أن يرتبط طول القامة ارتباطًا إيجابيًا ووثيقًا بالنجاح في بعض الرياضات الاحترافية مثل كرة السلة، قد يكون أمرًا طبيعًيا و ربما عادلًا، لكن أن تكون ثمة علاقة طردية بين طول القامة والنجاح الوظيفي في الشركات والوظائف المكتبية أو ما يطلق عليها بوظائف ذوي الياقات البيضاء لهو أمر مستغرب حقًا، فهل النجاح الوظيفي يحدده طولنا؟ 

قبل قليل صادفتني دراسة أُجريت قبل بضع سنوات من قبل الطبيب النفسي تيموثي جوج تفيد بأن كل بوصة من الطول قد تساوي 789 دولارًا سنويًا وأنّ الشخص الذي يبلغ طوله 6 أقدام من المرجح أن يكسب 166 ألف دولار مقارنًة بشخص أخر يبلغ طوله 5 أقدام و 5 بوصات. لو نظرنا إلى مثل هذه المبلغ قد لا يتقاضاه سواء الرؤساء، القادة أو حتى من يتقلد المناصب الإدارية في الشركات والمؤسسات. لكن هل حقًا طول القامة هو مؤشر رئيسي وحقيقي في نجاح موظف عن موظف أخر فجوة في الرواتب مثلًا؟ ألا يفتح الباب أمام التحيز اللاواعي؟

بعيدًا عن هذه الدراسة ونزولًا على أرض الواقع؛ لو نظرًا لمسألة التنمر، وكيف أن قصار القامة قد يتعرضون للتنمر، ألا نشعر بأنّ مثل هذا التصرّف قد يُغذي نزعة انعدام الثقة لدى هؤلاء الأشخاص، في حين أنّ الأشخاص الأطول قامة يتمتعون بمهارات اجتماعية وغير معرفية، علاوة على ذلك يشبهم البعض بالقادة! بالطبع لا يمكن أن نستثني عامل المستوى التعليمي والخبرة والمهارات المعرفية أيضًا

حتى  مالكولم جلادويل تطرّق إلى هذا الامر في كتابه "Blink" عندما قال بأنّ 58 % من الرؤساء والمدراء التنفيذيين للشركات- قائمة فورتشين 500 التي تضم أكبر 500 شركة- كانت اطوالهم لا تقل عن ستة اقدام مقارنة بـ 14 % فقط من السكان.

ليس هذا فقط، فمثلًا ألوك كومار الاستاذ في كلية ماكومبس للأعمال وجد أنّ الشخص لديه فرصة أفضل في أن يصبح مديرًا تنفيذيًا إذا كان طويل القامة، ومن المرجح أن يكون من رواد الاعمال.

وأنت، ما رأيك؟ هل حقًا إن طول الشخص قد يؤثر على نجاحه؟