لطالما كنت أعتقد أن القرارات المصيرية تتشكل فقط من تجاربنا الحياتية المباشرة، ولكنني اكتشفت العكس بعد قراءة العديد من الكتب والروايات، مثلا كتاب "طبيب عبر الزمن" جعلني أعيد التفكير في قرار مصيري كنت على وشك اتخاذه بتغيير تخصصي بعد إعادتي للسنة في أول عام لي بالكلية، من المثير الى أي مدى سمحنا للأدب بالتدخل في حياتنا الشخصية. وأنتم هل سبق لكم أن قرأتم كتابًا جعل عقلكم يعيد التفكير في قرار كنتم تعتبرونه نهائيًا؟
كيف يمكن للكتب أن تجعلنا نعيد التفكير مرة أخرى بقراراتنا؟
لقد قرأت لروبينز سابقا وبالفعل أسلوبه جميل ومميز، لكنني لم اقرا هذا الكتاب بالتحديد، سأجعله ضمن الكتب التي سأقرأها، لاحظت انك شاركت كتابا لنفس المؤلف في مساهمة سابقة لك، يبدو انك متاثر بأسلوب هذا الكاتب، هل يمكن أن تصف لنا أهم ما يميز اسلوبه بالنسبة لك؟
كثير من الناس لديهم مشكلة بشأن وضع الحدود وقول لا للآخرين حتى لو على حساب وقوع ضرر لهم، وبالطبع هذا سببه الكثير من الأسباب منها الخوف من الرفض أو الوحدة، فما نصيحتك لهم كونك عالجت الأمر وبما اقترحه الكتاب؟
نصيحتي ان تتشجع ولا تجيب بنعم مباشرة حتى ولو كان الامر بسيط جدا خذ وقتك فكر هل سيؤثر هذا القرار عليك سلبا هل سيأخذ من وقتك وهل الشخص الذي ستقول له نعم يستاهل ان تقبل فإن شعرت انه لن يقوم بنفس ماتقوم به في يوم من الايام، فأرفض، لاتدع اي شخص يستغلك وقل لا بكل وضوح وليس عليك التبرير لا وفقط ولا يحق لأي شخص ان يزعل منك لأنك حل في قرارك فلا تدع احدا يتحكم فيك المرة الأولى وثانية وحتى السادسة سيكون الامر صعبا جدا فأنا في مراتي الاولى لم اكن استطيع حتى النوم ليلا من شدة تأنيب الضمير لكني تقويت وعودت الناس من حولي أن لا يزعلو اذا رفضت اي شيئ لأني حر
بالفعل لقد قرأت الكتاب الذي أشار اليه @oskalo قبل مدة، ومن بين الاقتباسات التي أعجبتني في الكتاب، هي "أن الناس لا يفكرون فيك بقدر ما تقلق أنت بشأن ما يفكرون فيه!"
الناس غالبًا ما ينشغلون بأنفسهم أكثر مما نتخيل، لذا فإن قلقنا بشأن آرائهم مجرد عبء زائد. إن إدراكنا لهذه الحقيقة يمنحنا حرية أكبر في قول "لا" دون الخوف من حكم الآخرين، لأنهم ببساطة لن يتوقفوا طويلًا عند قرارنا كما نعتقد. وأغلبنا لا ندرك هذه الحقيقة لحظة الموقف لذا تذكرها دائما يجعلنا نخفف من هول الصورة التي يصورها عقلنا بشأن موقف الاخرين من رفضنا، وبجعلها أكثر واقعيّة..
ولكنني اكتشفت العكس بعد قراءة العديد من الكتب والروايات
من جهتي أعتقد أن العكس هو الصحيح.وبالرغم من أني أعتبر نفسي قرأت كثيراً من الكتب إلا أنًها لم تغيًر قرارتي المصيرية. أعتقد أن الكتب مثل منارات الهادية في البحار لإرشاد السفن فقط لا غير. فهي توجه أنظارنا باتجاه الصواب كما تراها أما الوقائع الحياتية و التجارب فهي لها حظ الأسد في إلهامي؛ لأنها أفعل في ترك بصمتها على نفوسنا من مجرد قراءة كتاب.
