كيف تختلف تأثيرات العقوبات مقابل المكافآت على التعلم والتطور؟

سؤال مثير، المكافآت هي كالضوء في آخر النفق، تُحفز العقل وتدفعه للبحث عن سبل جديدة للاستمرار، وهي تؤسس علاقة صحية بين المتعلم وهدفه. على الجانب الآخر، العقوبات تضع العقل في حالة دفاعية، حيث يسعى فقط لتجنب الخطأ بدلاً من اكتشاف ما هو ممكن. كلاهما يلعب دوراً، ولكن الأمر أشبه بالعزف على وترين؛ نحتاج أن نعرف متى نستخدم التشجيع لدفع المرء قُدماً، ومتى نمنع السلوك الخاطئ بحزم، دون أن نسلبه شغف الاكتشاف. إذاً، هل الهدف من التعلم عندك هو تجنب الخطأ أم الوصول للإنجاز؟ على أساس إجابة هذا السؤال يمكننا أن نختار الأسلوب الأنسب.

الإجابة تختلف باختلاف شخصية كل فرد وباختلاف نوع كل من المكافأة والعقاب، أنا مثلا إذا كانت المكافأة تستهويني سأبذل قصاري جهدي للحصول عليها، أما إذا كنت لا احتاجها، ففي هذه الحالة سيكون نظام العقاب محركا لي أكثر ودافع الخوف أكثر قوة وتأثيرا، وهناك أشخاص يحركهم دائما دافع التعزيز الإيجابي ونظام المكافأت أيا كانت، وهناك من لا يتحرك سوى بالتهديد والخوف، وأنا عن نفسي أرى أن الأفضل من كلاهما هو وجود الدافعية الذاتية، أي أن تكون الرغبة في التعلم أو فعل أي شيء في الحياة عموما نابعة من داخل الشخص ومن رغبته في فعلها لأجل الوصول لأهداف أو طموحات خاصة به ستضيف قيمة لحياته، فهذه الطريقة هي الأضمن للاستمرار على المدى الطويل.

أعتقد أنني أميل للتوازن بينهم، مع ضرورة عدم التطرف في أنواع كلًا منها، فالعقاب بأي طريقة جسدية أو نفسية كفيل بخلق ندوب لا تندمل حتى مع رفع الإنتاجية، والمكافآت السريعة المستمرة كفيلة بخلق تحفيز كبير كافي لتثبيط كيمياء المخ التي تجعلنا نريد خوض تحديات جديدة.

مبدا الثواب والعقاب هو سمة من سمات النفس البشرية , والنفس التى تعيش بدون رادع أو قانون سوف يخرج منها من السيئات ما لا يتصورة هو نفسه وستكون هذه الاعمال فى تزايد مستمر .

كما أن النفس التى لا تعمل دائما بمبدا الثواب فقط يتحول الى نفس منافقه يميل الى من يدفع أكثر , ثم سرعام ما يرتد الى ذلك السوء بالشخص الاول إن غابت هذه المثوبة.

فالقصد هو العيش بين الترهيب والترغيب , والثواب والعقاب وموازنه هذه الامور ,ان يكون للمبدأ عقيده لها رقيب داخلى وليس شكليا.

والدين ظبط هذه الامور بتوازن من ترك الحريه للانسان للاختيار مع وضع الترهيب والترغيب له .والدين هو اقوى رابط وموازن بين هذه العلاقه , واعطيك مثالا:

لو أن الكهرباء قطعت فى مكان ما , من سيسارع الى سرقه المحال وإرتكاب ما يحلوا له فى الشارع ومن سيمتنع عن ذلك؟

إن قطع الكهرباء هو غياب للرقابه وغياب للثواب والعقاب جميعا , وهنا يتجلى ظبط الدين لمبدأ الثواب والعقاب و يكون إختبار حقيقى لقوة هذا الرابط الداخلى وتأثيرة.

المراهقين مثلاً أرى أن العقوبة لا يمكن أن تتجنبها معهم، لا يمكن نهائياً لشدة ما يقومون في تجاوز القواعد، يعني العقوبة معهم قد تكون ضرورية لتوضيح الحدود والسلوكيات غير المقبولة ولكنها يجب بكل الأحوال أن تكون منطقية وملائمة للفعل، يعني العقوبات القاسية أو غير العادلة قد تؤدي إلى شعور المراهق بالإحباط أو التمرد.

عن نفسي لا اتأثر إلا بالمكافأة، وأرى أن من يتأثر بالعقوبة هو كذلك لأنه لا يملك الدافع للتعلم، ولذلك يتم اراغمه عليه لكي يتجنب عقاب أو خطر.

في الجيش من يخدم بالصحراء يتم تعليمه كيف يصطاد ثعبان مثلاً ويأكله... هل برأيك يكون الجنود متحفزين لذلك ؟ بالطبع لا.

ولكن بعد أيام يتم وضع كل من لم يكن متحفز أو أظهر مهارة ضعيفة في تنفيذ الخطوات إلى موقف حقيقي أما أن يبحث عن الثعبان ويأكله أو أنه سيموت ؟ وهنا يضطر للتعلم والتطبيق.

أما من لديه الدافع فيكفيه المكافأة والاستفادة وأظن من يتعلم بالمكافأة يحافظ على كرامته وقيمته أكثر من الآخر

تجارب سكينر بالفعل تلقي الضوء على كيفية تأثير المكافآت والعقوبات على سلوكنا وتعلمنا. بالنسبة لي، أرى أن المكافآت غالبًا ما تكون أكثر فعالية في تعزيز السلوك الإيجابي وتحفيزنا على الاستمرار. عندما نحصل على مكافأة، نشعر بالإنجاز والثقة، مما يدفعنا لمواصلة العمل بجد.

أما العقوبات، فرغم أنها قد تكون ضرورية في بعض الأحيان لضبط السلوك، إلا أنها قد تؤدي إلى التردد والخوف من الفشل، مما يحد من الإبداع والمبادرة. العقوبات قد تجعلنا نركز على تجنب الأخطاء بدلاً من السعي لتحقيق النجاح.

في تجربتي، أجد أن استخدام المكافآت الصغيرة والمتكررة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. على سبيل المثال، مكافأة نفسك بعد إتمام مهمة صعبة أو تحقيق هدف معين يمكن أن يعزز من دافعيتك ويجعلك تشعر بالرضا عن نفسك.

هل جربت استخدام المكافآت في رحلتك التعليمية أو المهنية؟ وكيف كان تأثيرها عليك؟