بدافع انجاز الأعمال وتوفير المال.. كيف أصبح الموظف المثالي مدمنًا ومكتئبًا؟

المقصر الأكبر تجاه أحمد هو أحمد ذاته، اختزل مفهوم النجاح بالعمل الكثير الزائد عن الحد، لا أرى أحد مذنب غيره، من قال أن النجاح مقتصر على العمل والعمل فقط، فالاستقرار النفسي نجاح، وإسعاد الزوجة والأولاد نجاح، والتنزه والترفيه عن النفس نجاح، والصحة الجيدة نجاح، أحمد هنا كالمدمن على المخدرات لا فرق بينهما، كلاهما يسبب ضررًا كبيرًا للإنسان، لو علم الناس أن مفهوم النجاح لا يقتصر على المادي فقط، لحلُّت كثير من المشكلات التي نواجها اليوم.

النجاح يشمل النجاح المادي والنفسي والصحي والاجتماعي، بنسب متقاربة ومعقولة، أما أن يكون النجاح المادي بنسبة 100% والباقي 0% فهذا هو الفشل بعينه

إعط كل ذي حقٍ حقه

عدد ساعات العمل 7 ساعات

إذاً يجب التوقف عن العمل من أول دقيقة بعد السابعة

عدد ساعات النوم من 6:8

إذاً لا مجال للتقصير أو الإفراط

يوم أجازتي هو يوم الجمعة إذاً سأقضي الوقت مع عائلتي وأصدقائي أو حتى مسترخياً

هكذا تستقيم الحياة وتتزن أموري وتُسَد إحتياجاتي .

نحتاج قليلاً من الوعي وحُسن التصرف مع متطلبات الحياة .

دُمتم موفقين.

( ان لنفسك عليك حق )

بلا شك العمل وكسب المال هو شيء جميل بل ممكن أن يكون من أجمل المشاعر حيث توصلك للاستقرار المالي والتمتع برفاهيات الحياة عندما يكون ذلك الراتب او الدخل مرتفع ويلبي الاحتياجات والرغبات ويحقق مبلغ كافي من الادخار ولكن على النقيض الصحة والأسرة لا تعوضان فليكن الشخص هونا ما على نفسه ليكن معتدلا بكل شيء ويعطي كل ذي حق حقه .

كثيرا ما تتكرر هذه القصةالتي رويتها سيد خالد،

مع شخصيات أخرى و تفاصيل أخرى، لكن القصة هي نفسها..

تتكرر مع التلميذ المنكب على كتبه لدرجة تنسيه حلاوة شبابه..

مع الأم و ربة البيت التي تتفانى في أعمالها حتى تهمل نفسها و تنسى أن رؤية عائلتها لها و هي مشرقة الوجه أغلى من كل ما تقدمه..

مع الموظف المواضب على عمله ليوفر لأسرته حياة افضل متناسيا أن أفضل حياة هي التي يقضيها مع أسرته.

تعاني أغلب المجتمعات من نفس المشكل.

يقول الحديث النبوي :  ( يا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب , وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب , فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ ، وكُنتَ عِندِي مَحمُوداً , وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ ، وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا )

خلاصة الحديث، نهاية المعاناة تأتي بالقناعة و الرضى.

اعتقاد أن أي إدمان في الحياة إن لم يكن صحيًا فهو يعتبر جزء من هروب من حزن ما ولكن بشكل يبدو وأكنك لا تهتم لحزنك ولا لواقع

إن مصاعب الحياة وأزماتها لا تنتهي والكفاح هو المر الذي يجعلنا نشعر بقيمة حلاوة الإنجاز والنجاح والسعادة.

لذلك وإن كان أحمد يعاني من معطيات مجتمعية رجعية أو علاقات غير صحية أو روتين الحياة اليومية، فهذا كله جزء من الكفاح نحو تحقيق النجاح.

إنما هي الثقة بالنفس التي تقي الكثيرين من الانطواء والاكتئاب والانهزامية.

