شاهدت فيلماً وثائقياً رائعاً لصحفي يرهن نفسه ووقته بالكامل لقضيّة تاريخية، عنوان المسلسل الوثائقي هو ancient apocalypse، أثناء بحث الصحفي تبيّن لهُ باختصار أنّ المؤرّخين وعلماء البيولوجيا يكذبون بشأن تاريخ الأرض والحضارات السابقة.

يختصر الأمر غراهام هانكوك بعبارة: العالِم يكذب أيضاً! 

تُرعبنا هذه العبارة، ليس لإننا نضرب قداسة على رجل العلم لا نضربها على غيره، بل لإنّنا نستخدم عادةً ما ينتجه أي عالم من أدوات وأدوية تساعدنا على العلاج والشفاء وتحسين الحياة، لكن علينا أن لا نُبالغ في رُعبنا وأن نتقبّل الحقيقة المُرّة أحياناً في أنّ العالِم يكذب أحياناً!

ولكن لماذا يكذب؟ 

العالم مثلنا، مثل البشر جميعاً، لديه معتقداته الخاصّة المسبقة، إيمانه وأفكاره وربما انتمائاته والأسوء طبعاً أن يكون حبّه للمال وجشعه هو المسيّر للأمر فيضطر مثلاً بعضهم للحفاظ على بعض هذه الأمور من أن يكون متحيّزاً في بحثه وتجاربه، ولذلك يحاول العلم الحديث دائماً من تطوير منهجيات البحث العلمي والانتباه والتدقيق على هذه المسألة في البحوث العلمية، يتأكّدون في أن البحث non bias أي غير مُتحيّز بالمرّة، أصيل ويمكن أن يُبنى عليه.

حالات الخداع والأخطاء تُكشف يومياً في هذا الميدان، والأمر أكثر فوضى مما نعتقد فعلاً، إنّ المنظّمات البحثية تجري اختبارات وتأكيدات جبارة دائماً لتتأكّد من كل شيء، حتى هذه المنظّمات هُناك من يشكك في مصداقيّتها، نُشرت دراسة في عام 2002 وجدت أن العلاج بالهرمونات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الثدي، تم نشر هذه النتائج على نطاق واسع وأدت إلى انخفاض حاد في استخدام العلاج بالهرمونات وبعد كل ذلك وجدت الدراسات اللاحقة على الأمر أن دراسة منظّمة صحّة المرأة كانت متحيزة لأسباب معروفة وأخرى غير معروفة.

وأنت ما رأيك؟ هل تؤمن بأنّ العالِم يمكن الاعتماد عليه وبأنّهُ لا يكذب ولا يمكن أن يكذب بمعايير اليوم ويزوّر الحقائق؟ ما الأسباب التي قد تدعوك للعكس؟