وأنا أشاهد الحلقة الأولى من المسلسل التركي الجديد الغدار، لفت نظري حوار بين شخصية بطل العمل ووالدته وفيه أخبرت الأم ابنها الأكبر أن بعد رحيله تشتت العائلة وتمزقت، لأنه على حسب وصفها كان "عماد الأسرة" برغم أن الزوج والأب مازال على قيد الحياة، وهنا تحديدًا أريد أن أشير لعواقب هذا الأمر لأنه شائع كثيرًا في أغلبية الأسر.
الكثير من العائلات يختلط عليها الفرق بين تعليم المسؤولية وتحميل المسؤولية، أو ببساطة يكونوا متقاعسين عن أداء واجباتهم نحو رعاية أولادهم فيلقون بحمل أعبائها على الأكبر سنًا بينهم.
في الحالتين يتم وضع الابن الأكبر في قالب مرسوم يحث عليه باستمرار أن يكون نموذج وقدوة بحيث تُحرم عليه الأخطاء، ويُلقى باللوم عليه عند وقوع خطأ من قبل إخوانه، فيصبح حاميهم ومعلمهم وراعيهم، ناسين أنه مجرد طفل يحتاج هو نفسه للحماية والرعاية، وأن يتعلم مسؤولية نفسه قبل حمل مسؤولية الآخرين.
حتى وإن كبر هذا الطفل، فتحمل الابن الأكبر أحد المسوؤليات هو تطوع منه يشكر عليه، وليس واجب أو فرض يلام عند التخلي عنه، لأنه ببساطة انسان لديه طموحاته وأحلامه التي يسعى من أجل تحقيقها، فلماذا يتم تقييده بتولي مسؤولية أفراد بالغين ومازال الأهل المنوط بهم المسؤولية في المقام الأول على قيد الحياة!
فما هو رأيكم في هذا الشأن؟ كيف ترون فكرة تحميل الابن الأكبر مسؤوليات عائلته فرضًا لمجرد أنه الأكبر سنًا؟
التعليقات