هناك العديد من الأشخاص ورواد الأعمال الذين كان لهم عمل مسبقاً ثم قاموا بإنشاء عملهم الخاص مثل العديد من الأشخاص الذين كانوا يعملون داخل جوجل وعلى سبيل المثال مؤسس إنستجرام الذي كان يعمل في جوجل لمدة 3 سنين قبل إنشاءه مشروعه الخاص، هل ساعدته تجربته في العمل في جوجل في نجاحه ؟ وهل إذا لم يلتحق بجوجل كان وصل إلا هذا النجاح ؟ وإذا كان لديك فكرة مشروع معين أو إنشاء شركة ولديك فرصة للعمل في شركة قد تفيدك مستقبلاً تترك العمل فيها متجهاً إلى مشروعك ؟ في رأيي أن العمل داخل شركة يكسبك بعض الإلتزام وتعطيك أيضاً خبرة وتجربة قد تفيدك في مشروعك الخاص ويجعلك تتدرب على العمل داخل فريق، ولكن ليس من الشروط الأساسية لنجاح مشروعك الخاص فعلى سبيل المثال مارك زوكربيرج مؤسس الفيس بوك لم يعمل داخل شركة من قبل وحقق نجاحاً الجميع يعلم ما هو، مع أي رأي أنت ولماذا ؟
هل تؤثر تجربة الشخص في العمل في شركة على تجربته في إنشاء مشروعه ؟
بالتأكيد العمل داخل شركة أو مشروع ناشئ سيكون مفيد لك، ستتعلم منه علي الاقل الاساليب الادارية وتتعلم من اخطأ الآخرين .. وكيف تتعامل مع الموظفين وانت لم تجلس فى يوم من الايام فى صفوفهم.
للآسف يعتقد الكثيرين انه لا يوجد داعي للعمل او الوظيفة انا لا اقول انها مهمة ولكن ايضاً لا تعتمد على قصص نجاح مثل مؤسس الفيسبوك وتعتمد عليها كحجة لعدم عملك .. عليك ان تعمل سواء كمُستقل او كموظف ايا يكن لك عليك ان لا تخف من اتساخ يديك قليلاً .. فالنجاح لن يأتي بين ليلة وضحاها.
دوما ما نبنى أفكارنا و قراراتنا على استثنائات وهذا خاطيء تماما من المفترض أن تأخذ قرار بناء على القاعدة وليس الاستثناء، في هذه الحالة أشخاص أسسوا شركاتهم الناشئة ونجحوا دون أن يتوظفوا من قبل هم الاستثناء وليسوا القاعدة كمارك في حالة الفيس بوك.
القاعدة تقول أن هناك بعض الأمور الإدارية كاختيار فريق العمل والموظفين وإدارتهم وإدارة الأمور المالية من فواتير وراتب واجراءات تأسيس وغيرها أيضا العلاقات والخبرة وبعض أسرار الصناعة التي لايمكن أن تعرف عنها منفردا إلا في حالة الاستثناء، لذا أنصح أي شخص بالتوظف أو قبول الوظيفة أولا ثم التفكير في إطلاق مشروعه الناشيء عندما يرى أنه لديه كل هذه الأدوات.
جميعنا يرى في نفسه الاستثناء ( وأنا أولهم :) ) ولكن يجب أن تكون صادقا مع نفسك هل فكرة مشروعك ثورية كما الفيس بوك ، وهل أنت شخص غير عادي كما مارك ؟ إذن انطلق!
برأيي عملك في شركة يوثر طبعا على إنشاء مشروعك ،وذلك حسب الشركة وقوتها بالسوق، ولا أعني بقوتها حجمها ومواردها فقط بل القوة التي تتميز بها الشركة في تخديم القطاع ، إضافة لذلك أن الشركة الكبيرة والمتخصصة تقوم بخلق البيئة المناسبة للموظفين وتخلق الكيفية التي تتيح للموظفين التعامل مع أفراد هذه البيئة من موظفين ومنافسين وتكسبك مهارات وخبرات السوق التي لن تتعرف عليها الا من خلال خوضك تلك التجارب بنفسك مع مشروعك أو مع الشركة التي تعمل لديها.
بعد أن أنتهيت تلك التجارب تستطيع أن تبدأ بخلق مشروعك من خلال الادراك و الوعي بكافة التفاصيل والتنبوءات التي أستحوذت عليها من خلال عملك الذي تحول الى خبرات مكنتك بالتفكر بحاجات السوق ومعرفة المخاطر التي قد تواجهك والآلية التي تتعامل بها معها.
التعليقات