لا بد وأننا جميعًا قابلنا وتعاملنا مع شخصية الطالب المشاغب من قبل، سواء عندما كنا طلاب فكان زميل لنا، أو ربما كان أحدنا شخصيًا، أو سواء عندما كبرنا فأصبحنا معلمين نتعامل معه يوميًا، أو أولياء أمور لأحدهم أو لأحد زمايلهم الذي يشكو منه دائمًا، في كل الأحوال وأيًا كانت صفتنا لا بد وأن الطالب المشاغب يكون مصدر إزعاج لجميع الأطراف، فهو يؤثر على سير الحصة، ويعيق فهم واستيعاب زملائه، ويشتت المعلم عن أدائه، ويخرجه عن شعوره بكل تأكيد، ولهذا التصرف معه بحذر وحكمة شيء هام لتجنب كل تأثيراته السلبية على عملية التعلم، ولكن من بين طرق ونصائح كثيرة يصبح الشخص مشتتًا حول ما الأفضل للتعامل مع هذا النوع من الطلاب، لهذا سؤالي لكم من وجهة نظركم ما الطريقة الأمثل للتعامل مع الطالب المشاغب في الفصل؟
ما برأيكم التعامل الأمثل مع الطالب المشاغب في الفصل؟
يجب أن نفهم أن الطالب لازال في طور بناء شخصيته، وبالتالي لازال التأثير على سلوكياته ممكنا، لذا من الأفضل التركيز على تعديل سلوكياته بدل إقصائه أو التركيز على عقابه عقابا جافا غرضه الردع وحسب دون توجيه وإرشاد فهو ليس مجرما.
أرى أن الطالب المشاغب يحتاج الى رعاية خاصة من طرف الأهل وتعامل حكيم من طرف الاساتذة.. مثلا يحاولون فهم مشكلته ولماذا يقوم بذلك، أو يعدونه بمكافئات في حال حسّن سلوكه أو ارتفعت درجاته.. وهكذا، وأيضا نقطة مهمة هي زملاءه، سواء في المدرسة أو البيت (جيرانه ومن يخالطهم) فهي لها تأثير كبير على شخصيته ولابد من تنقيتها من رفقاء السوء وإحاطته ببيئة جيدة ورفقاء جيدين وهذا يكون برعاية الأهل في البيت و برعاية الأساتذة بإحاطته بزملاء مهذبين ومجتهدين في المدرسة.
لذا من الأفضل التركيز على تعديل سلوكياته بدل إقصائه أو التركيز على عقابه عقابا جافا غرضه الردع وحسب دون توجيه وإرشاد فهو ليس مجرما.
للأسف يا رفيق بيئة المنزل قد لا تكون مساعدة على الإطلاق في تقويم سلوك الطفل بل العكس قد تكون هي السبب في كل العدوانية والغضب والشغب الذي يقوم به الطالب داخل الفصل وبالتالي اي محاولة من المعلم لتغيير سلوك الطالب ستنهدم بمجرد رجوعه للمنزل، فبيئة المنزل هي الأكثر تأثيرا في نمو الأطفال، ولهذا قد يكون الحزم أو الصرامة أو حتى الإقصاء هو أحد الحلول الضرورية لحفظ النظام وعدم التأثير على بقية الطلاب بالسلب، وإن كنت شخصيا لا أفضله ولا أتمنى اللجوء إليه ولكن لا يمكننا استبعاده من أجل المصلحة العامة.
هناك إجابة نمطية تتعلق بعد عناصر أهمها ( وضع قواعد واضحة لسلوكيات الطلبة بالفصل - التعاون الفعال مع أهل الطالب - والتعامل مع الإدارة المدرسية - ومحاولة فهم الطالب واتباعه لمثل تلك الأساليب) لكن كل تلك الأساليب تتجاهل نقطتين في الغالب هو مدى الدرجة التي تصل بها خطورة الطالب فهناك فرق شاسع بين مثلاً (طالب يطلق بعض الأصوات وعبارات التنمر- وطالب مثلاً يتحشر بزميلاته أو بمعلمته أو طالب لديه خلل نفسي أو طالب يشجعه أهله على سلوكيات إجرامية لأنها البيئة التي خرج منها) ولكل طالب حالته الخاصة وتصعيد يتعلق بها ... لذا يحتاج المعلم لكثير من المرونة والذكاء وقوة الشخصية للتعامل والفهم والتحليل وإتخاذ رد فعل مناسب ، مع العلم أن هناك طلبة مشاغبين لا تصلح معهم أي طرق تقليدية للتعامل معهم .
من الجيد أنك أشرت للحالات المختلفة من الشخصيات المشاغبة داخل الفصل، فلكل حالة طريقة بالفعل للتعامل معها، ولكن الحالات التي تصل لحد الإجرام كما أشرت لأمثلة المضايقات ومنهم كذلك من يستخدم العنف والتهديد ومنهم السارق والمحتال وغيرهم الكثير، هؤلاء لا يتم التعامل معهم كطلبة بنظام وقواعد المدرسة، هم يحتاجون لتطبيق القوانين الرادعة عليهم التي وضعتها الدولة لمواجهة هذا النوع من الجرائم، ولكن الحالات التي أختص بها في المساهمة هي المشاغبة المعقولة كما أشرت مثلا لمن يتحدث بصوت عالي وبعيد عن الدرس، من يقاطع معلمه باستمرار، من يسخر من زملائه ومشاركاتهم، من يقوم بتخريب أدوات ومستلزمات الفصل، ونقيس على هذا المستوى الكثير من التصرفات المؤثرة على سير النظام داخل الحصة، هنا لا بد من أن يدرك المعلم متى عليه أن يتصرف بمرونة ومتى عليه أن يتصرف بحزم على حسب فهمه لشخصية الطالب والأسباب التي تجعله يلجأ لمثل هذه السلوكيات.
