من الصور التي رافقت ضجّة اعلان آبل عن نظارات واقع افتراضي جديدة Vision pro هي هذه الصورة المعروضة أمامكم.

الصورة مرَّت مرورًا يسيرًا بين روّاد التكنلوجيا، لكنَّها كانت مستفزِّة للآباء ولكثير من المشفقين على أثر التكنلوجيا على حياتنا.

هل نقوم بتصنيع مستقبل تقوده التكنولوجيا، أم نفتّت روابطنا الإنسانية الأصيلة؟

أظهرت الصورة والدًا غارقًا في تجربة الواقع الافتراضي، مستغرقًا بذلك وغافلاً عن أطفاله الذين يلهون بالصابون والفقاعات بجواره

يستهزئ جو بيرنشتاين، صحفي لمجلّة أجنبية من هذه الصورة ويقول: يبدو أنّها طريقة مناسبة لكي لا يتأثّر الأباء بمشاق التربية!

إيفان إيليتش كان فيلسوف وناقد اجتماعي مشهور في القرن الماضي، كان يحذّر من أيّام كهذه، حذر من أن التكنولوجيا يمكن أن تدمر الجسر بين البشر، وتحجبنا عن معاني كثيرة وعميقة في روابط حياتنا اليومية.

لا يُمكن أن تُنكر قوَّة البصر في تأصيل نظرة حنان لأب وأم لطفلهما، أو نظرة غرام لعاشقٍ لمحبوبته. هذه الأشياء تُريحنا، وتربطنا بالمقابل، وتؤكِّد وجودنا في هذا العالم.

إذا تحوّلنا للعالم الرقمي، للشاشات الرقمية والهواتف ونظارات الواقع الافتراضي، هل سنفقد هذا الاتصال؟

بين طنين الاشعارات، وسيل البيانات الرقمية في كلّ يوم، كيف يمكنك الحفاظ على التواصل الأصيل بينك وبين الناس؟ هل تُعادل نظارة واقع افتراضي رؤية شرعية تراها لخطيبتك لأوَّل مرة، فتخوضان معًا نضالًا للعيون طال انتظاره؟ أم تعوِّض محادثات شاشة زرقاء سحرَ حنين يجمعك بها بعد سنين من الإلفة والمودَّة؟