لسنا مضطرين إلى الدراسة ثم العمل ثم الزواج، ما المشكلة في تغيير الترتيب؟

لماذا الواحد منا لا يزال مضطرًا إلى انتظار التخرج من الجامعة حتى يتزوج

هذا الأمر على وجه الخصوص لا يتعلق بالآخرين بقدر ما هو يرتبط بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية، فالتخرج من الجامعة في حد ذاته يضمن مستقبل أفضل ويساعد على إيجاد فرصة عمل مناسبة تؤهل صاحبها للزواج وتكوين أسرة، أي أنه ضروري للكثير من الناس ليتمكنوا من تحمل مسؤوليات الزواج من الناحية المادية، لذلك أؤيد الزواج بعد التخرج وليس خلال الدراسة لأني رأيت نماذج كثيرة لم تتمكن من استكمال الدراسة كما ينبغي بعد الزواج بسبب كثرة المسؤوليات، وفي نفس الوقت لم تكن قادرة على العمل بوظيفة توفر دخل مادي مناسب بدون تخرج.

كيف يختار الإنسان طريقه الشخصي في الحياة بعيدًا عن المفروض عليه؟

أول شيء يجب القيام به هو البحث عن شغفنا في الحياة والهدف الذي نرغب في الوصول إليه، والسعي بعدها للوصول إليه بأي شكل دون الاهتمام بالناس وما سيقولوه عنا إذا خالفنا العادات والتقاليد طالما أننا لم نقم بشيء محرم.

ومن قال أن الجميع ملتزمون بهذا الترتيب ( رغم منطقيته )

احدى قريباتي منذ ٢٠ عام . تزوجت وسافرت الى اوربى مع زوجها للدراسة بالجامعة ... سكنو بغرفة واحدة حتى التخرج و بدء العمل ... لم ينجبو اطفال قبل التخرج ...

بعد ١٥ عام انفصلو و كل واحد انتقلل للعيش في دولة مختلفة و الاطفال توزعو على الدولتان حسب الاهتمام ...

هنا العبرة بنجاح التجربة بغض النظر عن النهاية ...

اماوجهة نظري ...

يجب الاخذ بعين الاعتبار مهما يكن ترتيب السير بالحياة ... انجاب اول طفل سيغيرها و تعتبر نقطة مفصلية.

فجئةيأتي كائن جديد ترغب بأن تقدم له كل وقتك وطاقتك . وسيكون منافس لأي طاقة ترغب باستثمارها بدراسة جامعية مثلا ... ضيف طفل ثاني .... وثالث وتنتهي المعادلة...

الأجيال الحالية تتمتع بموارد وفرص أكبر، مما يسمح لها باختيار مسارات حياتية جديدة تتماشى مع اهتماماتها وطموحاتها.

أما كيفية اختيار الإنسان طريقه الشخصي بعيدًا عن ما هو مفروض عليه، فهذا يتطلب بعض الخطوات مثل:

التعرف على ما يهمك حقًا وما هي اهتماماتك وشغفك، والقدرة على اتخاذ قرارات بناءً على قيمك ومبادئك وليس ما يتوقعه الآخرون منك. والخروج من منطقة الراحة وتجربة مسارات جديدة، سواء في التعليم أو العمل أو الحياة الشخصية.

مع الاستعداد لمواجهة الضغوط المجتمعية والتوقعات الخارجية التي قد تحاول إعادتك إلى الطريق التقليدي.

و الاطلاع على تجارب الآخرين والبحث عن المعلومات التي تدعم قراراتك

اتفق ولكن ليس كلياً, فلماذا نربط بين ترتيب أحداث حياتنا بالموارد والفرص, بل علي العكس لو نظرت من زاوية أخرى فقد تقول أنه في العصور الوسطى مثلاً كانت لك حرية التنقل والدراسة بل ولو تميزت في أحد المجالات كالطب أو الهندسة أو البناء (مع صعوبة التعلم في وقتها) فقد تصبح من الشخصيات التاريخية حيث عدد المتخصصين كان قليل, ولكن أنا من وجهة نظري أربطها بطريقة الحياة في مجتمع ما في حقبة زمنية ما, ومع ذلك فالكثير من الناس يغير هذا الترتيب بل وأمامك طرق كثيرة غير تقليدية قد تسير فيها ولن يجبرك أحد على عكس ذلك

كيف يختار الإنسان طريقه الشخصي في الحياة بعيدًا عن المفروض عليه

أعتقد ان الإنسان يمكنه الاختيار على أي حال، حتى في حالات مفروضة عليه كما ذكرتي، فهو ايضًا يختار أن يتبع إرادة الآخرين ولا يعترض.

اما عن ترتيبات الحياة فهي تختلف تبعًا للظروف والقدرات والفرص، في الجامعة كان لدي بعض الزميلات متزوجات بالفعل، وبعضهن قررن تأجيل الدراسة للإنجاب وإعادة استكمالها لاحقًا، وبعضهمن التحقن بوظيفة بجانب الدراسة، وانا التحقت بوظيفة وبدراسات عليا بعد زواجي بسنوات، وغيرنا كثيرين، لا أظن ان هناك نمط واحد للحياة يتبعه الجميع.

أوافق طبعا لأن العمل على وجه الخصوص لا يرتبط بالدراسة بل بالحرفية ولكن الروتين والاعراف الزائفة هي التي دفعت الكثير من الناس الى السير على هذا الطريق الممل

الطريق الآمن.

هذا السؤال يثير نقطة مهمة حول المسارات التقليدية للحياة والتوقعات المجتمعية. دعونا نفكر في هذا الموضوع بشكل أعمق:

1. تغير الأنماط الاجتماعية:

  - المجتمعات تتطور وتتغير، وما كان مقبولاً في الماضي قد لا يكون ملائماً اليوم.

  - هناك تزايد في قبول المسارات الحياتية غير التقليدية.

2. الاختلافات الفردية:

  - كل شخص لديه ظروفه وأهدافه الخاصة التي قد لا تتماشى مع النمط التقليدي.

  - المرونة في ترتيب هذه المراحل قد تسمح للأفراد بتحقيق أهدافهم بشكل أفضل.

3. الفرص والتحديات:

  - تغيير الترتيب قد يفتح فرصاً جديدة، مثل السفر أو بدء مشروع تجاري مبكراً.

  - لكنه قد يجلب أيضاً تحديات، مثل صعوبة العودة للدراسة بعد الزواج أو العمل.

4. التأثيرات الاقتصادية:

  - الظروف الاقتصادية المتغيرة قد تجعل النمط التقليدي صعباً للبعض.

  - قد يكون من الضروري العمل قبل إكمال الدراسة لتغطية التكاليف.

5. النضج والخبرات الحياتية:

  - تجارب الحياة المختلفة تساهم في نضج الفرد وقد تؤثر إيجاباً على قراراته المستقبلية.

6. المرونة في سوق العمل:

  - أصبحت الوظائف والمهن أكثر مرونة، مما يسمح بالتعلم المستمر والتغيير المهني.

7. التوقعات الاجتماعية:

  - رغم التغيرات، لا تزال هناك توقعات اجتماعية قد تضغط على الأفراد للالتزام بالنمط التقليدي.

في النهاية، ليست هناك مشكلة جوهرية في تغيير الترتيب طالما أن الفرد يتخذ قرارات مدروسة تناسب ظروفه وأهدافه. المرونة في تخطيط الحياة قد تكون مفيدة، لكنها تتطلب وعياً بالتحديات والفرص المرتبطة بكل خيار.