اشتهر عندنا – في مصر – مثل شعبي يُقال ليصف التغيير السريع الذي يتعرض له شخص ما في فترة وجيزة.
- كان في جرَّة وطلع لبرَّا*
المقصود بالمثل هو أنه كان يتحرك في مساحة ضيقة للغاية، محدودة بالكثير من القيود، ثم فجأة خرج إلى سعة شديدة، لم يكن معتادًا عليها، أو مستعدًا لها، ليتعامل معها على النحو الأمثل.
حقيقة أجد أن هذا المثل ينطبق – حرفيًا – في الوقت الحالي على المملكة العربية السعودية
كانت المملكة تمثل لي المجتمع المسلم – ظاهريًا – بشعائر الإسلام الظاهرة، والملتزم بها إلى أبعد الحدود، حتى أنه يجبر أبنائه، ومن يحيا على أرضه – من الأجانب والمغتربين – بالالتزام بها، وعدم الخروج عنها، وإلا يُعاقب قانونًا، وبشكل علني في بعض الأحيان.
ثم بدأت بعض التغيرات تحدث:
فتاوى بعدم ضرورة الالتزام بالزي الشرعي للمرأة ....
عمل المهرجانات والاحتفالات العامة في الشوارع ......
إنشاء وافتتاح دور العرض السينمائي ....
وأخيرًا – وليس آخرًا – حفلة تامر حسني (التي نفدت تذاكرها بعد ساعتين من فتح باب الحجز).
التغير السريع، وفي وقت وجيز، وبشكل متتابع، دائمًا ما يجلب لذهني هذا المثل الشعبي: كان في جرَّة وطلع لبرَّا.
حديثي ليس فيه اعتراض على الإدارة السعودية في التغييرات التي طرأت على سياساتها الداخلية، ولا على الشعب السعودي في سلوكياته وخياراته، ولكن حقيقةً أتساءل: إلى أين ستذهب بلد الحرمين؟
التعليقات