مازال العشاق منذ بداية الدنيا بين عاشق يبكي تغُّير معشوقه وتبدله عليه، وبين عاشق يبكي أن معشوقه ثابت جامد، وتربي الأمهات بناتهن أن يحاولن دائما خلق الجديد لكي لا يملهن الرجال، وينصح الرجال بعضهم بأن لا يتزعزعوا ولا يتغيروا حتى لا تستضعفهم النساء وتنفر منهم، فهل هل الحب الحقيقي يدوم عندما نحرسه ونحاول خلق أوضاع جديدة وأشياء جديدة وتوقعات جديدة، أم أن الحب يدوم عندما نحاول الحفاظ على الشخصية التي جعلتنا محبوبين أول مرة في عين المحبوب؟

من الأسباب الشائعة للطلاقات حسب خبراء العلاقات هي الشعور السيء وغير المتحمل الناتج عن تغير الشريك، لم يعد هو، أو لم تعد كما كانت في أول العلاقة، بل ويصل البعض إلى استخدام جملة مشتركة وهي " أشعر أنه غريب عني"، هذا على المستوى الواقعي المعيش.

على الناحية الثانية تقول الباحثة هيلين فيشر بأن الحب الذي يدوم من أهم ميزاته أنه الشريكين دائمي التغير ويسعون إلى خلق حالات وشخصيات جديدة دائما، ويحاربون الروتين بخلق مساحة دائمة للتجديد، وأن كل الأزواج الذين أستمر معهم وهج الحب القوي إلى الشيخوخة كانت بينهم صفة مشتركة وهي الجنون والتغيير الدائم، وربما هاذا هو سبب إنجذاب أغلب الناس للأشخاص المتلاعبين الذين يتلونون في شخصيات وأمزجة مختلفة.

إذن بين كيف نعرف ما علينا أن نفعل، هل نديم الحب بإعادة تمثيل الصورة الأولى للشخص الذي أحبه شريكنا أم علينا أن نكون متلاعبين ونطور شخصيات متناقضة جديدة كي لا يشعر بالملل؟!