كثيرًا ما نسمع معلم يوبخ طالب ويصفه بالغبي لأنه لا يستوعب ما يشرحه، وغالبًا ما سنجد أن الجميع يلوم على هذا الطالب حتى أهله، ويضعونه دائمًا في خانة الغبي بطئ الفهم، وهذه قد تكون أقل الكلمات سوءًا التي يتعرض لها الطفل. ومن ناحية أخرى يرى الكثير من الأشخاص أن عدم فهم الطلبة يقع لومه على المعلم، لأن دور المعلم في الأساس هو توصيل المعلومة بأبسط طريقة وبما يناسب قدرات كل طالب على حدى، أي أن المعلم الذي لا يستطيع إيجاد طريقة مناسبة للطفل لكي يفهم ويستوعب على حد قولهم هو معلم "فاشل" لأنه أخفق في مهمته الأساسية، وبغض النظر عن أي من وجهتين النظر هي الأصح، ولكننا في كل الأحوال أمام مشكلة تحتاج للحل، فكيف برأيكم يمكن سد الفجوة بين ما يحتاجه الطالب وما يقدمه المعلم؟
طالب غبي أم معلم فاشل؟
التعليم التقليدي الذي يفرض أسلوبًا واحدًا على جميع الطلاب أصبح غير فعّال. يجب على المعلم أن يدرك أن كل طالب لديه نمط تعلم خاص (بصري، سمعي، حركي). من هنا، يأتي دور المعلم في تنويع أساليبه من الشرح الشفهي، إلى استخدام الصور، الفيديوهات، وحتى الأنشطة العملية.
حتى الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في سد الفجوة. إذا وصف الأهل طفلهم بالغبي، فسيفقد ثقته بنفسه ويصبح أكثر ميلًا لتجنب التعلم. الحل هو توعية الأهل بضرورة تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتوجيههم لمساعدته في التعلم بطرق مرنة. بدلاً من سؤال الطفل "لماذا لا تفهم؟"، يمكن سؤاله: "ما الجزء الذي شعرت بأنه صعب اليوم؟".
كما يجب ان نفهم أنه أحيانًا، قد لا تكون المشكلة في قدرات الطالب، بل في حالته النفسية. فقد يعاني الطالب من التوتر أو الخوف من الفشل بسبب ضغط المعلم أو الأهل.
أتذكر يا رنا أنه في إحدى المراحل الدراسية أنني كنت أواجه صعوبة في مادة الرياضيات، خاصة في موضوع "المعادلات"، حيث شعرت بالإحباط مرارًا لأنني لم أفهم الطريقة التي يشرح بها المعلم. كان يظن أن الجميع يفهم بنفس السرعة، وعندما لم أتمكن من الإجابة، وصفني بـ"بطيئة الفهم". شعرت بالخجل لدرجة أنني توقفت عن طرح الأسئلة. لكن لاحقًا، تم تغيير المعلم، وكانت الطريقة مختلفة تمامًا. كان يسألنا أولًا: "كيف تفضلون أن أشرح هذا الدرس؟"، ثم استخدم الطرق البصرية (رسومات على السبورة)، هذه التجربة علمتني أن المشكلة لم تكن في قدراتي، بل في الأسلوب المستخدم.
تعليقاتك دائما وافية عفيفة. كل ما أشرت له حقيقي جدا ومنتشر، وسنجد أنه في النهاية التقصير الأكبر يقع على عاتق المعلم الذي لا يراعي الفروق الفردية للطلاب فيعمل على إحباطهم بدلا من التفكير حول كيفية مساعدتهم، وربما لذلك هو يستحق لقب المعلم الفاشل لأنه أخفق في القيام بدوره الأساسي والمحوري. وأعتقد أنه من الضروري عمل تقييمات للمعلمين من قبل الطلاب كما هناك تقييمات للطلاب من قبل المعلمين، هذا يضمن تحقيق العدل لكلا الطرفين فيما يخص قيام كل منهما بدوره على أكمل وجه.
