لا شك أن الطلاب الأشقياء الذين يفتعلون المشاكل موجودون في كل زمان ومكان ولكن في الآونة الآخيرة أصبحنا نرى جيلًا يتبجح بسلوكه المشين والسيء، فلم يعد يؤمن بقيمة معلمه والمجهود الذي يبذل تجاهه. والأسوأ من ذلك أن بعضهم مجتهد في دراسته إن لم يكن كلهم، وهنا تكمن المشكلة، كيف سنتعامل مع طالب مشاغب ولكنه مجتهد في دراسته، فلو كنت معلمًا، ما هي الطريقة أو الاستراتيجية التي ستتعامل به مع مثل هؤلاء الطلاب؟
لو كُنت معلمًا، كيف ستتعامل مع طالب مشاغب ولكنه مجتهد؟
سأحاول أن أعرف سبب مشاغبته، وأعالج السبب بدلًا من التركيز على مشاغبته.
ربما يكون شغبه بسبب رغبته في اثبات الذات، قد يجتهد في الدراسة لنفس السبب.
سأحاول أن أخصّص دقائق من كل محاضرة لمواضيع مثل هذه، أقصّ عليهم قصّة، أو أعطيهم حكمة تعلّمتها تخصّ هذا الجانب، من دون اشارة واضحة للطالب، لكنِّي سأحرص أن يعرف جميع الطلّاب مشكلة "اثبات الذات" هذه.
وهو سيكون من السامعين، وعندما يعرف أنّ اثبات ذاته كان بطريقة خاطئة من سماعه القصّة والحكمة، وسيعرف أنّ الطلاب أصبحوا يعرفون هذه النقطة أيضًا، فسيتجنّب هذا بسبب الضغط الاجتماعي.
هذا يعتمد على المرحلة التعليمية التي يكون بها الطالب.
فبالمراحل الابتدائية مثلا يمكن علاج المشكلة بالتحفيز، وتنمية شعور المسئولية لديه من خلال مشاركته بنشاطات خاصة بالفصل، وأجعل منه قائدا للفصل، خطوة خطوة، ستكون النتائج أفضل، في هذه المرحلة الأطفال يحتاجون للتربية قبل التعليم، لذا تسمى وزارة التربية والتعليم.
بالمراحل الأكبر، تكون المحاولة أصعب، وليس كل المعلمين أو المعلمات سيتمكنوا من السيطرة عليهم خاصة بالمرحلة الثانوية الأمر قد يصل لأن يضرب الطالب المدرس وحدث بالفعل لدينا من قبل، لذا هنا الإجراءات لابد أن تكون صارمة التواصل أولا، ثم العقاب بالحرمان من الحضور ثم استدعاء ولي الطالب والنقاش معه ومحاولة الوصول لحلول.
أرى تلك الظاهرة شائعة بالفعل وذلك لتماهي الطالب وعدم اكتراثه بالنظام التعليمي، فأصبحت الأغلبية الساحقة تأخذ دروس خارج المدرسة. فالتعامل وجب أن يكون بصرامة معهم سواء من ناحية تقليل الدرجات أو إرساله لأخصائي المدرسة لمعرفة مشكلته أو عقابه كالوقوف أو رفع يده لمدة معينة. أو الحديثمعه خارج الحصة، الأمر معتمد على المرحلة السنية له. فما هي مرحلته؟
بالطبع لا ننكر أن هناك تغيير بشكل عام فى مجتمعاتنا بعد أحداث كرونا وبدأ المعلمون من الشكوى من سلوك الطلبة وقد يرجع ذلك لإدمان التكنولوجيا والألعاب العنيفة حيث أنه يجب على المعلمون أن يضعون فى خططهم اليومية أنشطة تساعد الأطفال على الخروج من العالم الافتراضى للعالم الخارجى ويحتاج الأمر لخطجه على اكثر من مستوى:
١-على مستوى الأسرة متابعة المدرسة مع الأسرة لتغيير السلوك وتحفيز الطفل من قبل الأهل
٢-على مستوى المدرسة أن توفر المدرسة امكانيات وتعطى للمعلم صلاحيات لتنفيذ أنشطة وتدعم المعلم فى اختيار الثواب على الفعل المحمود والعقاب الملائم للفعل المذموم
٣- على مستوى المعلم فى اختيار الاساليب الحديثة فى التعلم والبعد عن الطرق التقليدية حتى لا يشعر الطفل بالملل واعتماده على تكليف الطالب بمهام تشعره بالمسؤليه وتشعره بأهميته
وبالطبع الأمر ليس بالسهولة ولكن الطفل فى النهاية يستحق العناء فما هو إلا نتاج أخطاء الكبار
التعليقات