كتاب الإنسان يبحث عن معنى: ظاهرة الموت العاطفي، كيف نتغلب عليها؟

فهل حدث معكم أن شعرتم بأنه لا يوجد معنى أو قيمة لقتالنا وسعينا بالحياة، وكيف تغلبتم على ذلك؟

حدث ذلك العام الماضي، كانت مرحلة صعبة جدًا ما زالت تبعاتها تلاحقني حتى الآن، ولسبب خارج عن إرادتي كليًا وهذا ما يزيد الأمر صعوبة، لا أود الخوض في التفاصيل ولكن تلك الفترة كانت مليئة بالإنسحابات من كل شيء، وكأنني أغلقت على نفسي واختبأت في قوقعتي، وهنا تكمن المشكلة، حيث تفاقم كل شيء وحسب.

أعتقد أن الأمر يتم في الداخل بشكل كبير، أن تعقد مناقشات وجلسات فكرية عميقة مع نفسك، أن تشكك باستمرار في جدوى الإستسلام، لا بأس بتحويل الأمر إلى تحدي، فالإستسلام هزيمة في النهاية، ولا ينبغي قبول الهزيمة..

حاول العودة حتى لو كانت عبر إرغام نفسك على ذلك، سجل في دورة تدريبية هكذا فقط دون تفكير، قم بالإنضمام إلى فريق عمل، ابدأ بمشروع جديد، شارك في مسابقة، استعد جدول أعمالك ونشاطاتك، اقبل دعوات أصدقائك، رشح نفسك لمنصب ما، افعل شيئًا يدفعك للسعي من جديد..ثم ضع هدفًا أمام كل هذه الأنشطة: أن تكون أفضل نسخة منك على الأقل مقارنة بك سابقًا.

وهذا ما تمكنت من استحضاره حاليًا، أرجو أن يعود بالفائدة على من هو عالق في مرحلة شبيهة.

ربما من طرق التغلب على هذا الشعور هو الإيمان بأن كل منا مخلوق لسبب ولم يُخلق سدى، لأن الكون لو لم يكن في حاجة لك لما خلقك الله من الأساس!

فوجودك، بغض النظر عما تراه أو تعتقده حينها، له أسباب قد لا تدركها أنت، تمامًا كما أن وجود غيرك حولك قد يكون مفيدًا لك.

هكذا ندرك أن لنا رسالة نؤديها في العالم حتى لو لم نكن نراها، أما سعداء الحظ فهم من يصلون إلى صلة الربط بين حياتهم والهدف الذي وجدوا من أجله.

 أن الإنسان إن لم يبحث عن معنى لحياته ويقاتل بشراسة لأجله فهو لا يستحق أن يحيا حياة الكرام.

أتفق تماماً مع هذه المقولة، وأود أن أضيف أن الإنسان الذي لا يجد معنى أو هدفاً في حياته قد يتعرض للإصابة بالاكتئاب مما يؤثر سلباً على حالته النفسية وحياته الشخصية لذلك من المهم أن نؤمن بأننا مخلوقون لهدف ما في الحياة، حتى وإن كان هذا الهدف بسيطاً للغاية، قد يكون الهدف هو مساعدة الآخرين أو نشر الابتسامة على وجوه الناس، فإذا نظر كل فرد في حياته بتمعن، فسوف يكتشف الأسباب التي تجعله موجوداً في هذه الحياة، وستظهر له قيمة ومعنى لوجوده، لكن برأيك، ما هي الطرق الأخرى التي يمكن للإنسان من خلالها اكتشاف قيمته في الحياة؟

أفهمك. والحل لذلك أن تفعل أشياء خلال يومك تعدها أنت شخصيا مهمة. لا يجب أن تكون أشياء كبيرة، وبراقة. فقط، ولو شيء واحد يهمك أمره، وتعده مفيدا: ساعد شخصا، أطعم قطة أو حمامة، اسق زرعا، زر مريضا، احمل عن حجة كبيرة مشترياتها، أي شيء من أعمال البر. لذا، حتى إذا لم تشعر أن عملك ومجاهدتك لهما معنى، فما زال وجودك بحد ذاته له معنى.

إن كانت النتائج التي نصل إليها مرارا أقل من طموحنا هذا سيولد لدينا شعور الموت العاطفي والرغبة في اللافعل واللاشيء ..

يتجاوز الإنسان ذلك أولا بالسماح بالشعور بذلك : الشعور باللارغبة لفترة ما على أن لا تطول ثم ليسمح لها بالرحيل ثم يستعيد تدريجيا جداوله ومهامه مستعينا في ذلك بدوافعه من كل ما يقوم به، ويا لحظه إن كانت دوافعه مربوطة بالقوة العظمى " الله" هنا سيدخل كل معركة بنفسية أن ليس لديه ما يخسره، سيسعى ويترك النتائج على الله عزّ وجلّ ..

فهل حدث معكم أن شعرتم بأنه لا يوجد معنى أو قيمة لقتالنا وسعينا بالحياة

أؤمن بالعكس، وهو أنه لا معنى للحياة بدون قتال أو سعي، فما نحصل عليه بدون جهد يُذكر، يذهب هباءًا دون فائدة تُذكر، لم أعتد أن أحصل على شيئ سهل، فكل ما حصلت عليه سعيت جاهدة لتحقيقة، واستعنت بالله لأستمر وأتجاوز التعب والإرهاق للوصول لهدفي، أعرف أن وراء كل صعوبة تقابلني لحظات نجاح ممتعة يدوم تأثيرها في حياتي، بينما وراء كل استرخاء وتسويف تراكم لأعمال أكثر مشقة وإخفاقات مستمرة.