كلا الوجهتين خاطئتين لا يمكن لوم الطالب أو المعلم بل النظام هو الملام! لأن قدرات الأطفال الذهنية متفاوتة. هناك فئة من الأطفال بذكاء مرتفع وهناك من يعاني من التأخر العقلي, وليست مهمة المعلم إيصال الدرس لكل طالب على حدة لأن ذلك يستحيل وفيه إهدار للوقت والجهد, فبعض الفصول تحتوي على ما يفوق الثلاثين طالبا.
ولكن الحل هو في تقييم القدرات العقلية للأطفال وهذا جار به العمل في العديد من الدول, فبتقييم الأطفال من طرف مختصين يمكن عزل الأطفال الذين يعانون من ذكاء منخفض أو من تأخر عقلي في فصول دراسية خاصة ببرامج ومناهج صممت خصيصا لهذه الفئة, في أمريكا مثلا تسمى Special Education كما أن هناك برامج تسريع للأطفال أصحاب القدرات الذهنية العالية كي لا يتم إهدار وقتهم وقدراتهم في ما لا طائل منه, فيصلون للمرحلة الجامعية بسن جد مبكر.
ذكاء منخفض أو من تأخر عقلي في فصول دراسية خاصة ببرامج ومناهج صممت خصيصا لهذه الفئة
ما اتحدث عن مختلف تماما عن ما أشرت إليه، الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم نظام تعليمي خاص بهم بالفعل ومدرسين خاصين بهم يختلفون عن المدرسين العاديين ومؤهلين للتعامل معهم ومع احتياجاتهم وبالفعل لهم مناهجهم الخاصة، أنا لا أقصد بحديثي أنا أقصد طالب عادي أو طبيعي الذكاء لا يعاني من أي مشكلة ولا تأخر ولكن قد يصعب عليه فهم بعض الدروس أو النقاط أو يستثقل بعض المواد وهذا يحدث معنا جميعا على اختلاف قدراتنا ودرجة ذكاءنا ونحن طبيعين تماما، أنا مثلا كنت أحقق أعلى الدرجات على مستوى سنوات دراستي جميعها ولم تكن لدي مشكلة في الاستيعاب والفهم بشكل عام بل كنت سريعة في الفهم والاستيعاب، ولكن هل هذا يعني أنني لم أواجه مشكلات من هذا النوع؟ بالطبع عانيت، في المدرسة كانت لدينا مدرسة رياضيات لم يكن تخصصها رياضيات من الأصل كانت في الأصل مشرفة اجتماعية ولسد عجز المدرسين بالمدرسة جعلوها معلمة رياضيات، أما كنت أكره حصصها لأنني لا أفهم منها شيئا، وكانت دائمة الصراخ والتوبيخ وهي من تحتاج لذلك على سوء شرحها، أي بالفعل المشكلة قد تكون في المعلم فعلا لأنه غير مؤهل بشكل كافي للقيام بوظيفته.
قد يواجه الطلاب صعوبات في فهم بعض المواد أو النقاط حتى وإن كانوا طلابًا طبيعيين أو أذكياء، وهذا يمكن أن يعود إلى جودة التدريس وكفاءة المعلم. جودة التدريس وتأهيل المعلم تلعب دورًا كبيرًا في فهم واستيعاب الطلاب للمادة. من خلال التدريب المستمر والتقييم الدوري، يمكن تحسين أداء المعلمين وتوفير بيئة تعليمية أكثر فعالية تلبي احتياجات الطلاب المختلفة.
يمكن تحسين أداء المعلمين وتوفير بيئة تعليمية أكثر فعالية تلبي احتياجات الطلاب المختلفة.
ولكن للأسف تظهر مشكلة أخرى هنا وهي عدم تعاون المعلمين فيما يخص تطويرهم، فتجد الكثير منهم رافض للتطوير أو لا يستطيع التعامل معه مهما حاول، فجزء كبير من التطوير المهني يركز على استخدام التكنولوجيا وتوظيفها في التعليم وبالطبع الأجيال الكبيرة من المعلمين لديهم عقدة فيما يخص أي شيء إلكتروني أو تكنولوجي، ويستثقلون فكرة أنهم يحتاجون للتعلم والتطوير بعد أن وصلوا لهذا السن وهذه المكانة والخبرة.