بالطبع تبقى لتجاربنا الواقعية حصة الأسد من التأثير على قراراتنا، لكني أعتقد أن الكتب هي بنفسها خلاصة تجارب و وقائع حقيقية لأشخاص آخرين! لذا سيكون من الذكاء وضع هذه المنارات بعين الاعتبار،
لكن طبيعة الانسان تتعلم من تجاربها الشخصية اكثر من الاخرين لذا إن تعارضت تجربة شخصية مع تجربة مكتوبة، غالبا سنميل لأخذ موقف بناء على التجربة التي عشناها
لا أعتقد أن القرأة قد تكون لها تأثير قوي لدرجة أن تؤثر على قراراتنا، وبخصوص موقفك بصراحة أشعر أن رغبتك الأولى لم تكن قوية كفاية لذلك تأثرت بما قرأت وغيرت قراراك.
وربما تكون كذلك ولكني أجهل بسبب قلة قراتي، ولكن فكرت بالأمر وحاولت التخيل فلم أرى أنني قد اغير مسار أو فعل بسبب شئ قرأته
ربما كان موقفي حالة استثنائية بحيث ارتبط توقيت قراءة الكتاب بأنسب فترة يمكن أن يكون فيها، ولهذا طرحت المساهمة لأرى تجاربكم، هي بالفعل ليس أي كتاب أو شيء تقرأه يمكن أن يغير قرارا مصيريا لديك، ولكن أعتقد.. هناك دائما حالات كحالتي، بحيث قد تتعرض لموقف وتقرأ شيئا من الأدب يتوافق تماما مع ماتمر به فيكون بمثابة الالهام لك لما عليك أن تفعله، الأمر اشبه وكأنك ترى ان هذه رسالة من الله اليك في موقفك ذاك خاصة عندما تأتي فجأة بشكل غير مخطط له، فأنا في تلك الفترة كنت أقلب في اليوتيوب بشكل طبيعي حتى وقعت على فيديو ليوتيوبر ذكر الكتاب فيه وقد أعجبني العنوان وأردت الاطلاع عليه، بعض الصفحات وحسب، حتى وجدت نفسي اندمجت مع الكاتب وأنهيت الكتاب كله.
هي تجربة جدا جميلة بصراحة عندما تحصل، آمل أن تمر بها.
لا أعتقد أن كتابًا جعل عقلي يغير التفكير في قرار نهائي في لحظتها، لكن أعتقد أن الكتب تغير عقليتي على المدى البعيد وتعيد تصحيح مفاهيمي بطريقة ممكن أن تكون مؤثرة في القرارات المستقبلية.
من أكثر الكتب التي أثرت في ذلك هو كتاب " قوة الآن " لإيكهارت تول، الذي أعاد لي تعريف مفهوم الحياة الحاضرة وكيفية التفاعل مع اللحظة الحالية بعيدًا عن التوترات والقلق حول المستقبل، وغير في تفكيري حول أهمية التركيز على اللحظة الراهنة بدلًا من الانشغال المستمر بالماضي أو المستقبل.
ستكون إجابتي غريبة بعض الشيء فهو كتاب غير معروف أو منشور ولن تجده في أي مكان في الوقت الحالي ، وقبل أن يبدو لك هذا اللغز معقداً بلا إجابة ، ولكن إجابته بسيطة للغاية ، الكتاب هو واحدة من روايتي التي لم أقم بنشرها لسبباً ما ونسيتها تماماً ، ويصادف أن بطل قصتي تلك كان مثالياً للغاية منظماً للغاية ودقيقاً ، ويمتلك مهارات لا حصر لها أهمهم (القيادة والتخطيط والفراسة) ولا يسمح لمشاعره أن تتحكم في قرارته، ولا يسمح لقرارته أن تلغي إنسانيته، هو بالأحرى صورة شديدة المثالية لنسخة خيالية من نفسي تمنيت أن أكون مكانها في وقتاً ما ونسيت القصة ولم أنشرها لأسباب كثيرة حتى نسيت أمرها وما تحويه من أفكار تماماً ، حتى فترة قريبة من عام تقريباً شأت الظروف في فترة كان شائعاً إنقطاع الكهرباء يومياً لكي أعود وأقرأ بعض الفصول من القصة تستعرض مشكلة مشابهة إلى حداً ما من مشكلة أتعرض لها ذات بعد عاطفي وعملي، وجدت أن البطل يتصرف بشكل مثالي تماماً رغم إدراكه لعواقب ما يفعله وأنه لن يحظى بتحقيق هدفه ولكن سيحظى بتقدير نفسه ، شعرت أنني لم أكتب تلك القصة للنشر .. بل كتبتها من أجل نفسي من أجل أن أرسل تلك الرسالة من أكثر من 6 سنوات إلى نفسي في المستقبل لكي أرشد نفسي من خلال شخصية البطل على ما يجب أفعله حقاً إن كنت أرى بطل القصة هو حقاً نسخة أخرى مني ، وبالفعل تراجعت عن قرار معين كنت لأخسر فيه أحترامي لنفسي ، وتعجبت كيف لقصة خيالية لم تحدث ترشدنا لفعل شيء جميل جداً .
