اكره نفسي واكره نفسي واكره نفسي اكثر من مرا
خلص زهقت من نفسي
أعرف ما هو شعورك، ولا أقول هذا الأمر لكي أغالي عليك أو أقلل من أوجاعك النفسية، أقول هذا الأمر لكي تعرف أنك لست وحدك، هل تعتقد أنك المميز الوحيد في هذه الآلام، أنت تشبه غيرك آلاف إن لم نقل ملايين، الاكتئاب وكره الذات نواتج طبيعية لمجتمعاتنا، المشألة ليست بأنني أشعر بهذا الموضوع، المسألة هي أنني ماذا يجب أن أفعل لأتخلّص من هذا كله؟
هذه لها خطوات أولها اعتراف عدم التميز السابق، التميز يعطي شعور بالراحة، أنا أذكى منهم ولذلك أتعب أكثر أو أنا أكثر عذاباً ولذلك أتعب أكثر، هذا غير صحيح بالمرة، الاعتراف بالمحدودية والتشابه يجعلني اخرج من هذه الدائرة بشكل أسرع، والخروج ليس معقداً، وضع هدف بديل للحالي هو كل ما تحتاجه ومن ثم تلمراهنة على تحقيقه بكل ما لديك، هدف يعني لك فعلاً، يعني تفرح به حتى ولو منت بلحظتك الاخيرة بالحياة وتسعى إليه.
يبدو أنك مررت بظروف قاسية جعلتك تصل إلى هذه المرحلة من كراهية الذات، ولكن عليك أن تدرك قبل أي شيء أن هذه المشاعر طبيعية وتواجه الكثيرون، ولكنها مشاعر مرهقة للغاية لذلك عليك أن تكون أكثر رحمة ولطف مع نفسك كما لو كنت تتعامل مع صديقك الوفي، من المهم ألا تكون أنت الآخر قاسيًا على نفسك واعلم أن الجميع يمرون بأوقات شديدة الصعوبة ويخرجون منها أكثر صلابة وحكمة في التعامل مع المشكلات المختلفة، لذلك قم باتخاذ خطوات فعلية لإصلاح الأمور حتى ولو كانت تلك الخطوات صغيرة وبسيطة، فهي بالتأكيد ستكون أفضل من اللاشيء.
ولكنها مشاعر مرهقة للغاية لذلك عليك أن تكون أكثر رحمة ولطف مع نفسك كما لو كنت تتعامل مع صديقك الوفي
علينا أن نكون أكثر رحمة بأنفسنا، أقول لنفسي كما قلتي الأن وأسأل نفسي ماذا لو كان صديق لي يمر بنفس الشيء الذي أمر به؟ ما هو أول شيء سأقدمه له؟ وتكون الإجابة بالتأكيد الدعم وعدم القسوة عليه، وهذا ما يجب أن نفعله مع أنفسنا أن ندعم أنفسنا بأنفسنا لأن هذا ما نحتاجه للخروج من هذا الشعور القاسي الذي نمر به.
لعلي أكون أيضا من أكثر الأشخاص الذين كانوا يكرهون أنفسهم، لم يكن لدي أعداء ولا أحب أن اجعل لي أعداء، أحب أن أصادق الجميع، لكن كا لي عدو واحد، وهو أنا. كنت أكبر عدو لنفسي، كنت أكثر شخص يقول لنفسه كلاما سلبيا، كنت أكثر شخصٍ يقوم بإحباط نفسه، حينما ينتقدني أحد الأشخاص يكبر الحديث السلبي في داخلي كثيرا وبدلا من أن ادافع عن نفسي تكون نفسي هي من تؤجج صحة هذا الكلام في داخلي ولكن بعد العديد من الأحداث والتجارب أدركت أنني لم أعرف قيمة نفسي ولا أهميتها، وبعد أن خرجت من كل تلك الصدمات المتتالية نما لدي الشعور بأن الجميع قد يتخلى عني في أي وقت ولحظة وأن الآخرين ليسوا أهم مني ومن سعادتي وأن رؤية نفسي سعيدا مسرور مطمئنا أهم من كل شي، وأن نفسي هي أكبر صديق لي وهي أكثر من يجب علي العمل معها وتلقي الدعم منها للارتقاء في الحياة وتحقيق الأهداف والطموحات.
أصبحت في كثير من الأوقات حينما تنتابني المشاعر السلبية أجد أنني أقول لنفسي أنه ليس هناك ما يستحق الحزن، أن هذا الأمر سيمضي وستكون بخير وإن سعادتي واستمراري في السعي في الحياة هو يجب علي فعله وأن علي التركيز في مستقبلي وأهدافي، فأدد نفسي أعمل على ما هو مفيد ومهم وادع الأمور الثانوية التي لا تخدمني، وهكذا أصبحت مع الوقت أقوى وأصلب وأقدر على تحمل الصعاب، فالحياة لم تصبح أسهل، لكنك أنت أصبحت أقوى بفضل الله وخصوصا بوجود نفس تدعمك وتتحمل معك الصعاب
شعورك بالكره لنفسك غير مبرر، يمكن أن تلون نفسك أو توبخ أفعالك أو تعيد النظر في حساباتك وسلوكياتك الحياتية، كل هذه أمور ستعينك على محاولة التغير للأفضل. لكن أن تكره نفسك ليس بالأمر الرشيد، لأنه لن تستطع الانسلاخ من نفسك أبدًا وعليك معالجتها باستمرار، وبالمناسبة هذا حالنا كلنا، "تقويم مستمر لأنفسنا".
لا تُحملْ نفسك ما لا طاقة لها به، واحْبِبْها، لن تُقدَّرَ مِن أحدٍ ما لم تُقدرْ نفسكَ، اهتم بها وراعيها، إن لنفسكَ عليك حق، هي أنت وأنت هي، فلا تقسو عليها، فالقسوة لن تفيد في شيء، بل تزيد الوضع تشردما.
اخرج من دائرتك الضيقة، وابدأ بما يشفيك ويحسن من مزاجك، كالرياضة مثلا، احرص على المشي بضع كلمترات يوميا، اشرب ماء كافيا، وابحث في نسبة المعادن في جسدك (أي نقص في المعادن يسبب الخمول والتعب، ويهدر الطاقة) هذه إجراءات بسيطة، ولكن مفعولها مهم جدا.
لن يساعدك ذلك في شيء سوى زيادة كرهك لنفسك أضعافاً أرجو منك حقاً أن تغير طريقة تفكيرك فلا أحد سيثق بك إن لم تثق بنفسك ولن يحبك ولن يدعمك كما تفعل أنت مع ذاتك أنت فقط بحاجة لتقبل نفسك بعدها سترى حقاً أنك لست بهذا السوء وكل الظروف التي مررت بها هي من جعلتك ما أنت عليه تذكر كيف كنت سابقاً وابحث عن أسباب كرهك لنفسك وغيّر قليلاً في ذاتك وحاول بدلاً من إعطاء الثقة والحب والدعم للآخرين أن تعطيه لذاتك فهي أولى بذلك ولأتمنى لك حياة أفضل
التعليقات