من خلال تطبيق استراتيجية "التحليل الذاتي"، تعلمت كيفية تقييم أدائي بشكل مستمر من خلال مراجعة تجاربي السابقة والتعرف على نقاط القوة والضعف في خدماتي، وهذه المراجعة ساعدتني في تحديد المجالات التي أحتاج إلى تحسينها، وفي نفس الوقت عززت من جوانب القوة التي يمكنني البناء عليها، وقد استخدمت هذه الاستراتيجية لتحسين طرق التواصل مع العملاء، وتنظيم طريقة عملي، مما أدى إلى تقديم خدمات أفضل وأكثر توافقًا مع احتياجات السوق. وأنتم ما هي الطريقة التي تتبعونها لتقييم وتحسين أدائكم بشكل مستمر؟
استراتيجية "التحليل الذاتي" ساعدتني في تحسين خدماتي
التحليل الذاتي مهم جداً، ودافع للتطور والتحسين، إلى جانب الحصول على تحليل الغير، من العملاء على سبيل المثال، إذا أمكنك طرح مثال عن إستراتيجية قمتي بتحسينها عن طريق التحليل الذاتي؟
كما أن تحليل المنافسين والسوق مهم لأمور كثيرة مثل التسعير، وخدمة العملاء، وتقديم ما يعجز المنافسون عن تقديمه.
من خلال التحليل الذاتي قمت بتحسين عملي ككاتبة محتوى، فقد لاحظت أنني كنت أركز بشكل كبير على كتابة المقالات الطويلة والمفصلة دون مراعاة تفضيلات الجمهور من حيث السرعة والوضوح، لذلك قمت بمراجعة أدائي وتحليل تفاعل القراء مع المحتوى، ثم قررت تحسين أسلوب الكتابة ليكون أكثر إيجازًا ودقة مع تضمين عناصر جذب للانتباه في البداية مثل العناوين الجذابة والنقاط الرئيسية، كما أنني بدأت باستخدام أسلوب الكتابة الذي يتناسب مع منصات متعددة مثل المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تحسين التفاعل مع القراء وزيادة الوصول للمحتوى.
عن نفسي أخشى أن أقيم نفسي بنفسي فلا أرى نقاط الضعف أو البنود التي تحتاج لتحسين، وبكل شهر أقوم بأخذ نماذج عشوائية من عملي وأرسلها لأفراد أحسبهم أكثر مني خبرة بمراحل عديدة وصراحة يكون نقدهم مفيد وأكثر من مرة أعمل بنصائحهم والاحظ ردود فعل إيجابية بالعمل ومن العملاء، مرة واحدة فقط جربت جهة مدفوعة كان اختصاصهم تقييم الميزانيات للجمعيات بكل مشروع ولكن شعرت أنني على وشك التعرض لاستغلال بعدما عرضوا أن انضم لبرنامج تدريب بمقابل خرافي ومن وقتها قررت استشارة من تعلمت على يديهم فقط
لماذا تخشى تقييم نفسك؟ برأيي لا أحد يستطيع تقييمك بشكل أفضل منك، لأنك الأكثر دراية بتجاربك وأدائك، التقييم الذاتي يمنحك الفرصة للتعرف على نقاط قوتك وضعفك بشكل مباشر، ويمكنك من تطوير نفسك بشكل أكثر فاعلية.، ربما يكون من المفيد الاستفادة من آراء الآخرين، لكن في النهاية أنت المسؤول الأول عن تقييمك والتقدم في مسيرتك.
لأنني أشعر أنني سأشفق على نفسي احيانا أو ستكون هناك مبالغة في وضع التحسينات ومسارات التطوير لذلك أسعى لرأي محايد لا يتأثر بما أنا عليه ولا يعلم مدى استعدادي
لتتجنب المبالغة في وضع التحسينات، اقترح عليك تحديد أهداف تطويرية واضحة وقابلة للقياس، ثم تقييم تقدمك بشكل دوري بناء على هذه الأهداف، من خلال متابعة تقدمك بشكل موضوعي، ستتمكن من تحديد ما يحتاج إلى تحسين بشكل دقيق وتتجنب المبالغة في تقييم نفسك، وهذا سيساعدك على تطوير مهاراتك بشكل متوازن وواقعي.
عادة ما أستخدم هذا لأراجع ما قمت به سابقا وما كان يمكن أن أفعله بشكل أفضل، ببساطة لان نسختي الحالية انضج من السابقة، فأستطيع ملاحظة امور لم الاحظها عند اتخاذ القرار.
لكن هناك الكثير من القرارات التي قد نتحيز فيها، كالقرارت العاطفية.. او أن نكون احد اطراف مشكلة ما او منافسة. فقد تكون قراراتنا ووجهة نظرنا غير موضوعية، فلا نحسن إخراج نقاط ضعفنا كما يجب، كذلك الامر حينما نمر بتجربة صعبة تجعلنا مشتتين او محطمين، فلا نحسن تقييم نقاط قوتنا بموضوعية ايضا. ولذلك يكون تقييم الاخر لنا هنا ضروريا، في الحالتين.. سواء لتنبيهنا بنقاط ضعفنا او اخطائنا، او تذكيرنا بنقاط قوتنا التي أهملناها أو نسيناها..
أنا أميل لتقييم نفسي أثناء العمل نفسه، بحيث أنتبه وأدون الصعوبات التي واجهتني وما أكثر عنصر أو بند أو مهمة استغرقت مني وقت وجهد وتفكير أكبر وما الأسباب هل كانت مثلا لأسباب تتعلق بحالتي ققلة التركيز أو الإرهاق أو تتعلق بالمهمة نفسها وتفاصيلها من حيث حجمها وصعوبتها، بحيث إذا عاودت العمل فيما بعد على مشاريع مشابهة أحاول تجنب كل المعوقات التي تعرضت لها في التجربة الأولى.
لكن أعتقد أن التقييم أثناء العمل يختلف تماماً عن التقييم بعد انتهائه، أثناء العمل قد تكوني مشغولة بالتركيز على المهمة نفسها مما قد يؤثر على قدرتك على تقييم الوضع بشكل دقيق أو موضوعي، أما التقييم بعد العمل يمنحك الفرصة للتفكير بهدوء وتحليل التحديات التي واجهتها بشكل أكثر تفصيلاً، ويمكنك حينها تحديد الأسباب بشكل أكثر وضوحاً سواء كانت متعلقة بالحالة النفسية أو صعوبة المهمة نفسها.
التعليقات