كتاب أو عبرة تعلمتها في حياتك، او في حوادث الدنيا
اعطني اقتباس
من أكثر الأشياء التي تتعلق بذهني ليست مقولة أو اقتباس ، إنما هو حديث نبوي شريف .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ " .
أجد الحديث يضع مبادئ ثابتة يجب أن تكون نصب أعيننا ، وإن تأمله يجعل المرء أكثر حرصًا على تعامله في حياته كلها ، إن علم أنه مسؤول عن عمره كاملًا فيها أفناه فسيستغل أوقاته فيما ينفع ، وعن علمه الذي يتعلمه كيف طبقه وماذا فعل به وكيف أثر في حياته ... فسيحرص أن يتعلم ما ينفعه ويطبقه في حياته .. وإن أدرك أن كل دولار يكسبه في حياته مسؤول عنها فسيركز جيدًا على مصادر الرزق الحلال بالإضافة إلى صرف المال فيما ينفع .
هناك بيت شعر أؤمن به بشكل كبير
ضاقت ولما استحكمت حلقتها فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ
إيماناً مني بأن مع بعد العسر إلا اليسر وما بعد الضيق إلا الفرج
"كل شيء يحدث بسبب ولسبب"
هذا الإقتباس لطالما أثار اهتمامي وحاز على إعجابي، وقد أمتلك فهماً خاصاً له ربما قد يختلف عن فهم كاتبه حتى ولكنه أسقطه على حياتي بشكل يعزز من ثقتي بالله، فاستحضار حكمة الله في أقداره واختياراته وتوقيتاته لنا أهم خطوة للوصول للرضا والطمأنينة، كل الأمور من حولنا تحدث لسبب قد نعلمه وقد لا نعلمه ويبقى العلم كله لله .
ولكن هذه المقولة تجعلني أحياناً أنجرف وراء التفسيرات المتلاحقة لذلك لا بد من استخدام "المكابح" أحياناً لضبط تيار الأفكار .
من العبر التي تعلّمتها في حياتي هي أن كلّ شيءٍ بيد الله سبحانه وتعالى، وأنّه مهما اجتمع النّاس لينفعوني بشيءٍ ما نفعوني إلا بشيءٍ قد كتبه الله لي، ولا اجتمعوا ليضرّوني بشيءٍ إلا كان الله قد كتبه لي، لذلك فكلام النّاس وإطلاق أحكامهم المختلفة علينا هو مجرّد كلام عابر لا يجب أخذه بعين الإعتبار، فلا يمكن أبدا إيقاف كلام النّاس عنّا أو كبحهم فالناس تحدّثوا حتّى في خالقهم سبحانه وتعالى فما بالك بجيرانهم وأقربائهم وحتّى من لا يعرفونهم، مصيبة كبيرة يقبع النّاس فيها، لو يهتمُّ كلّ إمرئ بشأنه وبنفسه فيطوّرها ويُصلحها لما يحبّه الله ويرضاه لصلُحت الأمّة فبإنشغالها بتطوير نفسها يصلُح حال الجميع وتكفُّ ألسنة الكثيرين عن الخوض في النّاس وفي أعراضهم والله المستعان.
رُب نقمة في باطنها نعمة. و الحقيقة أني كثيراً ما ممرت بمصداق تلك الحكمة؛ فلا يعلم الخير المطلق إلا الله. فتعلمت أن لا آسى على ما ظننته خير وقد فاتني. فطالما لا نملك لأنفسنا في الأخير ضراً ولا نفعاً وطالما أن نتائج الحوادث مغيبة عنا فلا نحزن كثيرا لمصاب ولا نفرح كثيراً بآتٍ.
اكبر عبرة تعلمتها في حياتي هي ان الانسان مهما كان ذكيا ذات يوم سينظر إلى الوراء ويدرك أن جل الأشياء التي كان قلقًا بشأنها وأثارت غضبه هي أشياء تافهة وليست مهمة على الإطلاق!
وهناك مقولة للفيلسوف توماس كارليل تؤكد ذلك: "إن أعظم الأخطاء التي يرتكبها الانسان هي حين يكون غير مدرك للأخطاء التي يرتكبها".
إليك أجمل أقوال الفيلسوف توماس كارليل لتعميم الإفادة:
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
افعل لله ما يشاء، ثم اطلب منه ما تشاء.
اي قم بما فرضه الله عليك من صلاة وصيام وعمل صالح. وعندها اطلب ما تريد.
(مع ذلك، الله كريم ولطيف بعباده حتى لو لم نمتثل ربما لاوامره سيغدقنا بكرمه، ولكن القصد حتى أذكر نفسي ان اخجل من الطلب في حال تقصيري).
هناك العديد من الكتب والحكايات التي تعلمت منها الكثير في حياتي، ولكن إذا كان عليَّ اختيار واحدة فسأذكر حكاية "حريتي مقابل شجرة الليمون" وهي حكاية شهيرة تروي قصة شاب يبيع حريته مقابل شجرة الليمون.
في هذه الحكاية، يقوم الشاب الفقير ببيع حريته لرجل ثري مقابل شجرة الليمون التي يملكها الرجل. وبعد ذلك، يقوم الشاب بزرع بذور الليمون ورعاية الشجرة حتى تنمو وتعطي ثمارها، ومن ثم يقوم ببيع الليمون وتحقيق أرباح كبيرة، ويستخدم هذه الأرباح لشراء حريته مرة أخرى.
من هذه الحكاية تعلمت أن الحرية هي أغلى شيء لدينا، ولا يجب أن نتخلى عنها بسهولة. كما تعلمت أن العمل الجاد والاجتهاد يمكن أن يؤدي إلى تحقيق النجاح والاستقلالية، وأنه يجب أن نتحلى بالصبر والثبات حتى نحقق أهدافنا.
تعلمت أيضًا من هذه الحكاية أنه يجب أن نفكر بعقلانية ونحلل الأمور جيدًا قبل اتخاذ أي قرار، وأنه يجب أن نفهم تبعات قراراتنا ونكون على استعداد لتحمل عواقبها.
في النهاية، تعلمت من هذه الحكاية أنه يجب أن نكون صامدين وأن نحارب من أجل أحلامنا وأهدافنا، وأن الحرية والاستقلالية هما أمور حيوية يجب علينا الحفاظ عليهما بكل قوتنا.
التعليقات