لا يجب أن نتعامل نحن مع الطالب المشاغب، المفترض أن يكون هناك مختص نفسي داخل المدرسة يتولى الأمر، حيث يناقش الطالب في مبررات سلوكياته، وربما يناقش ولي الأمر إذا تطلب الأمر ذلك.
أما التعامل المباشر مع الطالب وسط زملائه ربما يعود عليه بأثر سلبي، أو يجعل الأمر أسوء عندما يتمادى الطالب ظناً منه أن هذه طريقة ناجحة في لفت الإنتباه.
بالطبع من الضروري استشارة المختص النفسي في حالات الشغب الشديدة للوقوف على أسبابها ودوافعها الخفية ومن ثم ايجاد حلول للتعامل معها، ولكن هناك مواقف تستلزم من المعلم التدخل المباشر والفوري، والمعلم في النهاية هو من سيتعامل أكثر مع الطالب وليس المختص ولهذا من الضروري أن يكون رد الفعل ورسم الحدود صادر من المعلم في المقام الأول لكي يلتزم الطالب فيما بعد وفقا للإجراء الذي اتخذه المعلم سواء كان عقابي أو تقويما لسلوكه أو استغلاله بشكل صحي.
من المهم فهم دوافع سلوكه، قد يكون مشاغبته دافعها اعتقاد منه أنها تميز، هنا يجب مساعدته للتميز بطرق مفيدة، وقد يكون سبب مشاغبته مشكلة نفسية ويجب حلها.
هنا يجب مساعدته للتميز بطرق مفيدة.
رائع، من الممكن بالفعل الاستفادة من سلوكيات هذا الطالب بوضعها في قالب يستفاد منه الجميع، فمثلا الطالب كثير الحركة من الممكن استغلال هذه الصفة به وتكليفه بمهام يستفيد منها بإخراج طاقته فيه بحيث يستطيع الالتزام في الأوقات التي عليه أن يلتزم فيها، ذكرني الأمر عندما كنت طالبة في المدرسة كان المعلمين دائما ما يكلفون الطلبة كثيرين الحركة والكلام بالذهاب لفصول أخرى لجلب شيء معين، أو من أجل تنظيمنا أو مراقبتنا وقت ما حتى يقوموا بتفريغ الطاقة المخزنة داخلهم وحثهم على الالتزام خوفا من سحب تلك الميزات منهم.
إقصاؤه.
الطالب المشاغب -غالبًا- لا يحب ان يشعر بأنه منبوذ وتصرفاته ما هي إلا للفت النظر لأنه وجد أن بهذه الطريقة يستطيع أن يحصل على الاهتمام؛ ولذلك فهو حين تسحبين منه ذاك الاهتمام ويُنبذ، يكسر هذا كرامته فيعيد التفكير.
أن سيبالغ أكثر في تصرفاته وانفعالاته فبدلا من أن تصبح في نطاق المعقول والقابل للسيطرة عليها ستصبح عنيفة ومؤثرة أكثر ويستلزم لحلها مشاركة عدة أطراف قد يزيدوا من تعقيد المشكلة، فهناك ولي الأمر الذي لن يرض بوصف ابنه بالمشاغب أو اتخاذ أي إجراء ضده وهو في هذه الحالة يفسده أكثر وهناك ولي أمر آخر سيعنف الطالب نتيجة لسلوكه مما يخلق دوافع أكثر عند الطالب للتعبير عن غضبه بطرق عنيفة كالتي يتعرض لهاد
شكرا على هذا الموضوع، فلقد مررت به شخصيا. وأعتقد أن التعامل مع الطالب المشاغب في الفصل يتطلب توازنًا بين الحزم والاحتواء. المفتاح الأول هو فهم دوافع هذا السلوك؛ هل هو نتيجة بحث عن الانتباه، ملل، أو ربما مشاكل خارجية؟ بمجرد التعرف على السبب، يمكن تقديم استجابة مناسبة، مثل إشراك الطالب في الأنشطة أو منحه مسؤوليات تعزز شعوره بالاندماج.
التواصل الفردي قد يكون فعّالًا جدًا، حيث يمكن للمعلم التحدث مع الطالب بطريقة هادئة خارج الحصة لفهم موقفه وتعزيز العلاقة الإيجابية معه. من المهم أن يشعر الطالب بأن صوته مسموع، دون أن يشعر أنه مستهدف أو مُهان.
أما في الحصة، فيمكن استخدام تقنيات لإعادة تركيز الطالب دون إحراجه، مثل الإشارات البصرية أو التغيير في أسلوب التدريس لجذب انتباه الجميع. التعزيز الإيجابي للسلوك الجيد بدلاً من التركيز المفرط على العقاب يمكن أن يساهم في تقليل المشاغبة بشكل كبير.
السؤال الذي يظل قائمًا: كيف يمكننا خلق بيئة في الفصل تمنع هذه السلوكيات من الأساس وتعزز تفاعل الجميع بشكل إيجابي؟
التعليقات