لطالما تساءلت ما إن كان الإفلاس، أو الخسارة الذريعة في مشروعنا نحو الثراء، أيا كان هذا المشروع.. كافيا لجعلنا نستسلم ونقرّ بفشلنا، حتى قرأت في كتاب سيكولوجية المال أن الانسان المستمر حتى لو لم يصل مهما طال الأمد فينبغي ألاّ نحكم عليه بالفشل. برأيي الشخصي، لا شك أن الاستمرار ضروري وأنه لا يحق لأحد الحكم على أحد بالفشل طالما لازال مستمرا، لكن ينبغي للشخص نفسه أن يدرك أن هناك حدا عندما يصله يجب أن يعيد ترتيب أولوياته و أن يفكر في احتمال التوقف وتقبل الهزيمة لتفادي تضييع وقت أكثر و تحمل خسائر أكبر..أحد أصدقائي كان مصرا على دراسة التخصص العلمي في الثانوي رغم ضعفه في المواد العلمية، و لم يوفق بأول فصل ولا الذي بعده حتى أعاد السنة ولم يفكر بالتغيير وظل مستمرا رغم أنه لا يحقق تقدما،الحقيقة أنه لم يكن يأخذ بالأسباب الكافية من جهة ولم يرد التغيير من جهة أخرى فكانت النتيجة أنه لم يوفق للعام الثاني على التوالي وكان قريبا من أن يتم فصله لكنه نجح في آخر لحظة في الدورة الاستدراكية، رغم كونه نجح في النهاية لكنه كان على شفير خطر ربما لم يكن سيواجهه لو قرر التغيير ولوفرّ على نفسه وقتا وجهدا، فماذا عنكم، أأنتم من النوع الذي يغير الطريق بعد أول خسارة ويعترف بفشله أو من النوع المستمر؟ والى أي أحد؟
كتاب سيكولوحية المال: الإفلاس لا يعني الفشل في الثراء؟
هل يعتبر الإفلاس، أو الخسارة الذريعة في مشروعنا نحو الثراء، أيا كان هذا المشروع.. كافيا لجعلنا نستسلم ونقرّ بفشلنا؟
في البداية أود أن أشير أن الرغبة في الثراء أصبحت حمل وعبء مبالغ فيه يصعب علينا من الاستمتاع بالحياة وقبول حياتنا أو الرضا عنها، فليس من المفترض أن يسعى الجميع للثراء لأنه ليس من المنطقي أن يصبح الجميع أثرياء، وبالتالي مفهوم الفشل في تحقيق الثراء ليس له وجود في رأيي، طالما أن الشخص يتعلم من أخطائه وتجاربه التي فشلت بشكل عام ويحاول باستمرار أن يطور ويحسن من وضعه فهو ناجح في حياته سواء وصل للثراء أو لا، المهم هو أن يكون قادرا على توفير أساسياته وبعض من الرفاهيات التي قد يحتاجها، والهدف الأهم بالنسبة لي هو الوصول للأمان المادي أو الاستقرار وهو لا يحتاج للوصول لدرجة معينة من الماديات، ولكن يعني أن يمتلك الإنسان مهارات وإمكانيات تجعله قادرا على كسب المال بطرق مختلفة بحيث يصل للاستقرار المادي المناسب الذي يجعل حياته مريحة وفي مستوى مرضي ثابت.
أؤيدك في كون حلم الثراء اصبح هاجسا بنغص حياة الكثيرين معتبرين الحياى تكون بالثراء أو لا تكون، لكن ما أقصده بالفشل في الثراء لا يعني ابدا الفشل في الحياة، لكنه مفهوم موجود في رأييي عادي، فالثراء شيء كبقية الأشياء مثل ان تقول انا فاشل في قيادة السيارة مهما حاولت لم انجح، لكنني لست فاشلا في حياتي طبعا!! فالحياة لا تقوم على قيادى السيارة
وكذلك الثراء، لكن سؤالي كان عن كون افلاس مشروع ما مثلا بدأته بنية الثراء، هل هو كاف لتستسلم عن طريق محاولتك ان تكون ثريبا وتعيش حياتك بشكل عادي طبعا كما ذكرت المهم توفير الاساسيات وتحقيق نوع من الاستقرار
ام انك كشخص يهدف للثراء لا تستسلم من اول افلاس وتحاول فتح مشاريع جديدة.. هذا هو المقصد من السؤال
ام انك كشخص يهدف للثراء لا تستسلم من اول افلاس وتحاول فتح مشاريع جديدة..
