صناعة أشباه الموصلات في تايوان، محرك الاقتصاد

صناعة أشباه الموصلات في تايوان، هى وقود الغد ونفط المستقبل والمعدن الأصفر وسر التقدم الصناعى والتقنى، تابعونا على قطوف.

صناعة أشباه الموصلات في تايوان

صناعة أشباه الموصلات في تايوان

فى اطار الصراع الصينى الأمريكى يتسائل الكثيرين حول هل الصين تصنع الرقائق الإلكترونية أم لا؟، وهل يسمح لها الخصم اللدود (الولايات المتحدة) بالترخيص لانتاج هذة التكنولوجيا المتطورة، كل هذا وأكثر ما سوف نتعرف عليه فى السطور القليلة القادمة.

وأشباه الموصلات أو الرقائق الالكترونية ما هى الا صراع بين قوى كبرى حول امتلاك هذا النوع من التكنولوجيا، وهذا النوع المتقدم من التكنولوجيا يحتاج الى وقت كبير قد يتجاوز شهور عدة لتصنيع رقائق، تلك التكنولوجيا والتى تعتمد عليها الكثير من الصناعات ما نتج عنه ارتفاع فى الأسعار.

أهمية أشباه الموصلات

ويطلق على الرقائق الالكترونية كذلك (أشباه الموصلات) والتى تصنف كتقنية متطورة جدا، وذلك نظرا لاستخدامها فى الأجهزة الالكترونية الحيوية والتى هى عماد الصناعة، حيث تسنخدم فى صناعة الترانسستورات والطائرات والصواريخ المتطورة والحواسيب والهوتف.. الخ، تلك والتى تعد المادة الخام فى هذة الصناعة الحساسة.

وتعتمد هذة الصناعة على تقنية عالية الجودة تتكون من عنصر (السيليكون) والذى يكون نادر الوجود أصلا، ذلك والذى يتم استخراجه من نوع خاص الرمال والتى لا توجد الا فى بلدان معينة كشبه جزيرة تايوان.

ولد السيليكون من رحم الطبيعة فى هذا البلد والذى ميزه الخالق عز وجل بهذة الميزة، فكان الابداع والاتقان والجودة فى التصنيع والذى تميز به الشعب التايوانى، ما جعله يحتل قمة الترتيب عالميا فى صناعة أشباه الموصلات.

 شركة USMC

أو شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، تلك الشركة قد نشأت وسط منافسة كبيرة بين أكبر الشركات العالمية، وذلك عندما قررت الحكومة انشاء شركة متخصصة فى صناعة أشباه الموصلات، فقد دعت الدولة أبنائها من العلماء العاملين فى الخارج بضرورة العودة الى الوطن والاستثمار فيه.

أكبر شركات أشباه الموصلات

فقامت الحكومة بانشاء شركة USMC والتى جمعت فيها خلاصة خبرة تكنولوجية وبتقنية عالية، فقامت بالانفاق على هذة الشركة ملايين الدولارات للابتكار فى تصنيع الرقاقات الالكترونية، حتى أصبحت  شركة USMC احدى أكبر شركات التكنولوجيا العالمية كشركة هواوى وغيرها.

Think +

أكبر مصنع للرقائق الالكترونية في العالم.. مش في امريكا ولا الصين | TSMC

صناعة السيارات

ان أو العوامل والتى تكون سببا فى ارتفاع اسعار السيارات والحافلات هو ندرة عنصر السيليكون، لذا فقد كان من الطبيعى أن يتسابق العالم على الحصول على هذا العنصر النادر، ذلك العنصر والذى تعتمد عليه الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وألمانيا وايطاليا والصين وفرنسا كمادة خام، وهذة المادة تتميز بطلب عالمى كبير عليها.

ان صناعة أشباه الموصلات هى أحد الصناعات المكلفة والتى تكلف الدولة أموالا طائلة، ولكن لا تتوفر هذة الصناعة سوى فى دول محدودة جدا حول العالم، وذلك مثل تايوان، الولايات المتحدة، ألمانيا، الصين.

تايوان أو تاى باى أو جزيرة نهاية الكون اذا صح القول، فهى محط أنظار العالم فى القرن الحادى والعشرون دون أدنى مبالغة، وهى جزيرة تقع فى مياة المحيط الهادى شرق الصين، ويطلق عليها كذلك الصين الشعبية يفصلها عن الصين مضيق هو هورموزا.

