ما هي أفضل الاستراتيجيات لكسر رتابة المحتوى وعدم فقدان الجمهور المتابع؟

سواء كان الترويج هدفه صناعة المحتوى لأجل شركة أو لأجل شخص فهذا الأمر يجب أن يحكمه الروي والحكي لا الترويج مهما كان مبدعاً، سأضرب مثال، كثيرين هم الأشخاص الذين يعتقدون أنّهم يجب أن يبرزوا مزايا منتجهم فنراهم يقومون بتصوير المنتج بطريقة رائعة بالعرض أو يستعرضون لنا الناس يجرّبون هذا المنتج أو حركة العمل، هذا الأمر غير جذّاب لمدة طويلة لا على مستوى شركة ولا حتى للترويج الذاتي على مستوى فرد، ما اقترحه أن يكون هناك قصّة محكمة لصناعة المحتوى، رواية القصص هي الأمر المميز في كل شيء، يجب أن تقوم بنسج الروايات والقصص المترابطة المتلاحقة في المحتوى الخاص بك بشكل يصبح الناس معنيين أيضاً بما تقومين به بغض النظر عن التفاعل المادي مع الأمر أو لا، يتواصل الأشخاص مع القصص، لذا استخدميها لشرح المفاهيم وتوضيح النقاط وجعل المحتوى الخاص بك أكثر قابلية للتذكر، مثلاً أعرف ريادي أعمال استطاع تفعيل الأمر عبر التعامل مع السوشال ميديا عنده كمكان لتوثيق رحلته، فصار الناس يندهشون من كل تقدّم بسيط يتقدّمه، تفاعلوا مع قصته لا محتواه.

في رأيي تقبل الروتين هو أمر مهم أيضا هنا ، لأن الخوف من الروتين هو داعي قوي من دواعي النفور والتخلي ، وفي النهاية روتين سيء أفضل بكثير من عمل جيد على فترات تجد متباعدة تفضي الى النسيان .

الامر الجميل في السوشال ميديا أن بعض الروتين يخلق طابعاً خاصا ومييزا للشخص بحيث يسهل تتبعه.

ما ينبغي تجنبه ليس هو الروتين ، بل الاجترار، والاجترار الفارغ في لاشيء، أما الروتين الذي يفضي الى محافظة على الطابع والشكل والريتم وطبيعة الاداء ومستواه هذا في رأي يمكن أن يكون عامل جذب إذا ما تم اسخدامه بالطريقة الصحيحة.

عن طريق تقريب المنتج أو المحتوى من الجمهور ومشاركتهم فيه فالصفحات التي تعمل وتسوق منتج واحد ولنقل مثل الكتب مثلا فهو محتوى يعتبر ثابت وروتيني في الجمهور يحتاج إلى رؤية الكتب ومعرفة محتواها، الفكرة هنا أن تضيف إليه معلومات جذابة في كل مرة وتحاول خلق طرق مبتكرة وقريبة من الجمهور في نفس الوقت مثل مشاركة الجمهور الكتب الجديدة باستمرار حتى دون الحديث عنها وتنوع ما بين الصور والفيديو وتدخل مع الوقت عادات القراءة وغيرها من الطرق العديدة التي تخص هذا الجمهور وأكبر من ذلك فتنوعك حتى في تناول المحتوى مع الحفاظ على أساسيات المحتوى نفسه وهو في هذه الحالة المنتج الأساسي، ومثال آخر أجد صفحات شركات خاصة بالمربى أو الشوكولا يقومون بعمل وصفات تمزج ما بين منتجهم وأكلات بالفعل يعرفها الجمهور ولكنهم ينتجون طبق جديد بوصفتهم الخاصة ويشاركوها مع الجمهور، فهذه الطرق فعالة مع الاحتفاظ بالروتين الأساسي من عرض المنتج والتحدث عنه ومواصفاته.

الحل هنا يكمن في اختيار مواضيع إبداعية جديدة بعناوين جذابة تدفع الزوار إلى قراءتها، وشخصياً أتابع العديد من القنوات والمدونات التي تهتم كثيراً بابتكار محتوى حصري وجذاب بدرجة مذهلة، وكأنها تضع نفسها مكان الزائر وتختار ما يبحث عنه ويجذب انتباهه، وهذا بالضبط هو المطلوب، مع الحرص على سرد الموضوع بطريقة تفاعلية بحتة وكأن القارئ صديق أو فرد من أفراد الأسرة، وسيكون لذلك نتيجة ممتازة.