كيف نستطيع نقد الكتب التي نقرأها؟

من رأي تعدد مصادر أخذ المعلومة يفيد جدا في النقد فإذا رأيت معلومات متضاربة في أمكنة مختلفة هذا يقودني للبحث من أجل الوصول للحقيقة. أيضا طريقة الوقوف في اخر كل فصل أو عنوان ومراجعته بصورة مختصرة كأني أعمل تلخيص وأرى الفكرة التي يريد إيصالها وهل موافقة لحصيلتي العلمية والثقافية أم عندي تحفظ عليها أم بينت لي خطأ كنت أعتقده أستخدم هذه الطريقة وتأتي بثمار جيدة حتى تساعدني على بقاء ما أقرأه في ذاكرتي لفترات طويلة هل برأيك هذه الطريقة مناسبة للجميع؟

يتضمن النقد الفعال للكتب في البداية النظر إليها بعين القارئ والقراءة السريعة لها، وبهذا نتمكن من التفكير بعقول القراء مع مراعاة تحديد نوع كل كتاب وجمهوره المستهدف قبل نقده، وبعد القراءة السريعة يتم قراءة الكتاب مرة أخرى بشكل أكثر عمقاً والتأمل في عناصر الكتاب ولغته وأسلوبه ومحتواه وغيرها من الأمور التي تساعد على نقده من مختلف الجوانب.

للأسف معاييرنا فى التسليم للكتب بصحتها فى زماننا الآن صارت بأن الكتاب حقق شهرة واسعة وهذا لا يعنى أن أفكاره صحيحة فى فترة من العمر كنت منجذبة جدا لكتاب السر وأفكاره، لكن عندما بدئت أتعلم العلوم الشرعية وكنت فى البداية أستنكر أنى مهندسة لما على أن أتعلم تلك العلوم لكن سبحان الله وجدت فيها بغيتى ووجدت أن القصور الذى صرنا فيه أننا غير محصنين جيدا فى العقيدة وأنه فى زمن كان للإسلام كلمته وسطوته على العالم كان العلماء لا يسلمون لأقوال بعضهم البعض وينتقدون القول حتى أنك تجد هذا فى مقدمة كتاب دلائل الإعجاز للشيخ عبد القاهر الجرجانى المتوفى عام 471 هجريا تجد الذى حثه على تأليف كتابه أنه وجد بعض العلماء الذين لهم باع فى نوع من العلم وهم أهله فى تلك الصناعة قد تكلموا فى البلاغة بكلام ليس له دليل وأن العامة يرون أن هذا العلم لما له من شهرة وصيت فى هذا النوع الذى تخصص به سيقبلون كلامه فى أى فرع أخر دون أن يحققوا كلامه ومن ثم عزم الشيخ على تأليف هذا الكتاب ورد تلك الشبه لك أن تقرأة مقدمة الكتاب بتحقيق الشيخ المرحوم محمود شاكر؛ إن كان هذا فى زمن كان العلم له مكانته فباله فى زمن النت وجوجل والذكاء الاصطناعى والشعبية أن تكون لك شعبية دون النظر لخلفيتك أو أن الكتاب حقق شهرة وقد يكون فيه من الأفكار ما فيه أعتقد أن ذوى الألباب لن يسلمون به وإن كان فى الكتب العلمية، وأنه من الأمانة أن يعرض نقده وفكره للموضوع ليكون تحصين للأجيال من بعده وباب علم لهم وأدب ينحون نحوه فى هذا الصدد.

بعض الكتب العلمية والتاريخية، أميل لقراءة معلومات عن الكاتب وتقييمات بعض الأشخاص قبل الشروع في القراءة، مع أنني أميل لنقد ما أقرأه وأبحث عن مصادره لو أنني تشككت في مصداقية الكلام، من خلال ما يوفره الكاتب من مصادر ومقارنتها بمصادر أخرى خارجية، لكن عادة لا يمكن إتباع أي أفكار على أنها مُسلّم بها.