هناك دولا تسير بعكس القانون الدولى ولكن بشكل غير مباشر، يشكل التحالف الصينى الروسى الكورى الشمالى تحالفا قويا بدت ملامحه فى التشكل مؤخرا، يعاونهم فى ذلك دولا أخرى غير نووية كايران والهند وباكستان.

قطوف حول صناعة أشباه الموصلات في تايوان

يتهم الغرب ايران بكونها لاعب غير مسؤل على الصعيد العالمى شأنها فى ذلك شأن كوريا الشمالية، فهذة وتلك نظام الحكم فيها على الحكم المطلق للفرد أو الحكم المللالى والذى يكون فه الحاكم هو المسيطر على مفاصل الدولة دون منازع. 

وكما يصور الغرب والولايات المتحدة ويصنف ايران كدولة مارقة وخارجة عن القانون، وذلك لكونها لا تعترف بالديمقراطية أو التعددية السياسية وذات حكم مطلق، يشكل التحالف الصينى الروسى الكورى الشمالى تحلفا محوريا بات ظاهرا للعيان.

وبتحليل الخبراء فروسيا تعد الطفل المدلل للصين الأم، فكلاهما يسيران على نفس النهج والحكم، فالديمقراطية تكاد تكون شبه منعدمة فى مثل تلك الدول، والشعب ليس له سلطة التعبير أو الاختيار، تماما كالولايات المتحدة تلك الدولة والتى تنادى وتتشدق بالديمقراطية.

فاليمقراطية فى الولايات المتحدة هى لأبناء الشعب الأمريكى وفقط، أما غير ذلك فهم عبيد، وهذا المبدأ تسير عليه الولايات المتحدة منذ أكثر من مائتى عام، يعاونها فى ذلك الغرب ممثلا فى الاتحاد الأوروبى، وهذا ما لم ترض به الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

فكانت (تايوان القشة التى قصمت ظهر البعير، فبالرغم من صغر هذة الجزيرة والتى لا تشكل أكثر من (36.000) كيلومتر والتى لاتؤثر فى العالم من الأساس، الا أنها كانت ذريعة تتذرع بها الولايات المتحدة للقضاء على الاقتصاد الصينى وضربه فى مقتل. 

تسعى الولايات المتحدة الى منع الصين من استيراد الرقائق الالكترونية سواء من تايوان أو غيرها، وبالتعاون مع الغرب والذى يرى أن نهوض الصين هو تدمير لهذة الدول، فكان التنين الصينى بمثابة كابوس على الدوام.

فما زعمت به روسيا من حقها المشروع فى غزو أوكرانيا واعتبارها جزءا من الأراضى الروسية، وبدا ذلك فى الحقبة التى سبقت انهيار الاتحاد السوفيتى، وحيث كانت الأراضى الأوكرانية امتدادا تاريخيا وجغرافيا للأراضى الروسية.

Asharq News - الشرق للأخبار

كيف يهدد نقص الرقائق الإلكترونية الأمن القومي الأميركي؟ - الرابط

فكانت الصين كذلك فى قضيتها مع تايوان، والتى اعتبرتها هى الأخرى امتدادا تاريخيا وجزءا لا يتجزأ من الأراضى الصينية، ومن يقول غير ذلك فهو ينتهك السيادة الصينية على الجزيرة، ان تفاقم الأوضاع السياسية فى الفترة الأخيرة قد ينذر بوقوع كارثة فى المستقبل المنظور.

كارثة شعارها (السلاح النووى) والذى لا بديل عنه طالما لم يكن هناك مفاوضات، مفاوضات وتدخل الوسطاء الدوليين لحل مثل هذة المشكلات من خلال الجلوس على مائدة واحدة، فلا أحد يريد أن يسعى الى السلم كون صراع المصالح ومبدأ البقاء للأقوى هو القائم.

فهل صناعة أشباه الموصلات في تايوان بادرة فناء للعالم ونهاية له؟

الطاقة والمياة هى المادة الخام والقائم عليها هذة الصناعة، لذلك تتأثر هذة الصناعة بوجود مصادر الكهرباء ووفرة المياة، ونظرا للعقبات والتى بدأ الانسان فى مواجهتها كارتفاع درجات الحرارة والتصحر، فكان ندرة المياة أحد أهم العوامل والتى كانت سببا فى عدم التوسع فى صناعة أشباه الموصلات.