يسعدني جداً فضولك، وبالفعل أعمل حالياً على إعداد جديد للقصة بحيث تكون مناسبة لإعادة نشرها لأنه مر وقت كبير من وقت كتابتها حتى الآن ويفترض أن البطل كان يستخدم أدوات تقنية سابقة جداً لتلك الفترة ، ولكنها حالياً متوفرة للجميع (والجزء التقني في القصة هو عامل أساسي في إبهار القارئ) لذا من الأفضل (بوجهة نظري) إعادة تطوير بعض الأحداث لتتناسب أكثر مع الوقت الحالي بالأخص أنني الآن لم أعد أعاني من فكرة النشر الورقي مثلما كان بالسابق .
أنا بالفعل التمست حاجتها لإعادة العمل عليها بسبب طول المدة الزمنية التي توقفت عندها، كذلك أعتقد أنك ربما تضيف إليها الكثير لزيادة خبراتك وتجاربك وتعرضك لتغيرات مختلفة وأيضا لتغيرات هذا العصر، لذا خد وقتك في العمل عليها وأتمنى أن تشاركنا في أقرب وقت خبر نشرها إن شاء الله.
بصراحة لا ألوم @rana_512 على تحمسها فقد شعرت بنفس الشعور حين قرائتي لتعليقك، لديك معجب آخر هنا ينتظر صدور الرواية اهههه
بالتوفيق لك، وبخصوص "بطة بلدي" العنوان يحمل في طياته حكاية شعبية، رائحة الحارات، وأصوات الأسواق. قد تكون البطة رمزا على شيء محبوب ومألوف وله انتماء محلي، سواء بطة حرفيا، او شيء له علاقة وتشابه بالبط، او يشير لشخص (ربما فتاة) اذا كان هذا الشخص بطل الرواية فقد يعيش صراعا بين الأصالة المحلية وجذوره وبين العالم المتغير، أو قد يكون البطل شخصا آخر يصف خلال رحلته في العالم تميز هذا الشخص او الشيء المحلي، أو قد تكون تناولا لقضية أو حالة اجتماعية بشكل فكاهي ممزوج بالحكمة..
المهم أنه عنوان غير مألوف، مما يعني أنه اختير بعناية ليخفي في طياته غموضا يشد القارئ، خاصة نوعية معينة من القراء المحليين اههه
بصراحة لا ألوم @rana_512 على تحمسها فقد شعرت بنفس الشعور حين قرائتي لتعليقك، لديك معجب آخر هنا ينتظر صدور الرواية اهههه
هذا شرف لي يا صديقي ، وتاج فوق رأسي ، وبالنسبة لتوقعك الرواية ، يبدو أنك أصبت ولكن في جزء صغير جداً :
شيء له علاقة وتشابه بالبط، او يشير لشخص (ربما فتاة) اذا كان هذا الشخص بطل الرواية فقد يعيش صراعا بين الأصالة المحلية وجذوره وبين العالم المتغير، أو قد يكون البطل شخصا آخر يصف خلال رحلته في العالم تميز هذا الشخص او الشيء المحلي، أو قد تكون تناولا لقضية أو حالة اجتماعية بشكل فكاهي ممزوج بالحكمة..
ولكن فيماعدا ذلك فأعتقد أن الرواية قد تفاجئ بشكل كبير عدد كبير ممن يقرائها ويصعب بأي حال توقعها أو توقع أحداثها أو توقع نوع محدد للرواية فهي مزيج من كل شيء تقريباً وهي خارجة من أحد كوابيسي لذا لا أظن أن بإمكان شخص توقعها (هذا مهم بالنسبة لي) ومع ذلك أنت تملك عقلية تحليلية قوية لكونك أصبت في جزء هام جداً من الرواية .
التعليقات