لحسن حظ أحمد أنه وجد أسرة تنقذه من الاكتئاب والأمراض, قبل عدة أشهر صادفت تغريدة على تويتر لشخص ينعي صديقه الذي توفي من افراطه في العمل. هذا الشخص كان مجتهدا ومحل اعجاب في مكان عمله مثل أحمد فضاعف ساعات عمله إلى أن انهار جسمه ومات.

أعتبر أن مسؤولية إدارة الوقت بين العمل والحياة الخاصة هي مسؤولية كل أحد منا, على كل شخص أن يعي أن المال ليس تعويضا عن الصحة ولا الراحة ولا الاستمتاع ولا العلاقات العائلية ولا العلاقات مع الأصدقاء. وعلى هذا الأساس يجب توزيع الوقت وقضائه.

حدث هذا لزوجي منذ عدة سنوات، كان فعليا لا يأكل بسبب كثرة الأعمال، حتى أنه يعود من العمل بعد منتصف الليل وأحيانا أكثر..

فجأة هو شعر أنه يحتاج لحياته.. واعتدل في عمله.

السبب الرئيسي لهذا هو أن طموح الشخص بأن يتعلم أكثر، وأن يتطور ويترقى في عمله، أن يزداد عائده المادي، كل ذلك هو السبب في جعله يمارس حياة العمل فقط.

أيضا بسبب المدراء فهم يستغلون الأشخاص المثابرين الغير مدللين، الذين يقبلون بأي عبء إضافي، ولا يقولون لأي طلب جديد لا.

كما يتوجب على العائلة إيقاظ هذا الشخص من عمله، ودمجه في الحياة.

سأقول لكم شيئاً

هو يعمل من أجل المال ، أو من أجل العمل

لو كان لديه هواية لم يكن ليشعر بذلك

هناك أناس يقضون ساعات طويله أمام الكمبيوتر

ويشعرون بالسعادة

لأنهم يمارسونها كهواية وكحب

وليس كعمل يجب أن ينجز

مثل القراءة

أعرف كتاب كثر منهم مصطفى محمود ، العقاد والمسيري رحمهم الله

أغلب ساعات يومهم أمام الكتاب .. قراءة أو تأليف

أنيس منصور .. كذلك

واحد منهم يصحرا صباحاً وحتى الساعة العشرة ليلا مع الكتب

نسيت أيهم

----

الخلاصة :

المهم .. ان تكون مرتاح .. المهم انك تشعر بالسعادة ..

فرق بين العمل والهواية

لنعرف اولاً لماذا هو وصل لتلك الحالة! لا اعتقد ان حبه للعمل سيوصله لهذه الحالة فهذا مستحيل، لانه سيعمل وهو مرتاح وسيغادر العمل وهو مرتاح

لكن ربما الحاجة للكثير من المال هي السبب فربما ياخذ ساعات عمل اضافية لزيادة مدخوله ليتمكن من انفاقه على عائلته

المحترف في مجال عمله، احترافه طبع وسمة، ليس شيء يتعمد او لايتعمد فعله! هو يقوم بعمله بشكل متقن بصورة تلقائية، لذا لا اعتقد انه حريص على اتقان عمله (مثلاً، من يستطيع الكتابة بخط جميل، هو يقوم به بشكل تلقائي وليس متعمد)

اعتقد ان عليه ان يحل مشكلة المال لديه اولاً فالوظيفة وكسب المال ماهو الا حل مؤقت قصير المدى. ما الذي سيفعله اذا تقاعد ولم يكفيه معاش التقاعد؟؟

الوقت بيخلص والعمل ما بخلصش

هذه لهجة مصرية يا صديقي :D

بالفعل، العمل مدمن نوعًا ما، بالرغم من الآثار الجانبية. لكن فعلًا أن تجلس دون عمل "أو كما نسميها في مصر بالمرقعة" هو شيء قاتل حرفيًا، بل ويصيب بالاكتئاب أكثر من كثرة العمل.