اجابتي في التعليق السابق كانت تهدف من الأساس لكي لا يكون الثراء بحد ذاته هدفا لأحد، فليعمل الإنسان ويفشل ويعاود من جديد ولكن ليس بدافع تحقيق الثراء ولكن لأهداف أخرى أكثر أهمية وعمقا كأن يصبح مثلا من النماذج التي يتم تدريسها عندما يتم الحديث عن الناجحين في مجال معين، ولاحظ هنا أن تحقيق هدف كهذا سيأتي معه بالتأكيد عوائد مادية قد تصل الإنسان لحد الثراء، ولكن هذا لم يكن الهدف من البداية، ولهذا أقول لا يجب أن يكون هدفنا الوحيد من أي شيء نقوم به هو المال، المال سيأتي طالما أننا ننسعى، ومقداره محدد على حسب مقدار السعي، والسعي فيما يناسبنا.
وجهة نظرك اذا أن الثراء لا يصلح أن يكون هدفا لكنه قد يكون نتيجة مصحوبة بأي هدف وغيابه لا يؤثر على الهدف طالما هناك نوع من الاستقرار الثابت، هذه فكرة قد يتباناها الكثير ( وأنا منهم صراحة)
لكن ليس الجميع على نفس المبدأ والرأي وهناك من يعتبر الثراء هدفا في وقتنا الحالي و ينظر أنه بوصوله للثراء سيسهل عليه او قد يصل اصلا لاهداف أخرى كثيرة مصحوبة معه.. هذا هو الغرض من المناقشة لمعرفة آراء الآخرين بهذا الأمر والرأي الذي يتبنونه
وجهة نظرك اذا أن الثراء لا يصلح أن يكون هدفا لكنه قد يكون نتيجة مصحوبة بأي هدف وغيابه لا يؤثر على الهدف طالما هناك نوع من الاستقرار الثابت، هذه فكرة قد يتباناها الكثير ( وأنا منهم صراحة.
بالضبط، هذا هو مبدأي الذي أطبقه في حياتي، وبالمناسبة أنا لم أكن كذلك فيما مضى كنت كالجميع أسعى لأن أكون ثرية، إلى أن أدركت أن هناك أمور أهم من المال، وكلامي لا يعني أن المال ليس مهما ولكن اقصد أنه ليس الشيء الوحيد الهام لهذا الأفضل دائما أن نوازن بين كل الأمور الهامة في حياتنا.
