عندما نقرأ نص بلغة أخرى ونفهمه بلغتنا أو نترجم لشخص آخر نص من لغة لأخرى، هل يعقل أننا نحتال عليه؟

لقد نوقشت مسألة حقيقة النصوص المترجمة، ما إذا كانت هي نفسها فعلا( في المعنى الدقيق) أم هو نص جديد، من قبل علماء الترجمة واللغويين واللسانيين والفلاسفة لوقت طويل دون حل واضح، هناك مدرستان فكريتان رئيسيتان حول هذه المسألة:

الأولى: تعتقد أن كل ترجمة هي انتاج لنص جديد ، تم إنشاؤه بواسطة المترجم،  فمعنى النص في رأيها ليس ثابتًا ، ولكنه يتطور باستمرار باختلاف تفسيرات قراءه ومستعمليه، لذلك تعتبر كل ترجمة تفسيرًا فريدًا للنص الأصلي ، ولا يمكن القول إن أي ترجمة أكثر دقة من الأخر، بل ويرى تشومسكي أن الترجمة من أعلى درجات العمل الفني، لأنها تبدع كيان جديد كليا

فأما الثانية : فترى أن كل ترجمة هي تمثيل للنص الأصلي، فمعنى النص ثابت في رأيها ولا يتغير بتغير من يقرأه أو يترجمه ، وأن وظيفة المترجم هي نقل هذا المعنى بأكبر قدر ممكن من الدقة في اللغة الهدف لذلك ، كل ترجمة هي محاولة لالتقاط جوهر النص الأصلي ونقله بحيادية لشكل آخر من اللغة، لذلك يعتبر جون أوستين و لورانس فينوتي أن مهمة المترجم أن يكون مخلصا للنص حتى لو كان على حساب اللغة نفسها ولو اضطر إلى تغيير طبيعتها.  .

وقد نجد آراء باحثين خارج هذين المدرستين مثل رومان جاكوب وممن يرون أن اللغة مجرد وسيلة للتواصل والترجمة هي وسيلة لإنشاء نص واضح لغير الناطقين بلغته .

إذن في رأيك أنت : هل الترجمة إبداع أم أعادة إنتاج؟ من هي المدرسة أو الرأي الذي تؤيده أكثر ولماذا؟ واذا كنت تميل للمدرسة الثانية، ماهي القواعد التي يجب أن يلتزم بها المترجم لتحقيق اكبر قدر من الدقة في رأيك؟