كيف ترون الطبيعة النسبية للخير والشر.. وبرأيكم ما هو المعيار المناسب لقياس مدى خيرية الأفعال والأشياء من شرها؟
ماذا تعني نسبية الخير والشر؟
سؤال مهم للغاية:
في قاعة النقاش التي خصصت لمناقشة "قانونية الاجهاض" قال أحد الزملاء : "يعتقد بعض الناس أن الإجهاض جريمة قتل بينما لا يعتقده الآخرون ، فالأمر متروك للشخص حقًا للوصول إلى استنتاجه بناءً على الأدلة التي قدمها له كلا الجانبين."
قد يكون الاجهاض بسبب: حمل أم بجنين مشوه والأم نتيجة الوراثة تنجب اطفال مصابون بالتشوه وسرعان ما يتوفوا .. هل الاجهاض هنا خير ام شر؟
قد يكون الاجهاض بسبب: طفلة عمرها 15 عام قد نضجت وتم الاعتداء عليها جنسيا وحملت .. الاجهاض هنا خير ام شر للفتاة الطفلة؟
قد يكون الاحهاض بسبب: امراة لديها 5 أطفال وقد بلغت من العمر 39 عام وحملت وترغب في اسقاط الجنين بسبب عدم قدرتها على الحمل وان الحمل جاء دون ترتيب وانها اصبحت كبيرة عليه. هل الاجهاض خير ام شر؟
جميع هذه المعضلات تشكل لنا معايير يجب ان تبنى على أدلة ومعلومات وقرار حكيم.
فعلا دكتور مازن من الصعوبة وضع معيار ثابت لتقاس الأفعال من خلاله، إن كانت خيرا أو شرا..
وتحديدا فيما يخص جدلية الأخلاق المهنية الطبية؛ فقد قتلها المفكرون والفلاسفة بحثا - خاصة المسلمون منهم- ، ومع ذلك لم يتمكنوا من وضع مبادئ ثابتة يمكن للطبيب الإلتزام بها بشكل تلقائي دون حرج... فصعوبة وحساسية القرار بهذا المجال، استتبعت بالتالي صعوبة في تحديد مدى خيرية القرار من شره.
نسبية الخير والشر تتمثّل إجمالًا في الدافع، حيث أن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الخير المطلق، والشر المطلق هو الدافع والسببية، فالعلاقة السببية بين الأشياء، وبين الأشخاص وبعضهم البعض، وبين الأشخاص والموجودات من حولهم، كلّها تدعو إلى دحش المفاهيم المطلقة المعنية بالخير المستمر أو الشر المستمر، أو الخير المطلق والشر المطلق، ولعلّ خير مقولة أذكرها في هذا الصدد تتمثّل في مقولة الكاتب إيريك فوتورينو في روايته قبلات سينمائية، حيث قال:
المشكلة في الحياة، أن الجميع لديهم أسبابهم.
في رأيي أن الدين هو المعيار في تحديد الخير و الشر ، فالدين الإسلامي دين قائم على الأخلاقيات و القيم ، و أنا هنا لا أتحدث عن الأحكام الشرعية كحكم الخمر و لحم الخنزير و الحجاب ، بل أتحدث عن الأخلاقيات الحميدة القائم عليها الدين الإسلامي ، فقد حدد لنا صفات الفرد المؤمن الصالح ، و حذرنا من الفساد الأخلاقي بكل صوره .
فنجد أن الحياء هو خلق الإسلام ، فمن تنزع منه هذه الصفة سيشيع الفساد الأخلاقي في الأرض .
أما بدون الدين فسيصبح الأمر نسبي يقع على رؤية كل شخص و ستصبح الدنيا في فوضى عارمة .
الله سبحانه وتعالى خلق الكون بكل ما فيه وهو خير للإنسان، ولكن لهذه المواد جانب شر آخر توصل له الإنسان، لأنه ليس هناك خير بنسبة مائة بالمائة، بل ينضم إلى ذلك الشرّ ، ولكن ما نسميه نحن شرا قد يكون خيرا من جهة أخرى، والعكس أيضا وعلى ذلك لا وجود للشرّ بنحو مطلق، بل وجوده نسبي أي أنه يعتبر شرّاً إذا نُظر إليه من زاوية معينة، وقد يكون خيراً من زاوية أخرى.
يختلف مفهوم الخير و الشر حسب الطريقة التي يرى بها كل شخص الأمور حسب منظوره الشخصي فمثلا في الحروب نجد بأن هناك دول تدمر دول أخرى بهدف التوسع، و هذا التوسع ينظر إليه ك "خير" من طرف الدول التي شنت الحرب لأنهم سيستفيدون من هذا التوسع، لكن في الطرف الآخر سنجد بأن الدول التي كانت تدافع عن أرضها تعتبره "شر".
هذا يعني ببساطة بأن مفهوم الخير و الشر يتجدد حسب الظروف التي يمر منها الشخص و حسب المنظور.
أتفق معك يونس، لكن إذا أردنا كطرف ثالث أن نحدد الصفة المناسبة لذلك التوسع بموضوعية، فكيف نقرر إن كان خيرا أو شرا ؟
سنرجع مرة أخرى إلى المنظور الذي يرى به الشخص الثالث موقف التوسع، أنا عن نفسي سأعتبره "شر" لأن هناك أرواح بريئة "أطفال صغار، شيوخ…" تقع ضحية هاته الحرب، و أي شخص لديه جانب إنساني سينظر إلى الموضوع بنفس الطريقة، لكن إذا كان هذا الشخص الثالث لا يهتم إلا بنفسه و محب للسيطرة، فمن الممكن و بشكل كبير أن يعتبر هذا التوسع ك "خير".
- يعنى مفيش خير مطلق ولا شر مطلق يا أمانى ... اللى بتحسبيه النهاردة شر ممكن تلاقيه بكرة خير .... كمان مثلا الاخلاق و الصفات الحميدة فى شخص ما او نظرة المجتمع للاخلاق مختلفة فى مجتمعات عن مجتمعات ...... مدى خيرة الافعال فى رأى من شرها هو مقياس الضرر الفعل اللى بعمله دا مضر او لا ... ايجابى او سلبى ... و بقيس الضرر دا نفسى او بدنى او روحى ... اى فعل بيجلب لصاحبة راحة نفسية او جسدية او روحية يبقى اكيد هو كويس زى العطاء مثلا بيديك شعور جميل بالراحة ... اى فعل بيجلب لصاحبة ضرر و انزعاج نفسى يبقى غلط زى السرقة مثلا ... دى وجهة نظرى و اخر ما توصلت له ... أرجو تكون اجابتى فادتك أو قدرت اشرحها بشكل كويس
التعليقات