكفي حتى لتحريك قشة من على الأرض طالما لم يكن مقترن بمهارة التنفيذ وكذلك الطاقة والجهد اللازم للتنفيذ
لكن في نفس الوقت، لا ينفعنا أيضًا أن نركز فقط على التنفيذ دون أن نعير اهتمامًا للتخطيط والتفكير الجيد، وأحيانًا نندفع في العمل دون وضوح في الهدف أو استراتيجية واضحة، مما قد يؤدي إلى ضياع الجهد دون تحقيق نتائج ملموسة، صحيح التنفيذ ضروري بالطبع، لكن إذا لم يكن مقترنًا بتفكير ممنهج ومدروس، يصبح الجهد المبذول غير مجدي، لذا من المهم أن يكون هناك توازن بين التفكير الفعال والتنفيذ الجاد، لأن كلاهما جزء لا يتجزأ من النجاح.
جذبتني كثيرًا فكرة كتاب "السر"
أرجح الظن أنك لم تقرأي الكتاب، وإلا فإني أخالف لأن هذا النوع من الكتب يبيع الوهم، رغم أنه مبني على قاعدة نفسية فتحت المجال لعلم النفس السلوكي أن يدخل في مضطمار التنمية البشرية، وهي: (ترديد عبارات إيجابية تأكيدية) تحفز الإنسان، أو سلبية تثبط عزيمته؛ المعنى أن الإنسان هو الذي يصنع معنى لنفسه، يكون دافعا له، مؤثرا شديدا على وعيه سلبا أو إيجابا.
ولكن ليس لدرجة أن أردد: أنا سأصبح ثريا .. أنا سأصبح ثريا .. أنا سأصبح ثريا ..
غريب!
لم أصبح ثريا بعد؟
ربما لم تدرك تمامًا أن فكرة كتاب السر تتجاوز مجرد التكرار السطحي لعبارات إيجابية، مثل ''أنا سأصبح ثريًا''، كما لو أن العالم كله سيتوقف ليمنحك الثروة بمجرد أن تنطق بهذه الكلمات!
الكتاب يتحدث عن قوة التفكير والتركيز، وهو لا يعدك بأنك ستصبح مليونيرًا بمجرد ترديد عبارة، بل هو دعوة لتغيير طريقة تفكيرك بحيث تصبح أكثر استعدادًا للفرص والنجاح من خلال التركيز على الهدف والعمل الجاد، فالتفكير الإيجابي هو أداة تساعدك على تجاوز التحديات، لكنه ليس بديلاً عن العمل والجهد، فلو كان الأمر بهذه السهولة، لكان الجميع قد أصبحوا أغنياء بمجرد تكرار العبارات.
لم أسمع من قبل عن كتاب "السر"، لكنني أؤمن بشدة أن أفكارنا تحدد مصيرنا. إذا توقعت النجاح وسعيت إليه، ستجد الفرص تأتي إليك. وإذا سيطر عليك الخوف من الفشل، فغالبًا ستواجهه. هذه ليست مجرد كلمات، بل حقيقة أراها في حياتي وحياة من حولي.
لكن بصراحة، لا أعتقد أن التفكير الإيجابي وحده كافٍ. يمكن أن يمنحك الدافع، لكنه لن يحقق النجاح بمفرده. العمل، السعي المستمر، وتطوير المهارات هي ما تصنع الفرق. في العمل الحر مثلًا، لا يكفي أن تؤمن أنك ستنجح، بل يجب أن تبحث عن الفرص، تستغلها، وتبذل جهدًا حقيقيًا.
فهل يمكن بالفعل أن نجذب النجاح فقط بقوة الفكر؟
أري إن الفكر الإيجابي وحده ليس كافياً لجذب النجاح في العمل الحر. رغم أن قوة الفكر الإيجابي قد تفتح أبواب الفرص، إلا أن النجاح يتطلب أيضاً فعلاً ملموساً من خلال اتخاذ خطوات عملية، مثل تطوير المهارات، وضع استراتيجيات واضحة، وبذل الجهد المستمر. لذلك، الفكر الإيجابي يعد خطوة أولى مهمة، لكنه يحتاج إلى تكامل مع العمل الجاد والمثابرة لتحقيق النجاح المستدام
التعليقات