مسلسل موضوع عائلي: متى يصبح تدخل الأهل في حياتنا عبئاً؟

أتفق معك، المشكلة تكمن في أن الأهل يرون الأمور من منظور خبراتهم وتجاربهم السابقة، بينما الأبناء يعيشون واقعا مختلفا بمتغيرات جديدة. ما قد يكون خطأ في زمن الأهل قد لا يكون كذلك الآن، والعكس صحيح. التوازن هو الحل، حيث يمكن للأهل تقديم النصح والإرشاد، لكن دون فرض تجاربهم كقاعدة ثابتة، وعلى الأبناء في المقابل أن يكونوا منفتحين على الاستفادة من خبرات الأهل دون الشعور بأنها تقييد لحريتهم. برأيك، ما هي أفضل طريقة يمكن أن يتعامل بها الطرفان لتجنب هذه الصدامات؟

ما ذكرته يصح في بعض الحالات، لكن ليس كل تدخل للأهل سببه تجاربهم السابقة أو الحماية الزائدة. أحيانًا يكون التدخل مبنيًا على معايير اجتماعية أو دينية يرونها ضرورية. مثلا نجد أب يرفض أن تسافر ابنته للدراسة وحدها ليس فقط لأنه خاف السفر سابقًا، بل لأنه يرى أن التقاليد أو سلامتها أولى بالاهتمام، حتى لو لم يكن له تجربة سلبية مع السفر.

أحيانًا يشعر الأبناء بأن التدخل قيد، لكن في الحقيقة هو مجرد توجيه يُمكن تجاوزه بالحوار. المشكلة تكمن في غياب التواصل لا في التدخل ذاته، على سبيل المثال لا حصر أم تنصح ابنتها بعدم ارتداء ملابس معينة في مقابلة عمل. الابنة تراه تحكمًا، لكن عندما تُرفض في المقابلة لنقص الاحترافية في المظهر، تدرك الهدف من النصيحة.

صحيح، تدخل الأهل المستمر قد يؤثر سلبا على استقلالية الأبناء، حتى لو كان بنية المساعدة. هناك مواقف يكون تدخلهم ضروريا، لكن ليس في كل شيء فمن المهم أن يكتسب الأبناء خبراتهم الخاصة ويتعلموا من أخطائهم. لكن برأيك، هل هناك فرق بين أن يقدم الأهل النصيحة والتوجيه وبين أن يفرضوا قراراتهم على الأبناء؟

أتفق معك، فلو كان الأهل يرون أن ابنهم أو ابنتهم غير قادرين على اتخاذ قرارات سليمة فهذا ليس مبررا لتدخلهم المستمر بل هو دليل على تقصيرهم في تربيتهم منذ البداية ما كانوا يفعلونه طوال تلك السنوات؟ فالتربية لا تقتصر على توفير الطعام والتعليم بل يجب أن تتضمن تعليم الأبناء كيفية الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية لا يمكن أن يستمروا في معاملة أبنائهم كالأطفال ثم يتفاجأوا بعد ذلك بأنهم غير قادرين على اتخاذ قرارات صائبة في هذه الحالة، هم السبب الرئيسي في المشكلة.

فعلا، المشكلة أن الأهل أحيانا لا يدركون أن تدخلهم يصبح خانقا خاصة عندما يكون بدافع الخوف أو الحب الزائد لكن في النهاية لا بد أن يمر الشخص بتجربته الخاصة حتى لو أخطأ فالأخطاء جزء طبيعي من التعلم أعتقد أن أفضل طريقة لتوضيح ذلك دون الدخول في صدام هي التحدث معهم بهدوء ووضوح وإخبارهم أنكِ تقدرين خوفهم وحرصهم، لكن في الوقت نفسه، تحتاجين إلى خوض تجاربك بنفسك لتتعلمي كيف تتخذين قراراتك مستقبلاً. هل سبق أن جربتِ التحدث مع أهلكِ في أمر مشابه؟