الحقيقة أنا أكره كلمة فشل وبدلا عنها أفضل استخدام (محاولة لم تكتمل) وعن المحاولات التي لم تكتمل ولم يقدر لها النجاح في حياتي فقد مرت. أؤمن أيضا أن المحاولات دائما متاحة وموجودة ولكن كم المحاولات هو الذي يقل مع كل خسارة وإذا لم تكن تتقدم للأمام فستكون المحاولات القادمة أقل جودة وأقل رفاهية وأقل كما.. الإنسان الفطن هو الذي يتعلم من تجاربه ويصنع من مجموع هذه التجارب فارقا.. وأنت رفيق ما هي المؤشرات التي عندما تراها في شخص تتوقع له الخسارة؟
إذا أنت تؤيدين فكرة الكاتب الى حد ما.. والفرق بالنسبة اليك انه حتى لو توقف عن المحاولة عند حد معين يسمي تجربته في ذلك المجال محاولة غير مكتملة وليس فشلا،
بالنسبة لسؤالك، أنا من الأشخاص الذين يتجنبون الأحكام الاستباقية دائما بصراحة، اي لا احكم على شخص بالخسارة بسهولة.. لكن يمكنني ان احكم علر شخص او اتوقع له النجاح بسهولة! لأن معايير النجاح واضحة، وغالبا لا تتوقع الغرق لمن يجيد السباحة، اما الخسارة فموضوع صعب جدا.. لأني لا أعيش حياته فيمكن في أي لحظة مفاجئة أن يجد دعما أو حلا أو تخطر له فكرة منجية.. الخ أو يتجنب الخسارة بطريقة غير أخلاقية وأساليب احتيالية،
لو كنت ولا بد واضعا بعض المؤشرات نظريا في محاولة للإجابة على سؤالك ستكون: التزامه الديني ضعيف على الاقل ظاهريا/ سمعته بين الناس سيئة وثقتهم فيه ضعيفة أو معدومة/ تعامله مع خساراته السابقة أو محاولاته غير الموفقة ليس بناءا ولا يتعلم من أخطائه... ربما هذه من بين المؤشرات التي تجعلنا نتوقع لشخص ما الخسارة
مؤشرات النجاح واضحة لكل مجال، وإن تحدثنا بصفة عامة:
. بر الوالدين.. علامة مشتركة عند أغلب الناجحين حتى غير المسلمين!
. الصبر والصبر والصبر، العامل الأهم بنظري، عندما ترى شخصا لا ينظر عند قدميه، لا يتسرع، لا يغتر لا بالربح السريع ولا بمشاكل بداية الطريق فعيناه دوما ناظرتان للأفق ويعلم الى أين يتجه ويؤمن بما يقوم به ونتيجته على المدى البعيد
. القدرة على التحمل وعدم التأثر بالمحبطات الخارجية
. التخطيط لكل الاحتمالات وتحمل المسؤولية حتى عند أسوء احتمال، دائما يملك خطة ب
. المرونة في التعامل والقدرة على التكيف مع الأحداث والتعلم من الأخطاء والتجارب السابقة
. الثقة بالنفس والتركيز على أهدافه دون ضعف أو حياد
. التفكير خارج الصندوق و سرعة البديهة في إيجاد الأفكار المنجية في الوقت الحرج
. يعرف الوقت المناسب للتوقف وتغيير الطريق.
هذا ما خطر ببالي حاليا
عن نفسي لا أحيد عن مسار أو هدف من الخسارة الأولى، وأرى في ذلك استسلام سريع لا يليق بي، وغالباً ما أغير طريقة التفكير والتخطيط ومسار السعي ثم أحاول مرة أخرى باحثاً عن النجاح.
ولكن لا اكرر الأمر هكذا دائما فأنت في مرحلة ما يجب أن تتوقف وتتنازل تماماً عن الهدف، لأن في إصرارك عليه استنزاف لوقتك وطاقتك ومالك وعلمك ونفسك.
وأقصد هنا الأهداف التي نجد أنها أكبر من قدراتنا أو صعبة التحقيق لدرجة أن تعدد المحاولات لم يجدي معها نفع
من يحاول عموماً لا يحق لأحد أن ينعته بالفاشل، أنا أرى أن الفاشل هو الذي لم يحاول، لا الذي حاول ولم يصل أو مازال يحاول، فنحن مكلفين بالسعي وغير مسؤولين عن النتيجة، وبالمناسبة في المحاولة نفسها مكاسب حتى لو لم تصيب الهدف، وانظر مثلاً في قصة نزول سورة الجن ، وفي قوله تعالى ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرأنا عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به) هنا كانت محاولة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لدعوة قوم ولكنها فشلت ولكن في محاولته جاء العوض من الله بهداية قوم من الجن.
القصد هنا أن لا نفقد الأمل ونحكم على أنفسنا بالفشل وأن نحاول وندرك أن المحاولة بحد ذاتها نجاح.
التعليقات