مع توسع الإنتاج وتنوع الموضوعات في عالم المسلسلات، ما هي الموضوعات التي تعتقد أنه يجب تناولها بشكل أكبر في المسلسلات العربية؟
ما هي الموضوعات التي تعتقد أنه يجب تناولها بشكل أكبر في المسلسلات العربية؟
نحتاج لتصدير الصورة الإيجابية عن مجتمعاتنا بدلا من تصدير السلبيات، فمثلا هناك صورة مأخوذة عن مصر انها بلد الرقاصات رغم أننا بلد الأزهر الشريف، وهذا كله بسبب الصورة الخاطئة التي تصدرها الأفلام والتركيز على مواضيع اجتماعية سلبية مثل البلطجة
للأسف نعاني أيضًا من هذا التنميط الغريب وتفشي للصور النمطية المثيرة للعنصرية بسبب ما تصدره الدراما العربية من أفكار لا تمثّل سوى توجهات ورغبات كاتبها، فلا يكاد يوجد شعب عربي إلا وتم إلصاق صورة نمطية بشعبه بسبب هذه المسلسلات التي تصدر تحت عنوان عريض بأنها "تمثّل الواقع" وهي لا تمت للواقع بصلة!
الغريب أن الأمر ليس حكرًا على الدراما العربية وحسب، انظر إلى الصورة التي صدّرتها الدراما والسينما الغربية عن العرب وعن كونهم بدائيين ويتنقلون عبر الجمال رغم ثرائهم الفاحش، أو أنهم مجرد إرهابيين غير متعلمين.. ما زال البعض يرى كل هذه المشاهد حقيقة مطلقة ويصدقها!
أين تكمن المشكلة هنا.. هل في المسلسلات التي تشوه الصورة الحقيقية، أم للمشاهد الذي يعتبرها مصدرًا موثوقًا ليتلقى منه معلوماته حول العالم الخارجي؟
أرى أن المشكلة تكمن في الطرفين، إذ لا يمكن اعتبار الأفلام مصدراً موثوقاً للمعلومات لأن حتى الأفلام المستوحاة من قصص حقيقية تتضمن خطاً درامياً وتفاصيل من وحي الكاتب، كما يجب على صناع الأفلام مناقشة المواضيع بموضوعية، وعرض الجوانب الإيجابية والسلبية على حد سواء بدلاً من التركيز على جانب واحد فقط، فمن الممكن تغيير الجوانب السلبية في الواقع إذا تم تسليط الضوء عليها بشكل معتدل لذا من المهم الإشارة إلى الجوانب السلبية ولكن دون مبالغة
لا بد من إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في صناعة المسلسلات بشكل عام، والحرص على إظهارهم بصورة تليق بهم، والبعد عن الصورة النمطية المعتادة التي تعتمد عليها جميع المسلسلات وهي إظهار ذوي الاحتياجات الخاصة وكأنهم عديمي النفع أو مجرد أشخاص يحتاجون للرعاية ولا يفهمون شيئًا وليس لهم قيمة حقيقية، بالرغم من أن ما يحدث على أرض الواقع يختلف تماماً عن ذلك.
هذه نقطة جيدة. أتمنى لو يتم إظهارهم كما هم؛ وإظهار إنسانيتهم وكم أنهم أناس عاديين أيضا. فهم في الأفلام دائما يحاولون إما إظهارهم كأبطال خارقين تتحدى المشكلات، أو أنهم عديمي النفع. والحقيقة أنهم بشر متنوعون، ولكل منهم قصته ونظرته للحياة، ويمر بكل المشكلات التي يمر بها كل الناس. أستحضر الفيديو المشهور في TED عن الفتاة التي قالت: عندي 99 مشكلة، والشلل الرعاش هو واحد منها فقط. وهي جملة معبرة للغاية.
الصورة النمطية هي شخص على كرسي بعجل لا يستطيع حلب كوب ماء، أو أعمى يستغفله الناس ويخدعونه، او متأخر عقليًا يسخرون منه، بينما الواقع به نماذج كثيرة شجاعة لا تهتم بمدى اختلافهم عن غيرهم بالمجتمع، كما ان هناك العديد من الاختلافات الخلقية لذوي الاحتياجات الخاصة، بعيدة عن الصور النمطية، وهم الأكثر قوة وشجاعة ويندمجون في المجتمع بسهولة، لكن بسبب نقص الوعي وما هو شائع المسلسلات والأفلام لا يحترمهم المجتمع ولا يتعامل معهم بصورة لائقة.
الابتعاد تماماً عن الانزلاق للخط الخليجي الذي يُفتَح الآن الذي يعتمد على التجاريّة بالمحتوى، البذخ الانتاجي دون الإبداعي منه، هذا ليس موقف من الخليج، هو موقف مما يُسوّق حالياً عبرهم، وبما أن سلطة المال عندهم فالقرار مساحته واسعة هناك، هذا ما لا يجب الانزلاق إليه من أعمال كوميدية تعتمد على الايفيهات اللفظية والتهريج. كان هناك دراما مصريّة تُتابَع وسوريّة أيضاً، هذا النَفَس الذي كنّا فيه قبل ال ٢٠١١ في صناعة الدراما يجب أن يعود بكل مكوناته عدا الصوة وتقنياتها، أو على أقل تقدير إنتاج مسلسلات بقصة يمكن أن نتماهى معها ك فرق توقيت في مصر لتامر حسني أو تشيللو ل تيم حسن، هذه أمثلة عن أضعف الإيمان.
التعليقات