يقولون ليلى في العراق مريضة ... يا ليتني كنت الطبيب المداويا

زكي مُبارك كاتب مجنون! لا أجد وصفًا أنسب من هذا.

في نفس الوقت هو كاتب معسول اللسان، خفيف الدم. هناك لحظات كثيرة في هذا الكتاب جعلتني أنفجر ضحكًا، وأتوقَّف عن القراءة، وأحاول أن أبحث عن أقرب شخص أقصُّ عليه ما قرأته للتو!

الكتاب يبدأ بقصّة، أن تُرسل مصر الدكتور زكي مبارك، إلى العراق لمعالجة ليلى المريضة، التي عجز عنها الأطبّاء.

ليلى تكون مريضة بداء لا نعرفه، ولا يتعرَّض له زكي أصلًا. يتحوَّل الأمر سريعًا إلى حب من زكي، وعناد وصدود من ليلى، وبذل في بعض الأحيان.

ليلى لوحدها قصّة، تشعرُ أنّها "اللغة العربية" في زيِّ أنثى. عندما تكمل صفحات الكتاب، يراودك شعور أن ليلى ليست حقيقية، لكن زكي يصف من الأحداث في العراق في تلك السنوات، ما يجعل الأمر عسيرًا على شخص لم يتواجد فعلًا في هذه الدولة في تلك المدّة أن يكتب هذه الكتابة.

لكنِّك بعد فترة ستسلم، لن يهمّك أن تكون ليلى حقيقية أم لا، لأنّ زكي سيُضحكك ويُبكيك على طول صفحات الكتاب، وفي أحيان كثيرة يستفزِّك!

أقول من يقرأ لزكي مبارك، سيتعلَّم خفة الدم والجرأة، سيتعلَّم كيف يتودّد للنساء، سيتعلَّم أن يكتب كتابة عربية جذّابة، سيتعلَّم أن كتابة الموقف المُحرج بكلمات معسولة سيجعلك ترغب في إعادة خوض ذلك الموقف مرَّة أخرى!

اقرأوا الكتاب، لستُ ناقدًا موضوعيًا لهذا الكتاب، أنا أحبُّ زكي مبارك، وأترحَّم عليه وأدعو أن يغفر الله ذنوبه!