المسلسلات الثلاثينية فما أكثر أم المسلسلات التي لا تتعدى 15 حلقة؟

على الرغم من إتفاقي مع فكرة اختزال الحشو، ولكن ضعِ في اعتبارك أن المسلسلات التلفزيونية الطويلة، من أهدافها استفادة القنوات التي تشتري تلك الأعمال، من خلال ربط الناس بمشاهدتها وتسمرهم أمام القناة لأطول فترة ممكنة، لعرض إعلاناتهم والوصول لأكبر نسبة أرباح، ويربطون موضوع ال30 حلقة، بأفكار عاطفية، كتجمع العائلة لفترة كل يوم ولمدة طويلة وخصوصًا في أوقات المناسبات السنوية كشهر رمضان، لذلك الموضوع هدفه تجاري في الأساس، ولكن لأكون حيادية، أنا لا أشعر بالضيق من فكرة امتداد العمل ل 30 حلقة، لأن بعض الأعمال تستحق تلك المدة بسبب جودة وإتقان الكتابة، ولاحظي أن السمح بتلك المدة، يجعلك تكتبين كل شخصية بواقعية أكثر، بمعنى أن تصاعد الأحداث يجعل المٌشاهد متفهم للمراحل الخاصة بكل شخصية ويعايشها لفترة مُقنعة لتقبل التغيرات التي ستحدث لاحقًا، ونقطة أخر هامة عدد الحلقات الطويلة، يساهم في قصر مدة الحلقة نفسها، وهي نقطة مهمة بالنسبة للقنوات التلفزيونية، وبالنسبة للمشاهد الذي يشعر بالملل من طول الحلقات.

بالنسبة لموضوع الثلاث والثمان حلقات، الموضوع يحتاج لاحترافية شديدة جدًا، وبالمناسبة تنجح تلك الأعمال بشدة، عندما تكون فكرة المسلسل حول عدة شخصيات قليلة فقط، أو موضوع واحد ويتم سرده بالتفصيل خلال مدة تتجاوز أحيانًا الساعة وربع للحلقة الواحدة، لكنها لا تصلح للمسلسلات المتشعبة أو التي تحتاج لتوسع كبير في فهم الشخصيات، إلا في حالة المسلسلات الأجنبية مثلًا التي تعتمد على فكرة تعدد المواسم.

ليس هنالك قاعدة بأن يكون المسلسل 30 حلقة أو 15 حلقة فهذا منظور غير حقيقي بالمرة ولا يمت للأعمال الفنية بصلة ومن فرضه علينا أو جعلنا نراه بهذه الصورة هو شركات الانتاج فقط، فلو رجعنا فقط بضع سنين سنرى أن الدراما المصرية في الماضي كانت سباقة وتتعامل بحرفية مع القصص التي يتم طرحها دون الارتباط بعدد حلقات معينة فمثلا حديث الصباح والمساء 28 حلقة ومسلسل السيرة العاشورية: الحرافيش كان 18 حلقة وغيرها من المسلسلات المهمة لم تكن ترتبط بعدد حلقات ثابتة فاحيانا 31 وأحيانا أجزاء تكون مجموع حلقاتها 70 مثلا وحتى لو نظرنا في أقدم من ذلك سنجد مسلسلات أقل من 10 حلقات وغيرها، فهذا الترتيب اليوم اذلي نراه بالتمسك بعدد حلقات نصف شهرية أو شهرية تعود إلى جهة الانتاج هي التي تفرض هذا الأمر على صناع العمل لأن المسلسلات ارتبطت بشهر رمضان بنسبة كبيرة ولكن التوجه اختلف الأن لينتجوا أعمال تكفي لنصف الشهر أو أعمال تنطلق في غير شهر رمضان فليس هنالك قاعدة فنية تحتم عدد الحلقات ولكن الأمر له علاقة بنظرة المنتج ليس إلا.

تحديد طول معين للفيلم أو المسلسل أو الأغنية أو غير ذلك هو أمر من جهة تم التعارف عليه ومن جهة أخرى فهو من المعلومات التي تكون مطلوبة ومن المهم معرفتها بالنسبة للمنتجين والمستثمرون الذين سيصرفون للأموال على الفيلم أو غير ذلك، لكن في أمريكا على سبيل المثال الصناع في هذه المجالات في بعض الأحيان يستطيعون كسر هذه القواعد فتجد الكثير من المسلسلات تنتهي في أربع حلقات أو ثمان حلقات او ثلاثة عشر وغير ذلك وتجد الأفلام القصيرة والقصيرة جدا والطويلة بداية من الساعة والنصف للثلاث ساعات على حسب الفيلم وهكذا، لكن في رأي وجود قاعدة ما يعمل الجميع على اساسها أو حول حيزها امر مفيد للصانع وابمنتج في نفس الوقت، أما المشاهد فبالنسبة لي لا أهتم كثيرًا لعدد الحلقات التي سأشاهدها او عدد ساعات الفيلم طالما أنا مهتم بالفكرة وبطريقة الصناعة لها.

٥ حلقات أو ١٠٠ حلقة العدد لا يهم، القصة هي ما تحدد ذلك، طالما القصة تسمح بالإطالة فلا مشكلة، وطالما من الأساس تم رسم الأحداث وتطور الشخصيات ووضع النهايات بما يسمح بالبناء عليها، ومازالت محافظة على جودة الكتابة وتقدم نفس جرعة التشويق أو المتعة، فلتستمر للوقت الذي تحتاجه، وحاليا عموما لم يعد مشروط على الإطلاق فكرة الثلاثين حلقة، في الأصل كان الرقم مرتبط بشهر رمضان، والآن أصبح يوجد مسلسلات ١٥ حلقة فقط، وخارج موسم رمضان هناك عدد كبير من مسلسلات القصيرة التي لا تتعدي العشر حلقات وحتى مدة الحلقة نفسها أقل من ساعة، والجيد منها يستاء المشاهدون أنفسهم من انتهائها، فالعدد لا يهم في شيء، الجودة هي الأساس.