إن الحضارة لا تؤخذ أو تعطى بالقوة، بل هي نتاج تجارب و تجاوب على مر القرون و يجب أن يترك لكل شعب الحق في اتباع قيمه و نظمه الاجتماعية و الفكرية التي هي خلاصة حكمة قومه و تجاربهم على مر العصور، فإذا أُريد فرض أفكار جديدة على مثل هذا الشعب تخالف معتقداته و تقاليده فإن نتيجتها الفشل و الخسران حتماً.
الحضارة و نتاجها و معطياتها
فإذا أُريد فرض أفكار جديدة على مثل هذا الشعب تخالف معتقداته و تقاليده فإن نتيجتها الفشل و الخسران حتماً.
التغيير على مر العصور أمر طبيعي وحتمي ولا مفر منه وإلا ما كنا هنا الآن، وكان المجتمعات البدوية مازالت بدوية ولم تنتقل إلى الحياة المعاصرة.
والتغيير ليس شرطا للتخلص من معتقدات أو عادات وتقاليد المجتمع والشعوب، لكنه شرطا لمواكبة التطورات.
كم من شركات ومؤسسات خسرت كل ما تملك ومكانتها في القمة لمجرد أنها لم تستطع مواكبة التغيير وكذلك أيضا المجتمعات.
المهم في الأمر ألا يتعارض هذا التغيير مع ثوابت وقواعد المجتمع.
و يجب أن يترك لكل شعب الحق في اتباع قيمه و نظمه الاجتماعية و الفكرية
التغيير غالبا ما يكون مصحوبا بالحرية، فقد يتقبله شخص ويرفضه الآخر، لكن أجد أنك تقصدين أمرا معينا فهل وضحتي؟ هل لديك مثال لشعب أُرغم على ذلك؟
فالقوة غالبا ما تكمن في الشعوب نفسها، لذا لن يقدر أحد على تغيير ما يرفضونه أو يتقبلونه.
مثال على شعب يُحاول إرغامهم على قيم أو مُثل معينّة:
مثلاً الأوروبيون يتحاملون على الإسلام و المسلمين بشتى الطرق و الأساليب و يوجهون إليهم شتى التهم دون أن يفهموا حقيقة الإسلام و المسلمين، فهم يحاولون فرض ثقافتهم على الشعوب المسلمة بحجة أنها شعوب متخلفة لم تحضى بحظ وافر من العلم و التعليم و التطور..
نحن من نسعى لتقليد الغرب تقليد أعمى اعتقادًا من فئة كبيرة أن بهذا نكون قد أحرزنا التقدم ومواكبة العصر، وفي الوقت الراهن نستورد منهم حضارتهم الزائفة، وقيمهم البالية. وتقليد الغرب لم يقتصر على جانب بذاته، ولكنه وصل إلى أدق تفاصيل حياة الفرد المسلم المبتعد عن دينه، ليهرول وراء تقليعات العصرنة الحديثة، والتبعية العمياء للغرب. والنظر للغرب بأنهم مصدر للتغيير والتطوير نظرة محدودة،فالتغيير يشمل التطوير الذاتي والمجتمعي .
فالحفاظ على الهوية المجتمعية هذه مهمتنا كأفراد وزيادة الوعي والتخلص من أفكار الغرب المستوردة المسيطرة على عقول الكثير، خاصةً ما يتعارض مع معتقداتنا، لكن لما لا نقلدهم في تطورهم وتقدمهم العلمي عامة.
أعتقد أن هذا الأمر كان صعب قديما لتمسكهم الشديد بعاداتهم و تقاليدهم أما الآن اختلف الوضع، كلما تغيرت الأجيال كلما تقبلت الشعوب التغيير أكثر، فعلى أرض الواقع مثلا لا نجد الكثير يرفضون التغيير غير كبار السن و الذين يعيشون بالأرياف.
ما يحدث في العالم اليوم هو ثورة معلوماتية تتجاوز استيعاب البعض الذي يحاول أن يقلل من أهمية هذه الثورة ومدى تأثيرها على كل سكان الكرة الأرضية مع اختلاف أديانهم وثقافاتهم، لغة التواصل الاجتماعي سهلت انفتاح المجتمعات على بعضها البعض.
فإن نتيجتها الفشل و الخسران حتماً.
لا أعتقد ذلك إذا كانت الأساليب و الطرق المعتمدة في ايصال فكرة التغيير سليمة.
الحياة لا تبقى على شكل واحد بل تظل في حالة تغيير مستمر وعلينا مواكبة التغيير والتعايش معه وليس محاربته فقط لأنه مختلف عن ثقافتنا فتعدد الثقافات إثراء للحياة البشرية وطالما أن الأمر لا يمس العقيدة الدينية فلماذا التمسك بأساليب حياة ماضية مع وجود البديل الأفضل والأسهل والقادر على إحداث نقلة في أسلوب حياة الإنسان على كافة المستويات.
و هذا ما يقوله ابراهيم عسيرى لا يبدو الحاضر كالماضي ولكن بالإمكان أن نتعايش معه بسلام فكريًا يضيف لحياتنا تغييرًا أفضل باتجاه القادم المختلف.
جميل رائع موضوع في الصميم ............تشكِّل الحضارة الإنسانية منذ نشأتها وحتى الآن نسيجاً متعدد الألوان، كلّ خيط فيه - مع احتفاظه بكينونته الخاصة - يعطي بتلاحمه مع بقية الخيوط لهذا النسيج متانته وشكله النهائي، مثله في ذلك كمثل لوحة فسيفساء كل جزء منها مستقل بذاته، ولكن اصطفاف هذه الأجزاء وفق قوانين بنائها يعطي اللوحة النهائية رونقها الخاص الذي يستمد جماليته من تفاعل هذه العناصر مع بعضها البعض.
الحضارة من وجهة نظري هي نظام تتبعه الدول من اجل النهوض بالمجتمع، ويتم ذلك من خلال التطوير الاقتصادي، والسياسي، ونظام الحكم، العادات والتقاليد، وكذلك تعتمد على مواكبة العصر والتطور العلمي في جميع المجالات .
الحضارة ليست خلاصة أو تجربة، لأنها متجددة في كل زمن، وكل زمن له أساليب تطور وحضارة تختلف عن غيره، ولذلك تختلف دول الحضارة من زمن الى أخر .
لو تركنا لكل شعب الحرية في اختيار اسلوب الحياة والنظام والعادات والتقاليد التي يعيش بها فلن يؤثر ذلك فيه بشكل ايجابي على الاطلاق، فالحضارة تحتاج الى تطور ومواكبة للدول المتقدمة، سواء كان في الجانب الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي او التعليمي والعملي، وهذا لا يعني التنازل عن عاداتنا وتقاليدنا .. بل يجب اخذ التطورات الحديثة بما يتناسب مع ثقافتنا وعاداتنا.
بغض النظر عن موافقتي لك يا سارة واذكر حدوث هذا حتى في مصر وفشل كثير من التيارات العلمانية من بداية ظهورهم لفرض الثقافة العلمانية والليبرالية على مصريين لأسباب عديدة
تبادر إلى ذهني نكتة أليمة حد الضحك! يتناقلها المصريون!
كنا عبارة عن رجل كهف وزوجته يخرج الرجل ليصطاد والمرأة تربي وتطبخ الطعام، نحن كبشر نقرر أن نصمت؟ بالتأكيد لا لابد من الفذلكة وصناعة الحضارة :"D
عذرًا لو كاني تعليقي ساخرًا لكنني أقسم أن النكتة مؤلمة حقًا بقدر ما هي مضحكة!
التعليقات