دائمًا ما أشعر بأن هذا السؤال ملتوٍ إلى حدٍّ كبيرٍ، ولا أعلم من أي منطقةٍ يمكننا أن نختار أفضل إجابةٍ.
في رأيكم، ما هو الأسلوب الأمثل للإجابة على هذا السؤال؟ وما الذي يرغب مقيم المقابلة في سماعه؟
تعرضت للسؤال ذات مرة خلال مقابلة، وأعتقد أن المقصود به هو العيوب التي تؤثر على العمل، وأرى كذلك أنه يجب التطرق للعيوب التي يجد المتقدم للوظيفة صعوبة في إدارتها.
يعني لو كان من عيوبه التشتت السريع، والانفعال السريع، وكان قادرًا على إدارة غضبه والتعامل معه وتهدئة عصبيته، فلا بأس بعدم ذكر هذه النقطة، بينما لو كان يلزمه بيئة عمل بصفات معينة توفر له الهدوء وتقلل من تشتته فيجب أن يتطرق للمشكلة مع الحل.
هذا رأيي، يجب ألا يعد بتقديم شيء هو يدرك أنه غير قادر على تقديمه.
أرى كذلك أنه يجب التطرق للعيوب التي يجد المتقدم للوظيفة صعوبة في إدارتها.
برأيك كم نقطة ضعف يمكنه أن يذكر؟
من المفترض يا علي أن تذكر عدد محدد من العيوب مثلا عيبين كحد أقصى. اذ يجب أن تتجنب التطرق إلى قائمة طويلة من نقاط الضعف قد يصل بك إلى بر الأمان.
أيضًا حاول أن تنتخب العيوب بعناية، فليس كل عيب يمكن أن يقال. على سبيل المثال من الافضل أن تكون نقاط ضعفك كالتالي:
يبدو أنني أواجه تحدي في تحقيق التوازن بين حياتي الخاصة وعملي.
أو يبدو أنني أنغمس بشكل كبير في مسؤوليات العمل.
أو أنني أشعر بالمماطلة قليلاً
بالطبع لا تكتفي بذكر مواطن الضعف حيث لابد أن تخبره عن الاستراتيجيات التي يمكن تتخذتها للتغلب على نقاط ضعفك و ما الذي تفعله للتغلب على الأمر. وهكذا
بصراحة لم أفهم قط ما غرض هذا السؤال. هل المقصود به نقاط ضعفك الوظيفية: أي ما الأمور التي ليس لديك خبرة بها أو خبرتك بها ضعيفة، وتحتاج للعمل عليها. وإن كان كذلك، فلماذا لا يسألونه بهذه الصيغة.
منذ فترة كنت أبحث في الأسئلة التي تسأل في مقابلات العمل، والأجوبة المقترحة. وكانت الإجابات المقترحة لهذا السؤال غريبة جدا. الكاتب يقول أنك يجب أن تذكر نقاط ضعف هي في الحقيقة ميزات مثل: كم أنك تحب العمل، ولا تستطيع التوقف عنه، أو أنك لا تستطيع أن ترفض طلبا لأحد! بصراحة، لم أجد هذه الأجوبة، وهذه الطريقة مناسبة. فما الغرض من هذا كله؟
إن كانت نقاط ضعف شخصية، فهي "شخصية"، وليست للمشاركة مع أناس لا أعرفهم. وإن كانت نقاط ضعف تتعلق بالوظيفة، إذا لم لا يتم صياغة السؤال ليكون واضحا بهذا الشأن؟ أو حتى أن يقول ما الأجزاء التي تفضل العمل عليها في الوظيفة؟ حينها سيفهم ضمنيا ما الذي لا يريد الشخص العمل عليه؟
ثم، إن لكل مزية عيب، ولكل عيب مزية. فالشخص المتقن الذي يتفقد العمل الذي قام به، ويراجعه عدة مرات. عيبه قد يكون أنه بطيء في العمل، ويغرق في التفاصيل، وهكذا.
اعذرني على الخروج عن سياق السؤال، لكنها فعلا تساؤلات تدور في ذهني. أتمنى لو أن أحدا يعمل في قسم الموارد البشرية يجيبنا.
عن تجربتي الشخصية، أحب الحديث في هذه النقطة عن عيوبي السابقة و كيف استطعت تخطيها و تحسين أدائي و كيف أثر هذا فعليا على أدائي الوظيفي و الاجتماعي، و دائمًا ما أذكر هذه النقطة تحديدًا و هي التأقلم حيث كنت أواجه مشاكلًا عديدة في التأقلم مع البيئات المختلفة و الأفكار المتناقضة معي، أما الآن فأستطيع تقبل كل الآراء و التعامل مع جميع فئات المجتمع بكل سلاسة مما يجعلني أكثر نجاحًا في بيئة العمل و شخصية أكثر جاذبية.
كما يوجد الأثر السيكولوجي و الأيديولوجي .
الحقيقة لا أجده سؤال جدير بأن يسأل وطالما هو كذلك فكيف نجيب سائله؟! سؤال غريب حقاُ قد لا يسأل إلا في بيئة العمل الحر. ولكن ألا يكفي صاحب العمل أن يطلع على إنجازات المستقل من خلال معرض الاعمال ثم التقييمات في عمومها حتى يطمئن إلى أنه لا يخطي الاختيار و التوظيف؟! وكيف سيكون إجابتنا ساعتها؟ هل لو أحدنا يعرف عن نفسه عيوب سيذكرها كما هي في الواقع أم يذكر ما يشاء ويدع منها ما يشاء؟ لذلك، لا أرى جدوى من السؤال لأن الإجابة لن تكون واقعية بحال ولا يمكن قياس مدى صدقها من عدمه.
التعليقات