كنت أشاهد الحلقة الثانية من مسلسل "لام شمسية"، ولاحظت ظاهرة غريبة لفتت انتباهي بشدة. الطفل الذي يتعرض للتحرش من صديق أبيه في المسلسل بدا متعلقا بشخصية المتحرش "وسام"، التي يؤديها محمد شاهين وأرسل لها رسالة عبر الهاتف أنه يحبه، رغم أن وسام يستغله. هذه المشاعر التي ظهر بها الطفل جعلتني أتساءل: كيف يمكن للطفل أن يتعلق ويحب المتحرش؟

بالتأكيد متحرش الأطفال أذكى من أن يظهر عدائيته أو استغلاله، فهو دائما ما يدخل للطفل من موضع ضعف، مثلا طفل مهمل من قبل عائلته فيبدأ بتقديم الدعم المعنوي والعاطفي له، وهذا ما حدث بالمسلسل فالطفل لا يملك القدرة على التمييز وتحليل العلاقات مثلنا، فهو لا يفرق بسهولة بين الاهتمام والاستغلال، وبين اللعب والتحكم، وبين الحب والاعتداء، خاصة عندما يأتي الأذى ممن يبدو حنونا أو مقربا ومصدر ثقة، فيصبح الارتباك مضاعفا.

لذا سؤالي هنا كيف يمكننا كمجتمع أن نحمي الأطفال من الأذى حين يكون المؤذي هو نفسه من يقدّم لهم الاهتمام الذي يفتقدونه؟