أحيانًا تصبح الأنانية رحمةً، لا ذنبًا.
حين تضمد جراح الوحدة التي خلّفها جفاء من ضحّيت لأجلهم، ولا ترى منهم إلا غياب التقدير.
هنا، يكون الالتفات إلى نفسك حقًا شرعيًا، لتنهض بروحك قبل أن تنزف في غير موضعها.
هناك خيطٌ رفيع كالشعرة بين حب الذات والأنانية، الأنانية أن تحب لنفسك مالا تحبه لغيرك، تحب لنفسك الخير كل الخير حتى وإن كانت آخر ذرة للخير في العالم فأنت تستحقها لا غيرك، أما أن تحب نفسك وتَقنع بأني أستحق الخير حتى وإن كان العالم خاليًا منه فأنت ستزرعه وتعطيه لنفسك ومن حولك.
أما حين تضمد جراح الوحدة وحدك فأنت وحيد أيضًا ولا تقدر من لا يقدّرك أنت وتضحياتك، ولا تُضحي إلا إذا طُلب منك ذلك.
ولا تصل بنفسك للنزيف فأنت فحينها أنت لا تقدر نفسك مثلما فعل غيرك، وكل أمنياتي بالقوة النفسية والخير للعالم.
شكرًا على تعليقك دكتورنا
أوافقك أن هناك فرقًا دقيقًا بين حب الذات والأنانية المذمومة.
ما قصدته في الخاطرة ليس حرمان الآخرين ولا الاستئثار بالخير، بل التوقف عن استنزاف النفس فيمن لا يقدّرها، والالتفات إلى حقّها في الرحمة والعناية.
فحب النفس هنا ليس أنانية، بل إنقاذ قبل النزيف، حتى تظل قادرة على العطاء بلا كسر ولا مرارة.
معك جدا، لقد توصلت لذلك بعد سنوات، وأن كل إنسان يجب أن يحب نفسه ويكون أناني لدرجة معينة تجعله يفضل نفسه وراحته النفسية والبدنية دوما وأبدا، ولا يضحي من أجل أحد إن كان ذلك يأتي على حساب نفسه
هذا هو المقصود
ولا بأس في السنوات التي مضت، فمدرسة الحياة تُعلّمنا بالصبر والتجارب.
حب النفس ضرورة، والتضحية إن صارت على حسابها لم تعد خيرًا.
فلنحفظ أنفسنا أولًا، ثم نعطي غيرنا من راحتنا لا من وجعنا.
بالتأكيد لكن كيف تتعامل مع الأشخاص الذين كنت تتعامل معهم وتعطهم كثيرا وفجأة قننت ذلك؟ خاصة منهم من كان جيدا لكن لا أريد أن أضغط نفسي من أجل أحد
– الفكرة أن تركز على جوهر حب الذات بعدما عرفت قيمته.
– ومع الطيبين، تحافظ على الود والطيبة، وتُظهر نوعًا من النضج في العلاقة.
هذا مفهوم لكن فكرة تغيير أسس علاقة دامت لسنوات قد يكون بالنسبة للطرف الآخر معنى آخر، فيبدأ يتهمك بأنك تغيرت وأنك أصبحت لا تهتم به، رغم أن الواقع ليس كذلك ولكنه تعود على مستوى معين من الاهتمام فأصبح يرى أي شيء بخلافه هو تقصير
كلماتك لامستني جدًا ... لكن هذه ليست أنانية بل حب للنفس وإعطائها حقها لكن الناس يظنون أنها أنانية أو غرور
بالفعل «حب الذات » رحمة وليست ذنبًا، لأن الالتفات للنفس ليس قسوة على الآخرين بل حماية لروحنا من الاستنزاف. لا يمكن للإنسان أن يمنح حبًا أو دعمًا حقيقيًا وهو مثقل بالجراح أو وهو يعيش شعور الغياب والخذلان.
أعجبني قولك "لتنهض بروحك قبل أن تنزف في غير موضعها"، لأنه يلخص الفكرة بصدق: لا بد أن نداوي أنفسنا أولًا، عندها فقط يصبح عطاؤنا للآخرين نابعًا من الامتلاء لا من العجز.
التعليقات