وأنا لا أتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة, بل أصحاب الذكاء المنخفض الذين يتم نعتهم بالغباء, هؤلاء الأطفال لهم برنامج دراسي خاص في دول عدة, في حين لا يوجد تقييم ذهني للطلاب بأغلب الأنظمة التعليمية العربية.
بالنسبة للمثال الذي سردته عن معلمة الرياضيات التي كانت بالأصل مشرفة اجتماعية, فهنا من الذي يُلام؟ المشرفة الاجتماعية أم النظام؟ لا يمكن أنا كمسؤول على التعليم أن أجلب شخصا من الشارع لتدريس الأطفال مادة لا يفقهها ومن تم ألومه على النتيجة! هذه المشرفة لم تزور أوراقها وتدعي كذبا أنها حاصلة على شهادة في ديداكتيك الرياضيات, بل تم جلبها لسد الخصاص.. إذن المشكلة في من خلق هذا الخصاص منذ البداية, لماذا لا يوجد معلمون بدلاء على أهبة الاستعداد في حال مرض أو موت المعلم؟ ولماذا يتم سد الخصاص بأطر لا علاقة لها بالتعليم؟
أصحاب الذكاء المنخفض ممن خضعوا لاختبارات ومقاييس حددت نسبة ذكائهم وأقرته بأقل من الطبيعي يقعون تحت بند "ذوي الاحتياجات الخاصة"، لأنهم يحتاجون بالفعل احتياجات خاصة عن اقرنائهم العاديين. أما بالنسبة لحالة المثال الذي أشرته أنا أردت توضيح أن الطالب قد لا تكون المشكلة منه إطلاقا ولكن في أسلوب شرح المعلومة، وبعيدا عن معلمة الرياضيات التي ذكرتها، الأمر تكرر معي بشكل شخصي في مراحل تعليمية مختلفة وفي مواد مختلفة وكانوا معلمين مختصين بالمادة، بل منهم دكاترة الجامعة الذين هم أكثر ارتباطا بالمادة العلمية ولكن قدرتهم على توصيلها ضعيفة جدا، رغم نبوغهم فيها على مستواهم الشخصي.
ليس بالضرورة أن يكون أصحاب الذكاء المنخفض من ذوي الاحتياجات الخاصة, فهذا مصطلح يطلق على من ذكاؤه منخفض بشكل معيق للحياة وبحاجة لمعاملات خاصة في الحياة بشكل عام, يجب أن يحصل على نقاط منخفضة في مقياس السلوك التكيفي, أما في مجال التعليم فيتم مراعاة القدرات المختلفة للبشر, الذكاء درجات عدة وأقل من المتوسط بقليل مازال يعتبر إنسانا طبيعيا ولا يصنف من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكنه يواجه صعوبات دراسية وبحاجة لدعم دراسي إضافي وبرنامج خاص ولذا يتم تصميم برامج تعليمية تراعي الاختلافات في القدرات, نحن نتحدث عن من يتم نعتهم بالمدارس بالأغبياء والذين يرسبون في سنوات دراستهم ولكنهم أطفال عاديون يعيشون حياتهم بشكل طبيعي هم ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة, وإلا فإن ربع المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بالنسبة لتجاربك فهي معممة علينا جميعا, فنحن جميعا درسنا في المدارس العربية ونعلم جيدا أن بعض المعلمين يتركون الطلاب بالفصل ويخرجون لتبادل أطراف الحديث, وبعضهم يبدأ يعاني من مشاكل عقلية ويصير أضحوكة بالفصل أمام طلابه وهو يقوم بتصرفات غريبة, والبعض يكتب على اللوح الدرس وهو صامت لا يشرح ويطلب من الطلاب الكتابة وراءه, وغيرها من القصص التي لا تنتهي...
ولكن دائما من الملام؟ النظام! لماذا هذه القصص لا يرويها مثلا الطلاب بفنلندا؟ لأن هذه النماذج لاوجود لها هناك, بفضل النظام التعليمي المحكم الذي يبدأ منذ اختيار المعلم الكفؤ ومن تم تعليمه الأسس البيداغوجية التربوية وديداكتيك المادة التي سيدرسها بشكل جيد جدا فيصير يجيد أساليب التربية والتعليم, ثم توفير التكوين المستمر لهذا المعلم على مدار حياته المهنية والعديد من الموارد والدعم اللوجيستيكي, ثم نظام المراقبة بالفصل والتقييم والتتبع لهذا المعلم وما إذا كان يعاني من مشاكل نفسية أو اضطرابات أو أنه متسيب أو لا يقوم بعمله على أكمل وجه وهكذا....