يتم استخلاص الرقائق الالكترونية من من عنصر السيليكون والموجود فى الرمال، ولكن هذة المادة لا تتوفر كثيرا الا فى بلدان معينة كتايوان، تلك المادة والتى تتميز بالندرة وهذا ما يفسر الصراع القائم بين الولايات المتحدة والصين حول شبه جزيرة تايوان، هذة البقعة الحيوية والتى تعد مطمع لدى كثيرين.

هذة الجزئية كانت بداية الخلاف بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والتى نشب على اثرها صراع بين الطرفين أساسه (صراع تكنولوجى تقنى)، تعد (تايوان) مطمعا للدول خاصة الولايات المتحدة والدول المتقدمة والصناعية منها على الأخص.

صراع القوى العظمى

دخلت الولايات المتحدة فى صراع مع الصين خاصة بعدما أدركت أمريكا الأهمية الاقتصادية لتايوان، اذ تعد شبه جزيرة تايوان المصدر الأول فى العالم فى الحصول على أشباه الموصلات، بل المصدر الرئيس لتغذية دول العالم بهذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة.

ولكن وبادىء ذى بدىء، لماذا هذا الصراع بين الطرفين؟ لشيئين هامين لاثالث لهما:-

  • التحكم والسيطرة.
  • الهيمنة على قطاع التكنولوجيا فى العالم.

سعت الولايات المتحدة الى الدخول فى السوق التايوانية باستثمارات ضخمة تخطت المليارات، حيث تم ضخ هذة الأموال فى البنى التحتية والتبادل التجارى على نطاق واسع خاصة خلال السنوات الأخيرة.

أثارت هذة الأفعال حفيظة التنين الصينى وأغضبته والذى كان يتابع تلك التطورات عن كثب، فكان للتحركات الأمريكية جنوب شرق أسيا والتوغل المقصود فى هذة البلدان من الأثار السبية، فكان لذلك بداية لضعف العلاقات الأمريكية الصينية والتى كان يسعى الى اضعافها كثيرين.

فالغرب والولايات المتحدة يسعى الى اضعاف الصين اقتصاديا، هذا الضعف والذى يعد من مصلحة هؤلاء لا شك، فقامت أمريكا بالتوغل على الحدود بين الصين وتايوان فى تهديد صريح، ولم تكتف الولايات المتحدة بهذا وحسب بل قامت بتعزيز ميزانية الدفاع الانفاق على الجيش.

وفى هذة الأثناء تراقب الصين تلك التطورات عن كثب تلك والتى لم ترض عنها جملة وتفصيلا، خاصة بعدما صرحت بأن (تايوان) جزء تاريخى وجغرافى من الأراضى الصينية، بل وان المساس بشبه جزيرة تايوان يعد مساس (بسيادة) الصين. 

زادت تلك التصريحات من التعنت الأمريكى التى اعتبرته هى كذلك مساس بأمنها القومى، كون تلك التصريحات ستؤدى الى فقد جزء مهم تعتمد عليه الولايات المتحدة كعنصر رئيس فى اقتصادها، فاقم هذا الوضع من الأزمة التى كبرت ككرة الثلج تلك والتى أخذت فى الازدياد شيئا فشيئا.

صناعة أشباه الموصلات في تايوان

ولم تقف الولايات المتحدة عن هذا الحد بل سعت الى اضعاف ذلك التنين الصينى اقتصاديا، فقامت بسن مجموعة من القوانين فى الكونجرس تلك والتى تكرس لحظر وتقييد عمل شركات التكنولوجيا الصينية فى الولايات المتحدة، اضافة الى فرض المزيد من الرسوم الجمركية على المنتجات والبضائع الصينية القادمة للولايات المتحدة.

يسير الغرب على نفس النهج الأمريكى ودون هوادة، فما فعلته أمريكا فعله الغرب من حيث القيود والرسوم المفروضة على الصين فى محاولة لاضعافها اقتصاديا، فى مسعى لبقاء الولايات المتحدة كأكبر قوة اقتصادية فى العالم.

خلاصة

فكانت صناعة أشباه الموصلات في تايوان بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، فان قامت حروبا نووية فلن ينجو أحد، فلا رابح فى الحروب وتلك هى قاعدة يسلم بها الجميع، لطالما ان لم يجتمع الشركاء الدوليين والبدء فى اظهار حسن النوايا والعمل جديا لحل هذة الأزمات

لمعرفة المزيد تابعونا على قطوف