أهلا وسهلا..

بداية

وأنا أتصفح راقتني هذه العبارة "الإمساك بأرنب سهل من الإمساك بقارئ"، وهي إن صح القول حكمة، صاحبها الروائي الكاتب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز  الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1982، من الأكاديمية السويدية عن رواياته وقصصه القصيرة..

يعني بالرغم من كل نجاحه، يعتقد فعلا أن الكاتب ليس من السهل عليه أن يحافظ ويمسك من الأساس قارئا، فليصد أرنبا أسهل له.. فصعب فعلا أن توصل المعاني والعبارات بشكل بسيط وبليغ في الآن نفسه، خاصة أننا الكتاب العرب لدينا اللغة العربية الفصحى بحر لا نهاية له، ناهيك أن الكتابة الروائية تحتاج جهدا في الجمع بين السرد والأحداث، والحبكة المتماسكة..

لكن ألا يتطور مستوى الكاتب الروائي؟ إلى متى يمكنه أن يظل بسيطا؟

الحقيقىة أن هذا السؤال جعلني أتأمل بين مفهومين، البساطة والبلاغة، وأيهما يؤدي إلى البراعة؟

وتبادرت إلى ذهني هذه الأسئلة حين كنت أقرأ مراجعات وآراء حول رواية "سقطرى" للكاتبة حنان لا شين، والتي سبق وأن نشرت مراجعات حول سلسلتها الروائية "مملكة البلاغة"..

المهم أن رواية "سقطرى" هي خامس كتاب ضمن السلسلة، والكثير من القراء انتظروها، فاجئتني العديد من التعليقات التي تقول أن الحبكة جيدة وتماما تليق بالسلسلة الخاصة بالروائية، لكن معظمهم إن لم نقل مثلهم ضايقهم أمر أسلوب الروائية، فهي كتبت بأسلوب بليغ ومفردات جعلتهم يعتقدون انها تتباهى بقدرتها هذه، وبعضهم حتى لم يعد يرغب بإنهاء الرواية، يعني لا يمكن في النهاية أن نتوقع نفس الأسلوب، ل5 أعمال، وعلى مدار سنوات..

وهنا تذكرت عبارة ماركيز.. الإمساك بأرنب أسهل من الإمساك بقارئ

يعني مهما بلغت براعتك، لن يعجب القراء بكل أعمالك، فخطأ من هو؟