لا يمكننا ببساطة إلقاء اللوم على الطالب أو المعلم فقط، بل يجب النظر إلى النظام التعليمي ككل وكيفية تحسينه. سد الفجوة بين ما يحتاجه الطالب وما يقدمه المعلم يتطلب جهودًا مشتركة من الجميع: المعلمين، الطلاب، الأهل، والإدارة التعليمية. من خلال التعليم المخصص، التدريب المستمر، التواصل الفعّال، واستخدام التكنولوجيا، يمكن تحسين جودة التعليم وضمان تحقيق النجاح لكل طالب.
التعليم المخصص، التدريب المستمر، التواصل الفعّال، واستخدام التكنولوجيا، يمكن تحسين جودة التعليم وضمان تحقيق النجاح لكل طالب.
كلها بالفعل طرق فعالة، وبدمجها جميعا معا يمكن حصاد نتائج إيجابية جدا، فالتعليم المخصص يشمل إعطاء تحديات وأنشطة مختلفة للطلاب بناء على مستوى وقدرات كل شخص منهم، وبالتالي بعد قياس مستوى الطلاب سيتمكن المعلم من تلبية احتياجات كل فرد على حدى، ومع تقسيم المستويات المتشابهة مع بعضهم البعض سيتمكن المعلم من توزيع الأنشطة والمهام بما يناسب كل مجموعة ومع التدريب المستمر والمكثف للمجموعات التي تواجه صعوبات أكثر والتواصل الفعال معهم وأيضا من الهام التواصل والتنسيق مع أسرهم يمكن متابعة تطور أدائهم واستبدال أو تطوير الطرق بناء على النتائج، واستخدام التكنولوجيا سيكون له دور محوري في توفير المحتوى التعليمي بطرق وأشكال مختلفة تناسب جميع المستويات وتعمل على تقييمهم باستمرار.
الإهانات اللفظية كلها خطيرة على نفسية الطفل و تؤثر سلبا عليه و تشله .. كما أن نعت تلميذ بالغبي لن يجعله أكثر ذكاءا بل سيحطم ثقته و يزيده احباطا .. لذلك أنا استغرب من المستوى الأخلاقي المتدني الذي يتصف به هؤلاء المعلمون المتنمرون و ما الذي يجنيه المعلم من نعت التلميذ بالغبي !! .. فبدل أن يكون المعلم هو الرافع لمعنويات تلاميذه أصبح هو المخفض لها .. و من جهة أخرى لا يوجد تلميذ غبي بل إن كل تلميذ له ذكاءه الخاص في مواد معينة و لا يصح القول بالغباء لتلميذ لمجرد أنه منخفض المستوى في مواد معينة .. و المعذرة على صراحتي و لكن افراط المجتمع في هذا التناعت السلبي شيء مثير للغضب و السخط .. فالمشاكل لا تحل بالسخرية أبدا .. فإلى متى ستضل مجتمعاتنا منحدرة أخلاقيا !!
بالطبع كل ما أشرت إليه هو صحيح تماما، لا يمكن بأي حال من الأحوال وصف أي طالب بشيء قد يؤذيه نفسيا بالأخص وأنه لا يوجد شخص غبي أو فاشل بل لكل منا ميزة ومهارات في جانب معين وبمعرفتها وتطويرها واستغلالها يمكن تحقيق النجاح، وبالمناسبة هذا يقع في صميم دور المعلم، ألا وهو مساعدة الطلاب على ما يتميزون به واكتشاف مواهبهم لكي يرشدوهم نحو كيفية تطويرها وكيف يمكن استغلالها، ولا شك أن تشتت أغلب هذا الجيل بشأن اختيار الكلية أو الوظيفة هو نابع بشكل كبير من التقصير في هذا الدور الذي حرم الطلاب من التميز بمعرفة نقاط قوة كل واحد فيهم والتركيز في المقابل على إخراج نسخة واحدة منهم هي الدليل على التفوق والنجاح وهي الشخصية التي تحقق أعلى درجات وتتحصل على مجموع يدخلها كلية معينة.
