الأخطاء كلها قابلة للتصحيح لو عزمنا على ذلك أم هناك أمور لا مجال للرجعة وتغير المسار بها

برأيي يمكن تصحيح أي خطأ إذا حاولنا بصدق وعزم، وتيقنا من أن هناك دائمًا فرصة للتغيير والتحسين، فحتى لو كانت بعض الأخطاء تبدو غير قابلة للتصحيح في البداية، فإن الإصرار على التعلم من تلك الأخطاء والعمل على تصحيحها قد يؤدي إلى نتائج أفضل، الأهم هو الاعتراف بالخطأ والاستفادة منه كفرصة للنمو، لأن الحياة مليئة بالإمكانات التي تتيح لنا تصحيح مسارنا في أي وقت.

معظم الأخطاء حتى وإن بدت غير قابلة للإصلاح، يمكن معالجتها إذا واجهناها بشجاعة. ما يعوقنا غالبًا هو شعورنا بالذنب أو الخوف من الرفض. لكن الجرأة في أخذ خطوة محاولة التصحيح هي فرصة لإظهار نبل أخلاقنا وأننا تغيرنا حقا مهما كانت النتيجة.. الزمن كفيل بجبر الخواطر.

.غالبا ما نتوقف عن التصحيح بسبب عائق فعلي أو الخوف من المبادرة، ولكن يجب أن ندرك أن أخطاء الماضي يمكن أن تكون فرصة للتعلم والنمو. حتى لو بدت استحالة التصحيح قائمة، فإن المحاولة بحد ذاتها قد تُعيد للشخص جزءاً من السلام النفسي. المبادرة، وإن جاءت متأخرة، قد تكون أكثر أثراً مما يتخيله الإنسان. وبنفس الوقت يجب أن ندرك متى تكون التصحيح مستحيل مثل موت شخص أخطأت في حقه، أو قرار مضى الوقت على تصحيحه، هنا المحاولة ستكون ليس إلا استنزاف نفسي ومعنوي لن يجدي نفعا بل قد يضر على المستوى النفسي لأننا سندرك حجم الخطأ وسنتأكد من استحالة تصحيحه

أنا لدي وجهة نظر مختلفة قليلا فيما يخص هذا الأمر، فأرى أن بعض الأخطاء التي نقوم به كان مقدر لها ذلك ضرورة وليس للتعلم منها ولكن لأن نتيجتها مهمة لبدء مسار مختلف أو الابتعاد عن مسار آخر، وما اقصده بالمسار قد يكون أي شيء حتى الأشخاص، والقصد أن بعض الأخطاء ليس مطلوب منا تصحيحها بل المضي قدما منها لكي نرى الأبواب التي فتحت من بعدها، بعض الخسارات هي مكسب وإن لم تبدو كذلك في البداية.

أليس من الممكن أن البعض يفكر نعم من الممكن أن أقدر على تعديل الخطأ. ولكن لا أستطيع ارجاع من توفى مثلًا-ورحم الله والداك، وأسكنه فسيح جناته- وهنا من الممكن أن يكون هذا التفكير بعض الأشياء لا يمكن إصلاحها، ولكن من الأخطاء من الممكن أن نسلك طرق جيدة كما فعلت أنت.

هناك أخطاء غير قابلة للتصحيح مهما حاولت وسأمنحك مثال لواحد من أصدقائي المقربين الذي أرتكب جريمة معينة بحق أحد قريبته (يعاقب عليها القانون بشدة) وهو نادم وعندما أخبرني ، كان يتوقع ان يجد دعم مني ولكن للأسف لم أنجح في تقديم أي دعم له بل بالأحرى تغيرت نظرتي له كلياً ، فقد تحطمت صورته المثالية أمامي رغم أنني لم أظهر رأيي هذا بوضوح فيه ولكن هو بالتأكيد أستشعره و وجدته يبتعد عني وأصبح بيننا حاجز كبير نفسي يتزايد مع الوقت ، ومع ذلك أنا حاولت حقاً أن أدعمه ولكن لم أستطع فقط سوى القول أن الله هو الغفور الرحيم وليس نحن ، وبرغم أن قريبته تلك كبرت وتزوجت وهو قطع علاقته معي ومعها ، لكن هذا الحادث حطمه تماماً مما أسمع عنه من أخبار تأتي من أصدقاء مشتركين.

غالبية الأخطاء قابلة للتصحيح، بشرط معرفة أسبابها ونتائجها علينا وعلى غيرنا، وتحضير خطة تصحيحية تعيد الأمور لنصابها، أو تخفف من تأثيرتها السلبية. ولكن الكثير من الناس يمنعها العناد أو الخوف، من الاعتراف بالخطأ والعمل على تصويبه،

الرجوع عن الخطأ فضيلة.