أيُهما أحق بالمسمى الوظيفيّ الخبرة بالعمل أم المؤهل العلميّ؟

يعتمد المسمى الوظيفي على كلا من المؤهل الدراسي والخبرة بالعمل، وتعتمد إجابة السؤال على رغبته الشخصية، هل يرغب في استكمال عمله كفني حاسوب لأن هذا هو شغفه الحقيقي،  أم يمكنه الانتقال إلى قسم من أقسام الإدارة والبدء من الصفر، مع العلم بأن بإمكانه الترقي بشكل أسرع نظراً لامتلاكه المؤهل الدراسي المناسب.

كما أنه يمتلك اختيار ثالث وهو البحث عن مكان جديد يعترف بخبرته ومؤهله الدراسي معاً، مع بقاء الوضع الحالي أو الانتقال إلى القسم الإداري لحين قبوله في الوظيفة الجديدة. 

بداية لكل مسمى وظيفي تدرج وظيفي خاص بها، فمثلا فني الحاسوب بالتأكيد سيكون له مسار وتدرج ضمن هيكل التوظيف مختلف ما إذا كان مسارخاص بمهندس الحاسوب، وبالتالي لا يمكن أن يكون فنى الحاسوب مديربقسم الحاسوب ويشرف على مهندسين أعلى منه علميا وكدرجة علمية، حتى لو معه خبرة 12 سنة فستظل هذه الخبرة في نطاق الفني ويجهل جانب كبير من مهام ومسؤوليات المهندس، وبالتالي الحل الوحيد برأيي هو أن يحصل على دراسة متخصصة ترفع من درجته العلمية ويترقى ضمن هذه الدرجة ليصل بعدها كمدير، فهو لن يصبح مديرا مباشرةً بعد حصوله على مؤهل عال في التكنولوجيا او علوم الحاسوب، ولكن سينتقل لمسار وظيفي مختلف يمكنه من الوصول لهذا المنصب إن كان هذا حلمه.

أما حصوله على بكالوريوس إدارة أعمال هذا مسار وظيفي مختلف، ويمكنه الاختيار من هنا، أين يرغب أن يكون هل سيكمل بمساره الاول، أم ينتقل للقسم الإداري ويبدأ من البداية؟

لذا أرى أن قرار شركته منطقي جدًا وعملي، وخبرته هي في نطاق مهامه الوظيفية فقط كفني، قد يمكن ترقيته كمشرف فنين لكن كمدير للقسم في وجود تخصصات علمية أعلى سيكون مستحيل خاصةً لو من شروط الالتحاق درجة علمية محددة.

يعتمد ذلك أيضًا على فكرة انتقاء المسار المهني وأبرز الشروط التي تتوافق مع متطلّباتنا ومؤهّلاتنا العلميّة. في هذا النطاق، لا يمكنني على سبيل المثال أن أذهب إلى سلك وظيفي وأحاول الاستقرار فيه، في حين أن هذا السلك يتطلّب الاستمراريّة في الدراسات الأكاديميّة العليا وأنا مؤهّلي متوسّط. لذلك أنصح كل شخص بالمسار المهني المناسب له. وليتمكّن صاحب المؤهّل المتوسّط أو من لم يكمل تعليمه الأكاديمي من اختيار المسار المهني المناسب، يجب أن تكون متطلّبات هذا المسار المهني تقنيّة بحتة، دون النظر إلى الجانب الآخر من المؤهّلات.. وهكذا.

ولدينا على سبيل المثال العديد من المؤسّسات الكبيرة التي قد تحصل على خدمات موظّف بغض النظر عن شهادته الأكاديمية، حيث يشيع هذا الأسلوب في العديد من المجالات، مثل التكنولوجيا ومجالات المعلومات والتسويق الإلكتروني.. إلخ.

في الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة. ففي الواقع، إجابة هذا السؤال يعتمد على الظروف المحيطة وعلى نوع الوظيفة التي تريد الحصول عليها. إذا كانت الخبرة العملية أكثر أهمية في هذه الوظيفة، فسيتم تفضيل المرشح الذي يمتلك هذه الخبرة. وإذا كانت المؤهلات العلمية هي المطلوبة، فسيتم تفضيل المرشح الذي يمتلك هذه المؤهلات. وإذا كانت الصفات الشخصية هي الأكثر أهمية، فسيتم تفضيل المرشح الذي يمتلك هذه الصفات.

لو ننظر سنجد ان في العديد من الوظائف، يعتمد الخبراء أكثر على الخبرة العملية والمهارات الفنية التي يمكن أن يحملها المرشح. وفي الواقع، يمكن أن يكون للخبرة العملية أهمية أكبر من المؤهلات العلمية في هذه الحالات. ومع ذلك، فإنه في بعض الوظائف، قد تكون المؤهلات العلمية ضرورية للغاية. وهذا يمكن أن يكون صحيحاً بشكل خاص في المهن التي تتطلب معرفة تقنية عالية، مثل الهندسة أو الطب.

فإنه بالإضافة إلى الخبرة العملية والمؤهلات العلمية، يمكن أن تلعب الصفات الشخصية للمرشح دوراً هاماً في تحديد مدى تأهله للوظيفة. فعلى سبيل المثال، قد يكون العمل في فريق هو الأمر الأهم في بعض الوظائف، ولذلك قد يتم تفضيل المرشح الذي يمتلك مهارات جيدة في التواصل والعمل الجماعي، لذلك كل من المئهل العلمي والمهارات مهمين جدا في رفع حظوظ القبول في الوظيفة.

لقد اصبحت الاعمال متفرعة وكثيرة الاختصاص

لذلك يطلب احيانا شهادة مطابقة او قريبة من التخصص

ففني الحاسوب علم كامل مكتمل

وادارة العمل علم اخر له دهاليزه وكتبه ودوراته

هذا يشبه أن يطلب مهندسا فجأة أن يصبح رئيس مجلس ادارة بنك !

لن يكون الانتقال سلسا