في المجموعة القصصية الرائعةwww للأديب الراحل أحمد خالد توفيق، كان بطل إحدى القصص هو مراهق يحاول الخروج عن سرب عائلته بارتكاب العديد من المخالفات الأخلاقية والأفعال الشائنة .. وما دفعه لذلك هو أنه كان يتخيل نفسه أذكى من أن يُكشف، كان يرى أن جميع من حوله أقل ذكاءً منه، وأنه متفرد عنهم.. ولكن صاحبنا يتعرض للصدمة حينما يعرف أن كل أفعاله بديهية للغاية .. هو ليس بالذكاء الذي تصور نفسه به، بل إن كل من يمارسون سلوكه يفعلون نفس السلوك على الإنترنت، والقاسم المشترك بينهم أنهم جميعًا يظنون أنهم أذكياء وأفطن الجميع، والحقيقة أنهم جميعًا يتقاسمون نفس الوهم، فليس أحدهم بالذكي ولكنهم مخدوعون

بطل القصة واهم، يظن نفسه قد فطن لما لم يعرفه أحد ولكنه مخدوع، فهكذا هي حيل الإنترنت؛ متشابهة ولكن الجميع يظنون أنهم قد وصلوا إلى خدعة عظيمة، وفي الغالب تكون الخدع على الإنترنت سببها الإندفاع والرغبة في الوصول إلى ما يصعب الوصول إليه على أرض الواقع ..

وهنا نصل إلى نقطة جوهرية وهي مستوى الذكاء بشكل عام على الإنترنت، فبطل قصتنا أو غيره كلاهما قد يظن نفسه مثقفًا أو واعيًا ولكنه في الحقيقة تحت مخدر كبير إسمه " وهم المعرفة"

فبرأيكم كيف يمكننا تقييم مستوى المعرفة الخاص بنا، ونتخلص من وهم المعرفة؟