ما زال الحديث عن ثورة الذكاء الاصطناعي يشغل العالم بأسره، وكل يومٍ تدهشنا الشركات التقنية بأدوات وأفكار جديدة في هذا المضمار، حتى أصبحنا نغفل ونهمل مستقبلنا وما يواجهه من مخاطر وتحديات إبّان هذه الثورة الهائلة. فما هو الوجه الآخر للذكاء الاصطناعي؟

هل تعلم أن الذكاء الاصطناعي يستهلك كميات كبيرة من الطاقة!! حيث تشير التقديرات إلى أن تدريب نماذج لغوية كبيرة، مثل GPT-3 يستهلك ما يقارب 1300 ميغاواط ساعة من الكهرباء، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة السنوي لـ 130 منزلاً تقريبًا.

ومع ذلك، يصعب تحديد استهلاك الطاقة لأنماط الذكاء الاصطناعي الحالية، فقد يكون أكبر أو أصغر حسب حجم النموذج وكفاءة الطاقة، ويقول الباحثون أن الشركات أصبحت أكثر تحفظًا في الكشف عن معلومات استهلاك الطاقة، خاصةً مع تزايد ربحية الذكاء الاصطناعي.

وتشير دراسة أجرتها جامعة هوجينج فيس إلى أن استهلاك الطاقة يختلف حسب نوع المهمة، حيث تتطلب مهام معالجة الصور طاقة أكبر من معالجة النصوص، ويقدر أن قطاع الذكاء الاصطناعي قد يستهلك ما بين 85 إلى 134 تيراواط ساعة من الكهرباء سنويًا بحلول عام 2027، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة السنوي لدولة مثل هولندا، كما أن زيادة حجم نماذج الذكاء الاصطناعي واستخدام المزيد من البيانات قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الطاقة، مما قد يعيق جهود كفاءة الطاقة.

ويقترح بعض الباحثين إدخال تصنيفات نجمية للطاقة لنماذج الذكاء الاصطناعي، مما يسمح للمستهلكين بمقارنة كفاءة الطاقة كما يفعلون مع الأجهزة الأخرى، وتبقى الحاجة إلى مزيد من البيانات والشفافية من جانب شركات التقنيات لتحديد التأثير البيئي الحقيقي للذكاء الاصطناعي بشكل كامل.

ومع ذلك، هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل استهلاك الطاقة للذكاء الاصطناعي، وتشمل هذه الخطوات استخدام الأجهزة الأكثر كفاءةً في استخدام الطاقة، وتحسين كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتدريب النماذج على مجموعات بيانات أصغر، كما يمكن للمستهلكين أيضًا لعب دور في تقليل استهلاك الطاقة للذكاء الاصطناعي من خلال اختيار استخدام الخدمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بكفاءة.

من خلال العمل معًا، يمكن لشركات التقنيات والمستهلكين والحكومات تقليل التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي مع الاستمرار في الاستفادة من فوائده العديدة.