أصبت هذا جزء من مهام المدرسة و هي اكتشاف القدرات و المواهب للأطفال و توجيههم لطرق و مناهج تعليمية تناسبهم .. و أنا ضد فكرة منهاج واحد صالح للجميع لأن هذا فيه ظلم كبير .. و أيضا مراعاة الحالة النفسية للتلاميذ مهم جدا .. فالمعلم ليس معلما فحسب بل هو مربي كذلك و التلاميذ أصدقاؤه فليعتني بهم كما لو كانو أحب الناس إليه .. فالتعليم بالعقاب و الزجر أسلوب بربري وحشي لا يليق أبدا بملائكة صغار يكبرون و هم متشوهون نفسيا و مصدمون من الحياة .. فأرجو أن ينتبه المعلمون للإعتناء بالجانب النفسي و مراعاة الفوارق الشخصية بين التلاميذ ..
كلمة "غبي" هي كلمة يمكن أن نستخدمها في أي سياق في الحياة، سواء ندمنا عليها أم لم نندم، ولكن أبدًا ليس في سياق طفل يتعلم! لذا مع احترامي لمن يقولون المشكلة ليست في المعلم، فحتى لو كانت ليست مشكلته أن الولد لم يفهم، فهي بالتأكيد علامة خطر كبيرة أن ينعت معلم طالبه بالغبي، فهو فعل ينم عن جهل كبير وغرور أكبر، شخص مثل هذا لن أبالغ إن قلت أنه لا يصلح أن يكون معلمًا أساسًا، لأن بالفعل مهمتك هي جعل الطفل يفهم ما شرحت، فإن فشلت في ذلك تقبل وحاول تحسين نفسك، ولا تفسد الأمر زيادة بنعت الطفل بالغبي كأنك طالب آخر لا معلم.
نعت الطالب بالغبي يعد تنمرا واغتيال نفسي لشخصه لا يمكن أن نطلق على شخص يقوم به لقب معلم لأن المعلم مربي إلى كونه معلم، وكما نقول دائما " التربية تأتي قبل التعليم" وجزء من التربية ليس فقط تعليم الأخلاق كما يظن الناس، بل هو فهم احتياجات وسمات الطلاب في كل مرحلة والتعامل معهم على أساسها، وكذلك معرفة أبرز المشكلات التي يمرون بها والعمل معهم على إيجاد حلول لها، فضلا عن تقويم السلوك وتعزيز السلوك الإيجابي والكثير من المسؤوليات التي تقع على عاتق المعلم، ولكن للأسف أن النظرة الحالية لبيئة التعليم ككل أضاعت الكثير من هذا.
هناك نظام جيد نقوم به في عملنا عندما يتعلق الأمر بتدريب الفرق التطوعية، أنا مثلاً مكلف بتدريبهم على جمع البيانات بخصوص الأرامل والمطلقات في قرية معينة للتحقق من استحقاقهم لدعم أو تسهيلات معينة، هنا أن أطرح معلومات التدريب بأسلوب متوسط حيث يفهم الأغلبية.
وعندما نلاحظ أن الأمر لم يصل للبعض يتم تخصيص تدريب فردي لهم حيث يتم طرح المعلومات لهم ببساطة أكثر حتى يتثنى لهم الفهم.
ولو تم تطبيق هذه الآلية فالتعليم فستنجح ولله
الفكرة اشبه بنظام فصول التقوية في المدراس ولكن المشكلة ماتزال مستمرة عندما يستمر المعلم بالتعامل بنفس الطريقة مع الطلاب ولا يغيرها، كأن يتم شرح طريقة العمل بنفس الأسلوب في التدريب الفردي الذي يُقدم في عملك، لهذا فكرة التدريب الفردي يجب أن تبنى على أسس علمية بحيث يتم فهم متطلبات هؤلاء الطلبة بناء على قياس مستواهم وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع حل المشكلات ومن ثم تغيير آلية التعلم وتصميمها بناء على احتياجات هؤلاء الطلبة.
التعليقات