لماذا يضحك شخص ما على نكتة خاصة ولكنه يشعر بالحاجة إلى ذكر أنها مسيئة عندما يكون في الأماكن العامة – أو العكس؟
ما رأيك، وهل لديك أمثلة؟
هذا سلوك شائع لدى معظم البشر برأيي.. فكثيرا ما نجد البعض يقدمون في الخفاء أو الأماكن المغلقة، على ما لا يقبلون فعله إطلاقا بالأماكن العامة!
حتى أن طريقة حديث البعض تختلف بالأماكن العامة، عنها بالأماكن المغلقة!
وأظن أن ذلك يحدث تجنبا للإنتقاد المجتمعي؛ فمعظم تلك الألفاظ، والنكات، والتصرفات تكن غير مقبولة لدى قطاع كبير بالمجتمع.
هذا التناقض سببه الضغط الاجتماعي والتكيف مع البيئة. في الخفاء، يضحك بحرية، لكن في العلن، يخشى الحكم عليه أو يسعى لإظهار موقف أخلاقي. سلوك يتشكل حسب الجمهور، لا القناعة الحقيقية!
ما رأيك، وهل لديك أمثلة؟
شخص يشتري منتجًا مقلدًا (مثل ساعة فاخرة مقلدة) لأنه يعجبه السعر والمظهر، لكنه في العلن، عندما يُسأل عن المنتجات المقلدة، ينتقدها بشدة ويدافع عن أهمية شراء المنتجات الأصلية، حفاظًا على صورته الاجتماعية.
هذا السلوك يرجع غالبًا إلى الاختلاف بين القناعات الشخصية والسياق الاجتماعي. فالإنسان يتأثر بالمجموعة التى يوجد فيها، وقد يضحك على نكتة لأنه يشعر بالأمان أو لأن البيئة تسمح بذلك، لكنه في الأماكن العامة قد يشعر بالضغط الاجتماعي لتبني موقف مختلف، إما خوفًا من الحكم عليه، أو رغبةً في الظهور بمظهر معين. مثال على ذلك: شخص قد يضحك على نكتة ساخرة مع أصدقائه المقربين لكنه في العمل أو على منصات التواصل الاجتماعي يتجنب ذلك، لأنه يدرك أن الجمهور هنا أوسع وأحكامهم قد تكون أكثر صرامة.
نعم، السلوك الاجتماعي في هذا السياق يكشف بالفعل النمط في الشخصية. فهناك النمط المحافظ في كل مكان يتواجد فيه سواء عام او خاص، بينما هناك نمط من الافراد يتعامل مع نوعية المكان وهو ما تفضلتي بالمثال الذي كان واضح تماما.
ولكن، هل نخشى الناس أم نخشى ان يهتز مركزنا الاجتماعي وهل يمكن للشخص ان يكون بنفس الهيكل السلوكي في كل الاوقات؟
في كثير من الأحيان، لا يكون الخوف من الناس بحد ذاته، بل الخوف من فقدان المكانة أو التقدير الذي نتمتع به فى المجتمع. البشر مخلوقات اجتماعية بطبيعتها، والمكانة تلعب دورًا كبيرًا فى تحديد كيف ينظر إلينا. لهذا السبب نجد أن البعض يتصرف بحذر أمام جمهور معين، ليس لأنه يخشى رأي الآخرين، بل لأنه يخشى أن يؤثر ذلك على صورته الاجتماعية أو فرصه المستقبلية.
اما السؤال الثانى : هل يمكن للشخص أن يكون بنفس الهيكل السلوكي في كل الأوقات؟ نظريًا نعم، ولكن عمليًا نادر جدًا حتى الأشخاص الذين يبدون ثابتين لديهم بعض التعديلات في سلوكهم وفقًا للموقف. فالشخص الذي يكون جادًا في العمل قد يكون أكثر مرحًا مع أصدقائه، ليس لأنه متناقض، بل لأنه يستطيع أن يوازن بين الأدوار المختلفة التي يلعبها في حياته.
نعم ألاحظ ذلك في نكات العنصرية، أحيانًا لا يكون غرض الضحك هو التنمر وغيره، ولكن تجنب الضحك في مكان عام هو الخوف من آراء الآخرين، ولذلك نلجأ للضحك مع المقربين فقط، ولكن على الناحية الآخرى، كما نعلم فالنكات أحيانًا (وتحديدًا لو الشخص يذكرها باستمرار) قد تعبر عن آراء الشخص الجدية وليس فقط حالة ضحك عابرة.
التعليقات