مسلسل ولاد الشمس، متى يصبح الخروج من الطريق أصعب من الاستمرار فيه؟

رغم الكلام النظري الذي يؤكد إن الإنسان يصنع قدره بنفسه ويختار كل خطوة في طريقه، لكن لا يكون أمام الإنسان اختيارات لا نهائية يختار من بينها، بل يكون عادة محصوراً بين عدد معيّن من الاختيارات فيختار من بينها.

ولا يكون الإنسان حراً حقاً في اختيار كل شيء إلا لو دفع ثمن ذلك، من ترك البيئة التي يريد تغييرها، وقطع العلاقات بينه وبين الأشخاص الذين جمعهم تاريخ سابق من الأمور التي يود تغييرها، غير ذلك سيدور الإنسان حول نفسه.

رغم أنني أعتقد أن الحياة بشكل عام ليست عادلة مطلقا، حيث أن البعض يولد ولديه ألف طريق للنجاة، والبعض الآخر يولد وليس أمامه سوى طريق واحد يقوده إلى الهاوية، لكن لا يمكن القول أن الظروف تجبرنا على السير في طريق لا عودة منه. ففنحن دائما لدينا خيار التراجع وتغيير المسار، لكن الاختلاف يكمن في الأثمان التي يجب ان ندفعها مقابل هذا التغيير. فقد تكون أثمان زهيدة لا تؤثر علينا بشكل كبير وقد تكون أثمان غالية جدا لا نقدر عليها، وهذا أيضا أحد مظاهر الظلم الشديد

دائمًا أشخاص يجدون أنفسهم في أوضاع لم يسعوا إليها، ولكن الخروج منها يكون أصعب من الاستسلام لها.

بعض الظروف القهرية قد تجبر الفرد على الاستسلام احيانًا، ولا سيما لو إنها مرضية ومالية ومرتبطة بالنشأة، أحيانًا لا يمتلك البعض أي خيار سوى التكيف مع الواقع كما هو ومحاولة تقليل الخسائر قدر الإمكان، كما إنهم -كما ذكرتي- قد يجدوا أنفسهم في محل مسؤولية سواءً فردية أو جماعية، وهذا بدوره يدفعهم للتفكير بعقلية نجاة دائمًا، قد لا تأخذهم في مسارات سليمة دائمًا، ولذلك أنا أميل إلى كفة أن الظروف قد لا تكون في مصلحة الفرد بل هي سبب إجباره على طريق لا عودة منه، إلا في استثناءات مساعدة أو معونة من خارج الظروف البيئية.

أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال كانت في الحلقة الأخيرة، حيث بعد التترات تم إذاعة وثائقي عن الأطفال اليتامى، وكان المتحدثون شخصيات نجحت في حياتها ووصلت إلى كليات مرموقة. في دائرتنا، قد نجد أشخاصًا مروا بظروف صعبة، لكنهم استطاعوا اتخاذ قراراتهم واختيار رد فعلهم تجاه تلك الظروف.

قد نكون نحن هؤلاء الأشخاص الآن أو في المستقبل.

و علينا دائماً الأختيار ..