في مساهمة لي سابقة عن كيف أسعدتم أنفسكم في العيد لاحظ زميلنا @aymansoliman قولي أنني وضعت خطة لنفسي من سنتين قررت أن أسعد فيها نفسي وأصل فيها للسلام النفسي وقد طلب مني مشاركة تجربتي الشخصية في هذا.
في الحقيقة كان من ضمن الأشياء التي واجهتها في عقليتي فكرة الأحكام، فكرة أنه إن أغضبني أحدهم مرة أقول أنه في مجمله شخص لا يكترث لغضب الآخرين، لو تساخف علي أحدهم أقول أنه شخص سخيف بالكلية، إلى أن وجدت نفسي البس نظارة التطرف التي تقول يا هذا يا ذاك، يا أبيض يا أسود، يا كذا يا كذا.
ولكن في إحدى نقاشاتي مع صاحبة لي قلت لها أنه في هذا الموقف أغضبتني غضبًا شديدًا فأطلقت حكمًا أنها شخص لا يكترث لغضبي، فسألتني هل أنا هكذا دائمًا أغضبكي؟! لأجد في الحقيقة أن الإجابة هي لا! هي ليست هكذا دائمًا! ما بالي أطلقت حكمًا عامًا حول كونها شخص لا يهتم لي بالعموم ولم يحدث هذا بنمط مستمر وإنما كان مجرد ظرف وانتهى!
لاتساءل بعدها هل أنا افعل ذلك مع الناس بشكل عام؟ لأجد أن الحقيقة هي نعم، أنا كنت اطلق الأحكام بشكل عام واستشف صورًا وتفاصيل صغيرة لاحكم بها على شخصية كاملة!
قررت تغيير هذا وفي الحقيقة من وقتها وأنا أزيل طبقات كثيرة من الحزن والأسى من تصرفات الآخرين، لم اعد احكم من موقف واحد، ولم اعد اطلق مسمى، صرت اخص الفعل بالموقف والظرف، ولا اعمم حكمي على الشخصية كلها، لاتفاجأ بعدها كيف ارتخت أعصابي! يبدو أن هذا النمط من التصرفات كان يحملني الكثير من الضغط، لأنه لم يكن يريني سوى مساوئ الحياة ومساوئ الأشخاص. بينما نمط التفكير الآخر يحصر الخطأ في الموقف والظرف ولا يصم الآخرين بوصمة ما في شخصيتهم ويتربص بأي خطأ منهم! من الحسن الحظ أن زاد هذا من ثقتي بنفسي أصبحت احسن الأمور بدلًا من إقناع نفسي أنها هكذا وأنني فاشلة بشكل كامل، إذ يبدو أنني كنت احكم على نفسي أيضَا، وزاد أيضَا من ثقتي بالآخرين! ولم اعد اعاني في الشعور بالظلم والضغط من الآخرين، بل أصبحت اعرف معنى لتغافل وكيف يكون ومتى ولمن هو!
وللمفارقة اختلفت تعليقاتي هنا حتى على حسوب، لم اعد انظر للهجوم بشئ من الحذر والحيطة، أو حتى آخذه على محمل الجد، لأنني أدرك أنني وإن اختلفت مع أحد فلن يكون هذا عداوة ولن يشكل فرقًا كبيرًا في رؤيتي لنفسي وللآخرين!
التعليقات